الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين
بثينة تروس
30 December, 2022
30 December, 2022
في جزل الإسلاميين باصطفافهم مع اليسار، يعد تصريح القيادية بالتنظيم عائشة الغبشاوي خطاب فيه خديعة التسامح الوطني، يتكسب رضا اليسار في معارضة الاتفاق الاطاري، ويحتكر قداسة الدين. ثم يتعالى عن توبة الإسلاميين في الجرائم التي اقترفوها. ذكرت (هناك أشياء كثيرة تتناقض ما بين مبادئ الإسلام ومبادئ الشيوعية، وفي تقييمي إذا كان هناك شيوعيون مخلصون في عملهم ومتميزون ويضعون الشيوعية جانباَ والوطن في أمامهم.. وأضافت: ويجب أن نقبل بعضنا البعض ولكم دينكم ولي دين)28 ديسمبر صحيفة الحراك السياسي. السؤال وهل وضع الإخوان المسلمون حركتهم الإسلامية جانباً والوطن في أمامهم؟
ألم يقل الشعب في جميع أنحاء الوطن، بما فيهم أبناء الإسلاميين، كلمته حين أسقط حكمهم في ثورة ديسمبر المجيدة (أي كوز ندوسه دوس وما بنخاف) هكذا نزعوا عن مشايخهم هيبتهم، فأنزلوهم من منابر المساجد، ومنعوهم خطب الجمع، وهاجموا دورهم وحرقوها.
فهل انزوي الإسلاميين تائبين واضعين مصلحة الوطن أمامهم؟! الوطن الذي تتحسر عليه الغبشاوي (والآن الناس تبحث عن لقمة العيش بأبسط صورة ممكنة، والكثير منهم ترك الكماليات وحتى اللحوم والخضروات وجميع الأشياء الضرورية بدأت الناس تقللها أو تقاطعها تماماَ وأصبحوا يأكلون ما تندر)..
الشاهد، أن الإسلاميين حجبتهم مصلحة التنظيم عن الوطن، فحاربوا الشعب في ثورته حد التجويع بدس الدقيق، والبنزين، والوقود، والمواد التموينية, بأجمعها في باطن الأرض. وأخرى رموها في عرض البحر. قطعوا الكهرباء معطلين لمحطات الوقود، وحطموا اعمدتها، أخفوا الدواء، وعطلوا البنوك ليقف الناس بالصفوف لأيام ثم لا تعطى لهم أموالهم. قطع الإسلاميون الطرق البرية من شريان الشمال والميناء شرقاً، وقلعوا قضبان السكة حديد، وأجتهدوا في ترويع الناس حتي أفقدوهم الأمان. شهدنا حربهم بمساندة رجال الدين، يقودون مسيرات (الزحف) و (الكرامة) يدعون فيها حماية الشريعة الإسلامية. فتندر الوعي الثوري واسماهم (الزواحف)
أما الإقرار للشيوعيين بالتسامح الديني، فهذا محض كذب وتدليس، وهل للإخوان المسلمين اخلاق يا أستاذة عائشة فيؤتمنون على مواثيق وعهود؟ وهل الشيوعيون والآخرون من الذين جآء اتفاقكم معهم ضد الاتفاق الإطاري, اقرب رحماً لكم من اخوتكم في التنظيم، من الذين خالفوكم وعلي راسهم مرشدكم الترابي الذي نال منكم العقوق والرمي في السجن, ساندتكم الرابطة الشرعية وشيخها محمد عبد الكريم باتهامه بالزندقة (الرجل أخطر من محمود محمد طه ويجب أن يحاكم بالردة. وعلى الدولة أن ترعى حق الله في هذه المسائل..) 31 يناير 2012
أما الذين عارضوكم دينياً، ذبحتموهم ذبح الشياه، و كل من فضح الفساد تم أغتيالهم على طريقة الكارتيلات العالمية، ولم تتورعوا من أن تبيعوا أخوتكم أمثال أسامة بن لادن، والجهاديين الأفغان للأمريكان والغرب الكافر, والجهاديين الإسلاميين للقذافي. كنتم فيهم من الزاهدين حماية لمصالحكم، وقبلاً كانت أناشيدكم (امريكا وروسيا قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها) فما الذي يعصمكم من خيانة اليسار؟
بل أنكم، وفي دعوتكم للتسامح الماكرة هذه، تجردونهم من صفة التدين والإسلام وتحتكرونه. إن كنتم حقا تعتقدون في حرية الإعتقاد لما فصلتم الجنوب، وأقمتم الجهاد وساحات الفداء على شعوب السودان في جبال النوبة وجنوب كردفان، وشردتم المخالفين لكم في امر تطبيقكم للشريعة الإسلامية وعبثكم بالدين. لقد أزهقتم الأرواح وملأتم بالمعارضين السياسيين المعتقلات, وبيوت الأشباح, وأشبعتموهم تعذيباً, وكانت لكم وظيفة (اختصاصي اغتصاب) لامتهان انسانيتهم.
كما تعلمون أن الحاكمية لا توجد فيها مساحة للديموقراطية (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) من لا يؤمنون بالدولة الدينية هم مواطنين من الدرجة الثانية. وهنا عمدت الغبشاوي للتقية (زعماء الشيوعية أعلنوا عداءهم السافر للدين وأن الله سبحانه وتعالى أكذوبة أو خيال. والدعوة إلى الفساد الأخلاقي. وأشياء كثيرة تتناقض ما بين مبادئ الإسلام ومبادئ الشيوعية) ومع ذلك، لا تمانع بالعمل في برلمان معهم إذا كانوا مثالا للالتزام. من الواضح أن "الالتزام" هو الصمت عن مطالب الحكم المدني وحرية المعتقدات والمساواة التامة بين المواطنين ورفع التمييز امام القانون. ثم تتحسر الغبشاوي (أن إقصاء المؤتمر الوطني يتنافى مع مبادئ الثورة (حرية ـ سلام ـ عدالة).
عن أي اقصاء يحدثنا أصحاب التمكين، الذين أنبنى حكمهم على (إعادة صياغة الإنسان السوداني) ليصبح اسلاميا، بفهمهم هم، وهي تتجاهل أن الثورة قامت لإسقاطهم، ومبادئها تعني ازالة التمكين الاسلامي و القصاص لدماء الشهداء. ولقد عجز المؤتمر الوطني منذ سقوطه في تحمل مسئوليته الأخلاقية والسياسية نتائج فشل مشروعهم الإسلامي.
لقد اكدت التجارب انه لا خير يرجى في فلول الاخوان المسلمين, ولا يؤتمنون علي مشروع وطني موحد وهم سبب خرابه, بل الغبشاوي لا تجد ادلة علي فساد حكومتها حينها, فيما خلا بعض الظواهر السالبة علي كوادرهم الطلابية من سيارات وتلفونات اخر موديل, وحملت المنتسبين اليهم والمنافقين مسئولية الفساد.
كان زعمهم (أنهم أصحاب الأيدي المتوضئة) وحين افسدوا (اكلوا الأموال اكلا عجيباً) حديث الترابي وأكده يس عمر الأمام في مراحل الاستيقاظ من الغيبوبة الاسلاموسياسية ( زارني بعض الإخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام في المسجد الذي يُجاورني بسبب الظلم والفساد الذي أراه، وقلت لهم بأنني لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للإخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم، فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام في السودان؛ أنا غايتو بخجل!) هذا إقرار شيوخهم, ولا تكفي الصحائف لسرد سجلات فسادهم ويكفي تدمير مشروع الجزيرة الذي كان مصدر لخزينة الدولة والعملة الصعبة, بعداء المخلوع لمزارعيه وعماله (أنهم تربية شيوعيين).
ذكر بن عطاء الله السكندري اجهل من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس, في تقديري لا حل لمشاكل البلاد بغير تغيير جذري يعيد تأسيس الدولة السودانية، ولا خير في إرادة سياسية مرهونة بالتوافق مع الإسلام السياسي (التجربة التي لا تورث حكمة تكرر نفسها) لكننا لا نعوق ولا نخون الاتفاق الاطاري, بل نامل أن يسهم في الازمة الراهنة ويفسح الطريق لتطلعات الشعب في الحرية والسلام والعدالة.
tina.terwis@gmail.com
////////////////////////////
ألم يقل الشعب في جميع أنحاء الوطن، بما فيهم أبناء الإسلاميين، كلمته حين أسقط حكمهم في ثورة ديسمبر المجيدة (أي كوز ندوسه دوس وما بنخاف) هكذا نزعوا عن مشايخهم هيبتهم، فأنزلوهم من منابر المساجد، ومنعوهم خطب الجمع، وهاجموا دورهم وحرقوها.
فهل انزوي الإسلاميين تائبين واضعين مصلحة الوطن أمامهم؟! الوطن الذي تتحسر عليه الغبشاوي (والآن الناس تبحث عن لقمة العيش بأبسط صورة ممكنة، والكثير منهم ترك الكماليات وحتى اللحوم والخضروات وجميع الأشياء الضرورية بدأت الناس تقللها أو تقاطعها تماماَ وأصبحوا يأكلون ما تندر)..
الشاهد، أن الإسلاميين حجبتهم مصلحة التنظيم عن الوطن، فحاربوا الشعب في ثورته حد التجويع بدس الدقيق، والبنزين، والوقود، والمواد التموينية, بأجمعها في باطن الأرض. وأخرى رموها في عرض البحر. قطعوا الكهرباء معطلين لمحطات الوقود، وحطموا اعمدتها، أخفوا الدواء، وعطلوا البنوك ليقف الناس بالصفوف لأيام ثم لا تعطى لهم أموالهم. قطع الإسلاميون الطرق البرية من شريان الشمال والميناء شرقاً، وقلعوا قضبان السكة حديد، وأجتهدوا في ترويع الناس حتي أفقدوهم الأمان. شهدنا حربهم بمساندة رجال الدين، يقودون مسيرات (الزحف) و (الكرامة) يدعون فيها حماية الشريعة الإسلامية. فتندر الوعي الثوري واسماهم (الزواحف)
أما الإقرار للشيوعيين بالتسامح الديني، فهذا محض كذب وتدليس، وهل للإخوان المسلمين اخلاق يا أستاذة عائشة فيؤتمنون على مواثيق وعهود؟ وهل الشيوعيون والآخرون من الذين جآء اتفاقكم معهم ضد الاتفاق الإطاري, اقرب رحماً لكم من اخوتكم في التنظيم، من الذين خالفوكم وعلي راسهم مرشدكم الترابي الذي نال منكم العقوق والرمي في السجن, ساندتكم الرابطة الشرعية وشيخها محمد عبد الكريم باتهامه بالزندقة (الرجل أخطر من محمود محمد طه ويجب أن يحاكم بالردة. وعلى الدولة أن ترعى حق الله في هذه المسائل..) 31 يناير 2012
أما الذين عارضوكم دينياً، ذبحتموهم ذبح الشياه، و كل من فضح الفساد تم أغتيالهم على طريقة الكارتيلات العالمية، ولم تتورعوا من أن تبيعوا أخوتكم أمثال أسامة بن لادن، والجهاديين الأفغان للأمريكان والغرب الكافر, والجهاديين الإسلاميين للقذافي. كنتم فيهم من الزاهدين حماية لمصالحكم، وقبلاً كانت أناشيدكم (امريكا وروسيا قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها) فما الذي يعصمكم من خيانة اليسار؟
بل أنكم، وفي دعوتكم للتسامح الماكرة هذه، تجردونهم من صفة التدين والإسلام وتحتكرونه. إن كنتم حقا تعتقدون في حرية الإعتقاد لما فصلتم الجنوب، وأقمتم الجهاد وساحات الفداء على شعوب السودان في جبال النوبة وجنوب كردفان، وشردتم المخالفين لكم في امر تطبيقكم للشريعة الإسلامية وعبثكم بالدين. لقد أزهقتم الأرواح وملأتم بالمعارضين السياسيين المعتقلات, وبيوت الأشباح, وأشبعتموهم تعذيباً, وكانت لكم وظيفة (اختصاصي اغتصاب) لامتهان انسانيتهم.
كما تعلمون أن الحاكمية لا توجد فيها مساحة للديموقراطية (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) من لا يؤمنون بالدولة الدينية هم مواطنين من الدرجة الثانية. وهنا عمدت الغبشاوي للتقية (زعماء الشيوعية أعلنوا عداءهم السافر للدين وأن الله سبحانه وتعالى أكذوبة أو خيال. والدعوة إلى الفساد الأخلاقي. وأشياء كثيرة تتناقض ما بين مبادئ الإسلام ومبادئ الشيوعية) ومع ذلك، لا تمانع بالعمل في برلمان معهم إذا كانوا مثالا للالتزام. من الواضح أن "الالتزام" هو الصمت عن مطالب الحكم المدني وحرية المعتقدات والمساواة التامة بين المواطنين ورفع التمييز امام القانون. ثم تتحسر الغبشاوي (أن إقصاء المؤتمر الوطني يتنافى مع مبادئ الثورة (حرية ـ سلام ـ عدالة).
عن أي اقصاء يحدثنا أصحاب التمكين، الذين أنبنى حكمهم على (إعادة صياغة الإنسان السوداني) ليصبح اسلاميا، بفهمهم هم، وهي تتجاهل أن الثورة قامت لإسقاطهم، ومبادئها تعني ازالة التمكين الاسلامي و القصاص لدماء الشهداء. ولقد عجز المؤتمر الوطني منذ سقوطه في تحمل مسئوليته الأخلاقية والسياسية نتائج فشل مشروعهم الإسلامي.
لقد اكدت التجارب انه لا خير يرجى في فلول الاخوان المسلمين, ولا يؤتمنون علي مشروع وطني موحد وهم سبب خرابه, بل الغبشاوي لا تجد ادلة علي فساد حكومتها حينها, فيما خلا بعض الظواهر السالبة علي كوادرهم الطلابية من سيارات وتلفونات اخر موديل, وحملت المنتسبين اليهم والمنافقين مسئولية الفساد.
كان زعمهم (أنهم أصحاب الأيدي المتوضئة) وحين افسدوا (اكلوا الأموال اكلا عجيباً) حديث الترابي وأكده يس عمر الأمام في مراحل الاستيقاظ من الغيبوبة الاسلاموسياسية ( زارني بعض الإخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام في المسجد الذي يُجاورني بسبب الظلم والفساد الذي أراه، وقلت لهم بأنني لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للإخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم، فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام في السودان؛ أنا غايتو بخجل!) هذا إقرار شيوخهم, ولا تكفي الصحائف لسرد سجلات فسادهم ويكفي تدمير مشروع الجزيرة الذي كان مصدر لخزينة الدولة والعملة الصعبة, بعداء المخلوع لمزارعيه وعماله (أنهم تربية شيوعيين).
ذكر بن عطاء الله السكندري اجهل من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس, في تقديري لا حل لمشاكل البلاد بغير تغيير جذري يعيد تأسيس الدولة السودانية، ولا خير في إرادة سياسية مرهونة بالتوافق مع الإسلام السياسي (التجربة التي لا تورث حكمة تكرر نفسها) لكننا لا نعوق ولا نخون الاتفاق الاطاري, بل نامل أن يسهم في الازمة الراهنة ويفسح الطريق لتطلعات الشعب في الحرية والسلام والعدالة.
tina.terwis@gmail.com
////////////////////////////