المبادرة المصرية في سطور!
الطيب الزين
8 January, 2023
8 January, 2023
في السطور التالية نحاول أن نقرأ حقيقة النوايا والأهداف المصرية من وراء دعوتها للقوى السياسية السودانية الذهاب إلى القاهرة من أجل ضمان مساهمتها في إيجاد حل للأزمة السياسية في بلادنا يقود إلى تحقيق إنتقال ديمقراطي ناعم.
أستطيع أن أقول وأنا مطمئن البال أن ما يقوم به النظام المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي، هو خديعة كبيرة، بعد أن فشلت خدعه الصغيرة في مرات سابقة!
في بحر الأسبوع الماضي أشرنأ في مقال تحت عنوان "الخديعة" نشر في مواقع سودانية عديدة وصحيفة "أقلام متحدة"
حذرنا فيه من مغبة الوقوع في فخ الخديعة، وقلنا أن ما يجري في السودان لا ينفصل بأي حال من الأحوال مما يجري في المنطقة العربية التي شهدت ثورات شعبية أدت إلى الإطاحة بأنظمة إستبدادية جثمت على صدور شعوبها عقود طويلة.. منها نظام زين العابدين في تونس، ونظام حسني مبارك في مصر ونظام علي عبدالله صالح في اليمن ونظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، ونظام بشار الأسد في سوريا الذي ما زال باقياً في سدة السلطة، نتيجة لتدخلات خارجية منها الدعم العسكري الروسي والإيراني وإمتداداته الطائفية في كلا من لبنان والعراق.
أما بقية أنظمة الإستبداد العتيقة قد هوت في مزابل التاريخ.
لكن المؤسف حقاً هو عودة الإستبداد سريعاً مرة أخرى بوتيرة أخطر مما كانت عليه في السابق، لاسيما في الجارة الشقيقة مصر التي ترزح تحت سطوة الإستبداد بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي إنقلب على حكومة ديمقراطية إتفقنا أو إختلفنا معها في توجهاتها السياسية، إلا أنها كانت حكومة ديمقراطية جاءت عن طريق صناديق الإنتخابات العامة الحرة النزيهة.
إنطلاقاً من هذه الوقائع .. يتساءل المرء هل من إنقلب على حكومة ديمقراطية في بلاده، سيساعد حقاً في نجاح التحول الديمقراطي في جواره؟
وهنا أذكر بالمثل السوداني: الأمو عريانة ما بكسي خالتو.
صحيح نحن في السودان شعب طيب، ونحسن الظن بالآخرين، لكن الطيبة الزائدة ربما يفسرها البعض بالغباء.
وتجاربنا مع الأنظمة المصرية، خلال فترات الحكم الديمقراطي قصيرة الأجل، لا توفر لنا هامشاً للتمسك بهذه القشة ونحن في وسط بحر الأزمة السياسية المفتعلة والتي لنظام السيسي دور كبير فيها!
الثورة السودانية حققت نجاحات كثيرة، على رأسها إنها خلصتنا من الطاغية، وحسنت صورتنا في أنظار العالم بأننا لسنا كسالى ولا أغبياء كما يروج ويظن البعض!
ربما ينطبق علينا بيت الشعر الذي يقول: يتظاهر بالغباوة ليس لموق في لبه، وإنما به لبُ يفوق لب اللبيب.
لذلك نقول للعالم نحن فاهمين أن الثورة المصرية هي الأخرى، تعرضت لمؤامرة كبيرة كان نتيجتها عودة الإستبداد لمصر التي لا نكن عداوة لشعبها المغلوب على أمره، بل نعتبره شعب جار وشقيق حاله حال جميع شعوب المنطقة الذين تجمعنا معهم الجغرافيا والتاريخ والمصالح، لكن تفرقنا أنظمة الفساد والإستبداد والعمالة التي تسببت في جهلنا وتخلفنا وفقرنا وأوصلتنا إلى الحضيض!
عبدالفتاح السيسي وجوده في موقعه الحالي، لم يأت من فراغ وإنما ضمن خطة معادية للثورات العربية.!
أعاق الديمقراطية في بلاده ويعمل على فعل ذات الشيء في الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية لاسيما في جواره ليبيا والسودان.
لذلك من يقبل بتدخله تحت أي ذريعة كانت يكون عملياً قد شارك في تمرير المؤامرة التي تحاك من قبل أطراف عديدة للقضاء على الثورة في السودان.
المؤامرة هدفها تعبيد الطريق لعودة الإستبداد مرة أخرى حتى لو إستدعى الأمر عودة الكيزان إلى الحكم، المهم ألا يحدث إنتقال ديمقراطي حقيقي في السودان.
لكن الذي فات على أعداء الديمقراطية وعملائهم الصغار في المنطقة الذين يبدو أنهم لا يدركون مدى حجمهم وضيق أفقهم!
الثورة السودانية، ثورة وعي لن تقبل أن تكون نعجة ضعيفة بلا حول ولا قوة!
الثورة السودانية تريد أن تلعب دور الأسد، الذي يدافع عن حقوقه وكرامته المهدورة، لأنها قدمت ثمناً غالياً من التضحيات من أجل الحرية وتمتلك أفقاً لن تنطلي عليه هكذا مؤامرات وإن تدثرت برداء الجيرة والأخوة!
كلمة إخيرة السودانيون ليسوا في حاجة لمبادرات من أحد.
الحديث عن المبادرة المصرية وقبلها الإتفاق الإطاري، هذا كله عبث في عبث ... الحل الذي يتوق إليه السودانيون هو رحيل البرهان ومن معه فوراً وإفساح المجال أمام الشعب الذي قام بالثورة العظيمة لبناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي، يعبر عن تطلعاته المشروعة ويحقق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والسلام.
الطيب الزين
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////////
أستطيع أن أقول وأنا مطمئن البال أن ما يقوم به النظام المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي، هو خديعة كبيرة، بعد أن فشلت خدعه الصغيرة في مرات سابقة!
في بحر الأسبوع الماضي أشرنأ في مقال تحت عنوان "الخديعة" نشر في مواقع سودانية عديدة وصحيفة "أقلام متحدة"
حذرنا فيه من مغبة الوقوع في فخ الخديعة، وقلنا أن ما يجري في السودان لا ينفصل بأي حال من الأحوال مما يجري في المنطقة العربية التي شهدت ثورات شعبية أدت إلى الإطاحة بأنظمة إستبدادية جثمت على صدور شعوبها عقود طويلة.. منها نظام زين العابدين في تونس، ونظام حسني مبارك في مصر ونظام علي عبدالله صالح في اليمن ونظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، ونظام بشار الأسد في سوريا الذي ما زال باقياً في سدة السلطة، نتيجة لتدخلات خارجية منها الدعم العسكري الروسي والإيراني وإمتداداته الطائفية في كلا من لبنان والعراق.
أما بقية أنظمة الإستبداد العتيقة قد هوت في مزابل التاريخ.
لكن المؤسف حقاً هو عودة الإستبداد سريعاً مرة أخرى بوتيرة أخطر مما كانت عليه في السابق، لاسيما في الجارة الشقيقة مصر التي ترزح تحت سطوة الإستبداد بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي إنقلب على حكومة ديمقراطية إتفقنا أو إختلفنا معها في توجهاتها السياسية، إلا أنها كانت حكومة ديمقراطية جاءت عن طريق صناديق الإنتخابات العامة الحرة النزيهة.
إنطلاقاً من هذه الوقائع .. يتساءل المرء هل من إنقلب على حكومة ديمقراطية في بلاده، سيساعد حقاً في نجاح التحول الديمقراطي في جواره؟
وهنا أذكر بالمثل السوداني: الأمو عريانة ما بكسي خالتو.
صحيح نحن في السودان شعب طيب، ونحسن الظن بالآخرين، لكن الطيبة الزائدة ربما يفسرها البعض بالغباء.
وتجاربنا مع الأنظمة المصرية، خلال فترات الحكم الديمقراطي قصيرة الأجل، لا توفر لنا هامشاً للتمسك بهذه القشة ونحن في وسط بحر الأزمة السياسية المفتعلة والتي لنظام السيسي دور كبير فيها!
الثورة السودانية حققت نجاحات كثيرة، على رأسها إنها خلصتنا من الطاغية، وحسنت صورتنا في أنظار العالم بأننا لسنا كسالى ولا أغبياء كما يروج ويظن البعض!
ربما ينطبق علينا بيت الشعر الذي يقول: يتظاهر بالغباوة ليس لموق في لبه، وإنما به لبُ يفوق لب اللبيب.
لذلك نقول للعالم نحن فاهمين أن الثورة المصرية هي الأخرى، تعرضت لمؤامرة كبيرة كان نتيجتها عودة الإستبداد لمصر التي لا نكن عداوة لشعبها المغلوب على أمره، بل نعتبره شعب جار وشقيق حاله حال جميع شعوب المنطقة الذين تجمعنا معهم الجغرافيا والتاريخ والمصالح، لكن تفرقنا أنظمة الفساد والإستبداد والعمالة التي تسببت في جهلنا وتخلفنا وفقرنا وأوصلتنا إلى الحضيض!
عبدالفتاح السيسي وجوده في موقعه الحالي، لم يأت من فراغ وإنما ضمن خطة معادية للثورات العربية.!
أعاق الديمقراطية في بلاده ويعمل على فعل ذات الشيء في الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية لاسيما في جواره ليبيا والسودان.
لذلك من يقبل بتدخله تحت أي ذريعة كانت يكون عملياً قد شارك في تمرير المؤامرة التي تحاك من قبل أطراف عديدة للقضاء على الثورة في السودان.
المؤامرة هدفها تعبيد الطريق لعودة الإستبداد مرة أخرى حتى لو إستدعى الأمر عودة الكيزان إلى الحكم، المهم ألا يحدث إنتقال ديمقراطي حقيقي في السودان.
لكن الذي فات على أعداء الديمقراطية وعملائهم الصغار في المنطقة الذين يبدو أنهم لا يدركون مدى حجمهم وضيق أفقهم!
الثورة السودانية، ثورة وعي لن تقبل أن تكون نعجة ضعيفة بلا حول ولا قوة!
الثورة السودانية تريد أن تلعب دور الأسد، الذي يدافع عن حقوقه وكرامته المهدورة، لأنها قدمت ثمناً غالياً من التضحيات من أجل الحرية وتمتلك أفقاً لن تنطلي عليه هكذا مؤامرات وإن تدثرت برداء الجيرة والأخوة!
كلمة إخيرة السودانيون ليسوا في حاجة لمبادرات من أحد.
الحديث عن المبادرة المصرية وقبلها الإتفاق الإطاري، هذا كله عبث في عبث ... الحل الذي يتوق إليه السودانيون هو رحيل البرهان ومن معه فوراً وإفساح المجال أمام الشعب الذي قام بالثورة العظيمة لبناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي، يعبر عن تطلعاته المشروعة ويحقق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والسلام.
الطيب الزين
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////////