سيارات بعدد الرمل والحصي تجوب شوارع العاصمة المهترئة

 


 

 

سيارات بعدد الرمل والحصي تجوب شوارع العاصمة المهترئة منها احدث الموديلات وبعضها اكل عليه الدهر وشرب وسلطات المرور عاجزة والسائق تائه والمواطن يسير علي هواه والمركبة العمومية تقف حيثما اتفق والزمن ضائع _ وقس علي هذه الفوضي بقية اللوحة الحياتية السودانية ال

هذا الحي الامدرماني العريق الذي طالما تغزلت فيه حقيبة الفن صار بلا حاويات للنفايات وتفتقت عبقرية سكانه في وضع قمامتهم علي أرصفة الشوارع في منظر منفر مقزز والكلاب الضالة والسوائم والشماشة كلهم يهجمون علي الاكياس هجمة رجل واحد يمزقون أحشائها بحثا عن مايسد رمقهم وعن اشياء يمكن ان تكون ذات نفع تدر عليهم بعض المال والخاسر هو المواطن نفسه الذي يضع الأوساخ في الترتوارات لتتبعثر في طول الشارع وعرضه بفضل الهجمة المضرية من أصحاب المصلحة الحقيقية الباحثين عن ( الكرور ) وبقايا الطعام وحتي عربة النفايات لو أطلت علي المشهد بعد غياب فإنها تكون علي عجلة من أمرها فتحمل القليل وتترك الكثير في عرض الشارع مخرجا لسانه في شماتة وسخرية علي سوء المنقلب هذا الذي قل إن يوجد له مثيل في أي دولة في العالم مهما كانت درجة تخلفها وتدحرجها في سلم الحضارة والتقدم والرقي!!..
نترك المركبات وكثافتها واحتلالها لكل شبر من أرض العاصمة وحتي الحيشان في البيوت صارت ( قراشات ) لحفظ هذه الدواب الحديدية من الهمباتة الذين إن لم يتمكنوا من سرقة العربة بكاملها فإنهم يعتدون علي أجزائها بعمليات جراحية ناجحة يغنمون بها ماخف وزنه وغلي تمنه _ وحتي المباني نفسها تجد طابعها التنافر وقلة الذوق فهنا عمارة من عدة طوابق مبنية علي احدث طراز تجاور بيوتا من الطين والحصير والقش وبيوتا أخري متوسطة الحال واختلاط هذا الحابل بالنابل يجعل الأزقة ضيقة مبتلة علي الدوام بمياه الصرف الصحي الذي لم يفكر مسؤول واحد في إقامته وتشييده منذ ان ترك الإنجليز البلد _ ليس هذا فحسب حتي مصارف الأمطار تبقي على حالها سنين عددا من غير إعادة حفر وتطهير لتظل المياه الأسنة فيها راكضة رائحتها تزكم الانوف وهي تعج بالباعوض والقوارض مما يجعل الملاريا مستوطنة وست بلد كمان والخوف كل الخوف من مرض الطاعون بعد ماشفنا نجوم الضهر من الكوفيد ١٩ ومن حمي الضنك !!..
النظافة ياهؤلاء ليست لها مواسم مثل عيد الحب ولكنها شيء يجب ان نحسه بل نتنفسه ويظل فينا حيا علي مدار الثانية ويدهشني والي الخرطوم وهو يخرج للشارع ومعه تابعوه يحملون المكانس وهم يرتدون التيشيرتات وعليها الشعارات ومن حولهم الكاميرات ولم تبقي الا التاتشرات لتكتمل صورة النقعة والمصورات والسياحة من أعلي الدرجات !!..
يا ايها الوالي الهمام نظافة الشوارع ليس من مهامك وانت اصلا لم تخرج لتنظف لأن هذا السلوك والانضباط في جعل البلاد ترقش مثل المراية يتم من غير تلفزيون ومكرفون وآلة تصوير وهو مسؤولية الجميع وطالما ان النفايات قد استفحلت كان لا بد من البحث الدؤوب في هذا الخلل التربوي المسؤول منه البيت والمدرسة والمجتمع والحكومة التي توفر الدعم المالي والكادر الإداري المسؤول والعمالة المدربة!!..
بلادنا اليوم وهي تعيش واقعا مزريا في كافة الأصعدة والمجالات لا يستقيم حالها بهذا الجدل العقيم والصراع السياسي وتدخلات الخارج وخيانات الداخل !!..
الحل هو التعليم النوعي المتاح لكافة أبناء الوطن والتخلي عن بيع العلم للمستطيعين وتوفير العلاج المجاني للجميع وان يعود الجيش لثكناته وناس الحركات المسلحة يعودوا الي الحياة المدنية يفلحوا الأرض يطعموا أنفسهم وغيرهم بدلا من هذه العطالة المقنعة التي أرهقت الخزينة العامة وعلي وزير المالية إن يبحث له عن عمل آخر عن طريق لجنة الإختيار للخدمة العامة .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء