حميدتي ظاهرة غير طبيعية تبوأ أعلي المناصب وصار يصدر اخطر القرارات السيادية

 


 

 

حميدتي ظاهرة غير طبيعية تبوأ أعلي المناصب وصار يصدر اخطر القرارات السيادية ، يستقبله الكرملين والبلاط السعودي والديوان الاميري الاماراتي وقصور مصر وغيرهم والشعب فاغرا فاه يتفرج في هذه العجيبة الدنيوية الجديدة !!..

واقع الحال يجعلنا نتذكر لجنة الإختيار للخدمة العامة ومن أبطالها نذكر صلاح قرشي يومها كانت الوظيفة الحكومية تخضع بصرامة لمعايير الكفاءة ولا مجاملة في هذا الأمر مهما كانت الظروف وغير مسموح بتدخلات الكبار والنافذين وحتي هؤلاء الكبار كانوا من أهل الورع والتقوى وضميرهم لا يسمح لهم بتذكية معارفهم ومحاسيبهم وهم يعرفون أنهم غير أهل للتوظيف !!..
قبل تأميم البنوك إبان العهد المايوي كان النظام المالي يسير بدقة متناهية والبنوك كانت تتنافس بكل شرف مع بعضها البعض وكل يريد ويتفاني في خدمة العملاء ويسهر علي راحتهم علما بأن التعامل كان علي قدم المساواة لافرق بين غني وفقير !!..
وجاءت الإنقاذ وكما تعلمون فقد أفسدت أي شيء أدخلت فيه يدها ولكن أمرها مع البنوك كان عجبا إذ أصبحت هذه البنوك في خدمة منسوبي النظام خاصة والمدير وأعضاء مجلس الإدارة من الموالين ومن المؤلفة قلوبهم حرصهم أن يكون المال دولة بين المتاسلمين ولا حد سواهم وكان أن ظهر الثراء الفاحش علي أناس كانوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولم يكونوا يملكون قوت يومهم وتطاولوا في البنيان وصار لهم من الشركات الكثير ومنهم من اكمل زيجاته الي اربع وصاروا يحجون كل عام والعمرة عندهم يؤدونها بانتظام في مختلف مواسمها ومواقيتها !!..
أن كانت الإنقاذ قد قصدت بانقلابها المشؤوم أن تغير الإنسان السوداني فقد نجحت بامتياز في تذويب الطبقة الوسطي وتبخرها وبروز طبقات عليا منهم دانت لهم الدولة بالكامل يتمتعوا بها هم ومن يجلسوا معهم في سرج حصان حسن البنا في الخارج في تركيا وماليزيا وقطر وتونس والمغرب أما بقية الشعب السوداني وقد ارهقوه بالضرائب وحرموه من التعليم والصحة وضيقوا عليه في الحل والترحال ووضعوه في دائرة الاشتباه وسلطوا عليه جهاز أمنهم العاتي ولم يكتفوا بسجنه بل ابتكروا له بيوت الاشباح تزلزل كيانه وتجعله يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه !!..
الشيء المؤلم أن أي قارب يبتلعه البحر الأبيض يكون فيه مهاجرون من أبنائنا ضاق بهم الحال ويريدون أن يجربوا حظهم في أوروبا بحثا عن حياة كريمة وعيش رغيد ولكنهم يموتون في أعماق قبور بلا شواهد ولا تقام لهم الصلوات والدعوات والدفن بحضور الأهل والأصدقاء !!
بلادنا الجريحة صارت لا دولة وليس فيها حكومة مثل بقية الدول وجنرالان يتحكمان في عجلة القيادة قاما بانقلاب القصد منه فرملة الثورة ونجحا ومازالا يستخفان بنا ويرمون علينا باطنان من الكذب وهم يعرفان أنهما يكذبان والخلاصة أن أحدهما سيعقد له لواء البلاد بمباركة من المجتمع الدولي المنافق الكذاب والآخر سيكون نائبه الأمين !!..
ولكن المصيبة التي ستحل بالوطن ايهما سيرضي بمنصب الرجل الثاني وكل منهما طموحاته في الرئاسة قد شقت عنان السماء وهذا مع أمريكا وإسرائيل وذاك مع روسيا وفاغنر وكلاهما آلته الحربية قد فتكت بالثوار وهندسوا لنا واخرجوه الي حيز الوجود وهذا السلام المزعوم جعل الحركات المسلحة في قلب السلطة ومازالت تحتفظ بجيوشها وسلفاكير أصبح مثل الجمل ماشايف عوجة رقبتو بلده خربانة وعاوز يصلح السودان !!..
ياحليل التعليم والصحة وكافة المرافق التي عبثت بها الإنقاذ وواحسرتاه علي الخدمة المدنية والوظيفة العامة التي باتت ملطشة يتقلدها كل من هب ودب وهو لا يعرف الواو الضكر من الياء الانتاية وسفاراتنا في الخارج تعج بغير المتعلمين والخارجية نفسها خاوية علي عروشها من الكفاءات وأصحاب القلم والإبداع فيها ابتلعهم يم التهميش والتطفيش !!..
نعود للفريق أول حميدتي وقد ترصعت أكتافه بالنجوم والمقصات ووضعوا أمامه المايكروفونات في المنصات وسمعنا خطبه الرنانة المكتوبة والمرتجلة ورايناه في المطار يودعونه ويستقبلونه باحسن البروتكولات ويزور الدول باطمئنان ولم يقل أحد أن هذا المنصب يحتاج للخضوع للجنة الاختيار للخدمة العامة أو للكفاءة اللازمة لشغله في حين أن الجامعات والمدارس وحتي رياض الاطفال تعقد فيهم الامتحانات وتصحح بالعدل والقسطاس ومن يرسب يعطي فرصة الملاحق ولو رسب مرة أخري بعيد السنة والقصد أن يتخرج وهو جدير بالثقة ليملأ اي منصب يسند إليه !!..
طيب لماذا البعض منا يعاملوا معاملة اولاد المصارين البيض او معاملة الإنجليز أصحاب العيون الخضر ويفرش لهم البساط الاحمر ويملكوا جبال الذهب ومكاتبهم بالقصر الجمهوري ولهم جيش موازي لجيش البلاد وعقيدته اكيد ليس فيها حب الوطن طالما أن الارتزاق فيه عمل مشروع وجنوده حبا في المال تدافع عن اوطان لا ناقة لهم فيها ولا جمل !!..
الخوف كل الخوف من الحرب الأهلية ليس في الريف البعيد ولكن في قلب العاصمة وقد تكاثرت فيها الجيوش والعالم حولنا يريد لنا حاكما يلبسونه مثل الخاتم في أصابعهم والشعب كثرت مليونياته ولكننا ننتظر القيادة الموحدة علها تخرجنا من ثنائية برهان / حميدتي وكفانا هلال مريخ وميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء