بيان إدارة الشرطة: تلاعب بالكبريت داخل مفاعل نووي !!
د. مرتضى الغالي
14 March, 2023
14 March, 2023
لا حول ولا قوة إلا بالله..الآن علمنا إن أرواح أبنائنا الشباب التي جرى إزهاقها كانت تحت حماية إدارة شرطة يلخص حالها البيان الذي صدر عنها بالأمس..ا نعم شاهِدنا ودليلنا على ذلك ليس قول (قيل وقال) ولكن البيان الذي أصدرته قيادة الشرطة التي على رأسها مدير عام الشرطة (وهل تعلم أنه في ذات الوقت وزير الداخلية المكلّف)..؟!..لا حول ولا قوة إلا بالله..!
أول مرة ليس في السودان بل في العالم يصدر من إدارة شرطة الدولة بياناً يتحدث عن صراعات داخل الشرطة نفسها ويفترض وجود (شلليات ولوبيات ومؤامرات)..! ولا يهم إذا كانت هذه الصراعات حقيقية أو أنها تصورات في وهم أشخاص أو شخص في إدارة شرطة الانقلاب يريد أن يجعل جهاز الشرطة بكامله درعاً لحماية مصالحه الخاصة..!
وخطورة هذا البيان و(شذوذه) أنه جرى نشره وتعميمه على طول البلاد وعرضها.. والغريب فيه انه لم يكن موجهاً للشعب السوداني ولكن إلى مجموعات أو أفراد داخل الشرطة نفسها..أو ربما أشخاص كانوا يعملون بها...! وهذا يكشف عن اهتزاز كبير في إدارة الشرطة..! وعندما يصدر أي شيء عن إدارة الشرطة فإن إصبع السبّابة يتجه أولاً وبصورة مباشرة إلى مدير الشرطة (فما بالك إذا كان هو وزير الداخلية)..؟!
هل يخص هذا البيان مدير الشرطة (دفاعاً عن شخصه أو لحاجة في نفسه) أم أنه صادر من إدارة الشرطة..؟ ما هذا الغموض والترميز الذي ليس من شؤون مؤسسة مثل الشرطة تُعد بمثابة صمام الأمان للوطن بأسره ..فمثل هذا الغموض والألغاز والضمائر الغائبة والإحالات المجهولة مكانه ورقة امتحان النحو أو (اللوغريثمات) وحساب المثلثات وليس جهاز الشرطة السودانية..!!
ماذا يريد البيان أن يقول..؟! ومَنْ يعني بهذا التهديد الذي لا نعرف مَن هم المقصودين به..!! ماذا يعني تهديد إدارة الشرطة أو مديرها للعاملين معه في ذات الجهاز..؟! أين لجان المحاسبة والتحقيقات إذا كان هؤلاء المقصودين بالتهديد يعملون داخل الشرطة وأين اللجوء القضاء إذا كانوا خارجها..ولم يكونوا أشباحاً من الفضاء الخارجي..؟!
بالله كيف نطمئن على أرواح أبنائنا وكيف يطمئن المواطنون وغير المواطنين على أرواحهم وممتلكاتهم وحقوقهم وأمنهم مع إدارة شرطة يترأسها مديرها العام وهي على هذه الحالة الغريبة من الاهتزاز الذي علامته وماركته هذا البيان الذي تتراجف عباراته مما يجعل أمن البلاد في كفة عفريت أمرد..!
هل هو دفاع شخصي عن معلومات تم إطلاقها بحق مدير الشرطة عن حالات عديدة من المحاباة واستغلال النفوذ والفساد الإداري..أم دفاعاً عن اتهامات أكثر فداحة تتعلق بتصرفات لإدارة الشرطة ومديرها بشأن إزهاق أرواح شباب الوطن والعنف الانتقامي تجاه مواكبهم السلمية..؟!
نحن لا يهمنا أن يكون مدير الشرطة من أقرباء البرهان قائد الانقلاب أو من أبناء عمومته (أو من عشيرته الأقربين)..فليس هكذا يدور دولاب الخدمة العامة..! كما لا نريد أن نتحدث عن الكيفية التي تم بها تعيين مدير الشرطة هذا..وإزاحة آخرين في إدارة الشرطة العليا..! ولكن نحن أمام معلومات (أو قل اتهامات) منشورة ومنثورة على المواقع وعلى الأثير بشأن الجنرال مدير الشرطة عنان عليه أن يواجهها بالشفافية اللازمة لا بالبيانات الغامضة..ومنها تعيينات غير مُستحقة لابنته وقرابته وأصهاره (دعك من شأن أمن الوطن وتصرفات الشرطة وإدارة وزارة الداخلية)..فهل هي حقيقة يا شيخنا أم مجرد (قوالات)..؟!
بصراحة..تحت هذا الانقلاب لا نتوقّع أن يكون اختيار شاغلي المناصب العليا من أهل الكفاءة ووفقاً لمعايير التقديم والتأخير..ولكن أن يصل الأمر بالشرطة السودانية بكل تاريخها إلى هذا الدرك..فتلك والله من الكوارث التي تنذر بشر مستطير إذا لم تتلاقى الأيدي والقلوب على إنهاء هذا الانقلاب اللعين بأسرع ما يتيسّر وإقامة حكم مدني ديمقراطي حقيقي يقطع دابر هذا الميراث الإنقاذي الملعون..!
يا للأرواح الغالية التي ذهبت إلى بارئها..بينما كنّا نناشد الشرطة بأن تكون شرطة مهنية وطنية..وكان من يتولى أمرها شخص لا نحكم عليه إلا مما دار في عهد رئاسته للشرطة..فهو مسؤول (شاء أم أبى) عن كل نقطة دم وكل إزهاق روح وكل انفلات أمن..وعن كل بيان معيب صدر باسم الشرطة السودانية..!
لا حول ولا قوة إلا بالله...الله لا كسّبكم..!ّ
murtadamore@yahoo.com
أول مرة ليس في السودان بل في العالم يصدر من إدارة شرطة الدولة بياناً يتحدث عن صراعات داخل الشرطة نفسها ويفترض وجود (شلليات ولوبيات ومؤامرات)..! ولا يهم إذا كانت هذه الصراعات حقيقية أو أنها تصورات في وهم أشخاص أو شخص في إدارة شرطة الانقلاب يريد أن يجعل جهاز الشرطة بكامله درعاً لحماية مصالحه الخاصة..!
وخطورة هذا البيان و(شذوذه) أنه جرى نشره وتعميمه على طول البلاد وعرضها.. والغريب فيه انه لم يكن موجهاً للشعب السوداني ولكن إلى مجموعات أو أفراد داخل الشرطة نفسها..أو ربما أشخاص كانوا يعملون بها...! وهذا يكشف عن اهتزاز كبير في إدارة الشرطة..! وعندما يصدر أي شيء عن إدارة الشرطة فإن إصبع السبّابة يتجه أولاً وبصورة مباشرة إلى مدير الشرطة (فما بالك إذا كان هو وزير الداخلية)..؟!
هل يخص هذا البيان مدير الشرطة (دفاعاً عن شخصه أو لحاجة في نفسه) أم أنه صادر من إدارة الشرطة..؟ ما هذا الغموض والترميز الذي ليس من شؤون مؤسسة مثل الشرطة تُعد بمثابة صمام الأمان للوطن بأسره ..فمثل هذا الغموض والألغاز والضمائر الغائبة والإحالات المجهولة مكانه ورقة امتحان النحو أو (اللوغريثمات) وحساب المثلثات وليس جهاز الشرطة السودانية..!!
ماذا يريد البيان أن يقول..؟! ومَنْ يعني بهذا التهديد الذي لا نعرف مَن هم المقصودين به..!! ماذا يعني تهديد إدارة الشرطة أو مديرها للعاملين معه في ذات الجهاز..؟! أين لجان المحاسبة والتحقيقات إذا كان هؤلاء المقصودين بالتهديد يعملون داخل الشرطة وأين اللجوء القضاء إذا كانوا خارجها..ولم يكونوا أشباحاً من الفضاء الخارجي..؟!
بالله كيف نطمئن على أرواح أبنائنا وكيف يطمئن المواطنون وغير المواطنين على أرواحهم وممتلكاتهم وحقوقهم وأمنهم مع إدارة شرطة يترأسها مديرها العام وهي على هذه الحالة الغريبة من الاهتزاز الذي علامته وماركته هذا البيان الذي تتراجف عباراته مما يجعل أمن البلاد في كفة عفريت أمرد..!
هل هو دفاع شخصي عن معلومات تم إطلاقها بحق مدير الشرطة عن حالات عديدة من المحاباة واستغلال النفوذ والفساد الإداري..أم دفاعاً عن اتهامات أكثر فداحة تتعلق بتصرفات لإدارة الشرطة ومديرها بشأن إزهاق أرواح شباب الوطن والعنف الانتقامي تجاه مواكبهم السلمية..؟!
نحن لا يهمنا أن يكون مدير الشرطة من أقرباء البرهان قائد الانقلاب أو من أبناء عمومته (أو من عشيرته الأقربين)..فليس هكذا يدور دولاب الخدمة العامة..! كما لا نريد أن نتحدث عن الكيفية التي تم بها تعيين مدير الشرطة هذا..وإزاحة آخرين في إدارة الشرطة العليا..! ولكن نحن أمام معلومات (أو قل اتهامات) منشورة ومنثورة على المواقع وعلى الأثير بشأن الجنرال مدير الشرطة عنان عليه أن يواجهها بالشفافية اللازمة لا بالبيانات الغامضة..ومنها تعيينات غير مُستحقة لابنته وقرابته وأصهاره (دعك من شأن أمن الوطن وتصرفات الشرطة وإدارة وزارة الداخلية)..فهل هي حقيقة يا شيخنا أم مجرد (قوالات)..؟!
بصراحة..تحت هذا الانقلاب لا نتوقّع أن يكون اختيار شاغلي المناصب العليا من أهل الكفاءة ووفقاً لمعايير التقديم والتأخير..ولكن أن يصل الأمر بالشرطة السودانية بكل تاريخها إلى هذا الدرك..فتلك والله من الكوارث التي تنذر بشر مستطير إذا لم تتلاقى الأيدي والقلوب على إنهاء هذا الانقلاب اللعين بأسرع ما يتيسّر وإقامة حكم مدني ديمقراطي حقيقي يقطع دابر هذا الميراث الإنقاذي الملعون..!
يا للأرواح الغالية التي ذهبت إلى بارئها..بينما كنّا نناشد الشرطة بأن تكون شرطة مهنية وطنية..وكان من يتولى أمرها شخص لا نحكم عليه إلا مما دار في عهد رئاسته للشرطة..فهو مسؤول (شاء أم أبى) عن كل نقطة دم وكل إزهاق روح وكل انفلات أمن..وعن كل بيان معيب صدر باسم الشرطة السودانية..!
لا حول ولا قوة إلا بالله...الله لا كسّبكم..!ّ
murtadamore@yahoo.com