الخبر اليقين عند د. أماني الطويل

 


 

الطيب الزين
19 January, 2023

 

المداخلة القّيمة التي أدلت بها د. أماني الطويل المتخصصة في الشأن السوداني في إحدى الفضائيات العربية فيها الخبر اليقين لمن أراد أن يفهم مالآت المشهد السياسي السوداني.

حديثها أثبت فعلاً أنها ملمة بالشأن السوداني تاريخاً وفكراً وسياسة وثقافة.

تاريخياً أشارت إلى نقطة مهمة جداً وهي أن السودان لم ينل إستقلاله عبر حكم العسكر، وإنما عبر نضال الحركة الوطنية المدنية ممثلة في مؤتمر الخريجيين، الذي شكل ركيزة ورافعة أساسية لحركة الوعي والثقافة والنشاط السياسي على وجه الخصوص الذي أثمر إستقلال السودان في عام 1956.

كما أشارت إلى إستحالة إستنساخ التجربة المصرية في السودان، لأن المجتمع هناك أقوى من الدولة عكس ما هو عليه في مصر.

وأمنت على حقيقة أن التحول الديمقراطي سيحقق أهدافه رغم الصعوبات وضعف الدولة الحالي لأن إنهيار السودان سيكون له مضاعفات خطيرة، والمجتمع الدولي والإقليمي لن يتحمل ذلك.

ومن جانبنا نضيف لحديث الدكتورة أن الحركة السياسية السودانية أكثر وعياً وتنظيماً من نظريتها المصرية.

لذلك لم يستسلم الشعب السوداني لإنقلاب 25/إكتوبر/2021  كما حدث في مصر  بعد ثورة 25/يناير/2011.

 

الشعب السوداني رفض إعادة إنتاج النظام السابق، متسلحاً بالوعي والحكمة والعقلانية، شاهراً سيف المقاومة السلمية عبر المواكب والمسيرات التي قالت: للإنقلابيين ومن يقف خلفهم في محيطنا الإقليمي والدولي، "الشعب أقوى والردة مستحيلة" ولا مجال للعودة إلى الوراء، بل تقدم إلى الأمام، وسيظل الشعب مستمراً في درب النضال وفاءاً للشهداء الأبرار الذين صعدت أرواحهم إلى بارئها وهي مطمئنة، وواثقة أن شعبها الذي أسقط الطغاة لن يخونها.

وقد قالها الشعب السوداني بكل قطاعاته كتّابه ومثقفيه وصحفييه وإعلامييه، وسياسييه، ومهنييه، وموظفييه وطلابه وعماله نسائه ورجاله شيبه وشبابه، بعد رحلة الفشل والدماء والدموع والآهات والجراحات والأحزان والخيبات التي مر بها منذ الإستقلال وحتى الآن لن يقبل بعد الثورة العظيمة أن يرزح تحت عسكري مستبد مهما كلف الأمر!

 

وأنه مصمم على طي صفحة الإنقلاب وفتح صفحة جديدة في تاريخه السياسي المعاصر خاليه من الطغيان، الذي ثار ضده في إكتوبر 1964، ومارس أبريل 1985، وديسمبر المجيدة2019، التي كانت أعظم ثورة شعبية على مدار التاريخ القديم والحديث.

ثورة شعبية سلمية ضد أسوأ دكتاتورية، عرفها التاريخ، تزاوج فيها الفساد بالجريمة المنظمة تحت شعارات الدين.

الأمر الذي أدى إلى إتساع رقعة الخراب والدمار الذي كان محصلته إنفصال الجنوب وإشعال الحريق في دارفور الذي قضى على الأخضر واليابس، لذلك الشعب السوداني مُصر على مقاومة الطغيان والظلم والجهل والتخلف والظلام والفساد والفوضى والعبث والحروب والفقر والمجاعات والمظالم.

وتأسيس نظام سياسي جديد يرتكز على مساهمات الرعيل الأول من مؤسسي مؤتمر الخريجيين ومواصلة ما إنقطع من خيوط الوعي الوطني الحديث تحقيقاً للإستقرار السياسي المبني على الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية مضمونها تنمية إقتصادية شاملة على إمتداد مساحة الوطن لمحاربة الجهل والفقر والتخلف وفق رؤية علمية ركيزتها المعرفة التي تسهم في تحرير عقل الإنسان وخياله دفعاً لعجلة التطور والتقدم الذي يُمكن الوطن والشعب دخول العصر الحديث من أوسع أبوابه بنظام ديمقراطي معافى وقوة إقتصادية حديثة تجعلنا لسنا في حاجة لأحد إنطلاقاً من خيراتنا وثرواتنا الوطنية التي تعتبر ركيزة حياة واعدة لنا ولأخوتنا وأشقاءنا في محيطنا العربي والإفريقي.

لذلك نقول لأخوتنا في مصر تدمير السودان ليس في مصلحتكم.

إسترتيجيا إستقرار السودان سيفتح أمامكم فرص كبيرة للعمل والإستثمار وتبادل المنافع والمصالح، لذا، لا تندفعوا في الإتجاه الخاطيء الذي يعمل على إطفاء شمعة الثورة السودانية التي أصبحت منارة وأمل لكل الشعوب التي تتطلع للحرية والكرامة الإنسانية والعيش الكريم.

 

كما هي صمام أمان لبقاء السودان موحداً وقوياً ومفيداً للجميع.

 

الطيب الزين

 

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

//////////////////////

 

آراء