العجز في الميزانية لا يسوي أدني شيء بجانب العجز في القادة أنفسهم ( قادة افريقيا ) !!

 


 

 

وخرج الإستعمار وتولت النخب الأفريقية الزمام وبان علي جميع القادة العجز التام في إدارة الدولة لسبب بسيط أن شعوبهم أتت بهم ليخدموها ولكن اتضح وبان كالشمس إن الشعوب هي التي باتت تخدم هؤلاء الرؤساء بل وتدللهم وصنعت منهم ديكتاتورين علي ارفع طراز لدرجة أن البلد من أقصاها الي أقصاها صارت ضيعة لهم وللاهل والمقربين منهم وظهر الفساد وكان لا بد من قبضة حديدية للحفاظ علي هذا الفساد الذي يعتبرونه شيئا طبيعيا إذ هم السادة يحلو لهم فعل كل شيء مادام في مصلحتهم حتي لو تعارض مع احلام الأمة وحقها في العيش الكريم !!..
وهذا يفسر لنا تضخم جهاز الأمن والمخابرات هذه المنظومة التي تصور لنا علي أساس أنها الحارس الامين للبلاد والدرع الواقي الذي لا يسمح للأعداء بالتغول علي انسان وخيرات الوطن وتفدي بالروح التراب الغالي الماليهو تمن كما قال الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة وكما قال عثمان حسين ( افديك بالروح ياوطني) !!..
وتحول هذا الجهاز المنوط به جمع المعلومات عن كل ما يعرض البلد داخلياً وخارجياً للاختراق والاستباحة والعبث بأمنه واستقراره الي أداة قمعية في يد الحاكم يؤدب بها المعارضين الذين يؤرقون نومه ويكشفون زيفه وعدم أهليته في الحكم والإدارة ونهبه وسرقته لعموم الوطن ووضعه في جيبه والشعب العامر إيمانه ينظر بعين الحسرة للوفاق الوطني يتسرب من بين فروج الأصابع وفي النهاية لا بحصد الجميع حكاما ومحكومين الا الندم والبكاء علي كيان نبكيه كالنساء إذ لم نحافظ عليه كالرجال !!..
نعود للنخب الذين آل لهم الأمر بعد أن حمل الإستعمار عصاه ورحل كانوا كالقردة قلدوا الخواجات في المظهر ولم يأخذوا عنهم الجوهر ولم يعمروا أو يبنوا أو حتي لم يضيفوا شيئا لما ورثوه وكان كل همهم وطموحهم السكن الفخم والملبس الأنيق والطعام الفاخر والكلام الكثير والسفر بسبب ومن غير سبب وإفراغ الخزينة العامة في الفارغة والمقدودة!!..
خلد التاريخ الإفريقي بعض القادة نذكر منهم المعلم نايريري وكوامي نكروما وجومو كنياتا وجمال عبدالناصر ( كانت له انجازات مقدرة وايضا كانت له أخطاء واخفافات كلفت مصر والعالم العربي الكثير ) واغستينو نيتو وأحمد بن بيلا !!..
نعود ونردد بأن كل عجز لحق بالقارة السمراء يهون الا العجز في القادة أنفسهم الذين جعلوا افريقيا ملطشة ومطمع لكل مغامر ومتامر وتفشي في افريقيا طاعون الانقلابات العسكرية هذا الشر المستطير الذي أصابها بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق وعلي رأس البلايا تلاشي التعليم وتفشي الجهل والخرافات وسيادة القبلية التي فرقت شمل الأمة ولم تجني منها إلا الزعازع والحروب والتخلف والجهل والمرض !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com

 

آراء