الحردلو (2) ظباء البطانة: لوحة ايطالية من عصر النهضة !!
د. مرتضى الغالي
9 April, 2023
9 April, 2023
لمزيد من التعرّف على كتاب (الحردلو: صائد الجمال) الذي يكشف عن بعض مناحي عن القيمة الإبداعية للشعر في بادية السودان..نورد هنا كلمات كتبها نقاد ومبدعون وناشرون تقديماً للكتاب لمن لا يقرءون العربية..وجعلها الناشر على غلاف الكتاب الخلفي..وهي إشارات مهمة تضع الحردلو وإبداعه في هذا الضرب من الشعر على مصاف الإبداع المكنوز في سجلات الثقافة العالمية.. ومنها الثقافة الصينية والثقافة الهندية التي تقف على قدم المساواة مع الثقافة اللاتينية..!
وقد نقل الحردلو السودان إلى هذه الذُرى كتفاً بكتف مع الإبداعات اللافتة والمضيئة على مسار الحضارات العالمية؛ حيث يرى الكتاب أن شعر الحردلو يتمثّل إرث التيارات الثقافة العربية القديمة ليقدمه من الأرض الإفريقية حيّاً نابضاً بنكهة القارة السمراء والذائقة الجمالية السودانية:
يقول (خالد مطوّع) وهو شاعر وكاتب ومترجم أمريكي من أصل ليبي، يدرّس الكتابة الإبداعية بجامعة متشجان الأمريكية:
"هاهو كتاب جديد في الشعر الأفريقي الكلاسيكي يسطع متحدياً سحب الإهمال المتراكمة. وحُقّ للشعر البدوي السوداني، الذي ينحدر من أرومة شعر ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية، أن يحتل موقعه بجانب كتاب الأغاني الصيني وأنطولوجيا ساتاساي الهندية، بوصفه شعراً مضمخاً برائحة الأرض ومنسوجاً بحرير رقيق من الصور والأخيلة والغنائية الفاتنة. "صائد الجمال" عمل متميز يقدم دليلاً آخر على أن أفريقيا هي مصدر الجمال والقلب المشع بالضياء لهذا الكون. شكراً لعادل بابكر على هذا الكتاب البديع".
وترى ليلى أبو العلا الروائية السودانية المعروفة أن:
"تراث الحردلو، أشهر شعراء السودان في القرن التاسع عشر، معروض هنا في هذا الكتاب بإتقان وإحاطة وشمول.. تتداخل صور الظباء والأمطار الغزيرة والنساء الراقصات مع مشاهد حيّة من حياة القبائل الرعوية ورحلاتهم التي يهتدون فيها بالنجوم. يقدّم لنا "عادل بابكر" ترجمة نابضة بالحياة استطاعت أن تجسّد المسيرة الفنية والحياتية لهذا الشاعر العربي الأفريقي الفحل صاحب الإنتاج الغزير. يقف "صائد الجمال" شاهداً على ثراء العربية واتساع مداها واستيعابها للغات البجاوية والنوبية الأفريقية."
ويسجل الناشر ما يلي:
يقدم لنا "صائد الجمال" إضاءة نادرة لمشهد الشعر البدوي في السودان، تطوّره وجمالياته وتأثيره. ومن خلال استبصار عميق لسيرة الحردلو، عمدة هذا الضرب من الشعر. يضع "عادل بابكر" يده على المقومات التي جعلت من الحردلو شاعراً عالمياً. كانت حياته سلسلة من الرحلات بحثاً عن الجمال، من خلال جولاته عبر سهول البطانة وافتتانه بطبيعتها، وبظبائها، ونسائها... وقد وثّق لنا كل ذلك، ومع تقلبات حياته وتعرجاتها، في شعر بديع استحق به إمارة الشعر في زمانه. وإلى جانب قيمته الجمالية، يوفّر شعر الحردلو مادة ثرية للدراسات السودانية إذ يحتشد بلمحات من التطوّرات الاجتماعية والسياسية في السودان خلال حياته والتي امتدت عبر ثلاث حقب متميّزة: الحكم التركي المصري (1820-1885) وفترة المهدية (1885-1898) والحكم الإنجليزي المصري (1898-1956). ومن خلال قراءة الشعر البدوي السوداني في سياق بيئة ثقافية هجين، كمساهم مهم في ما أسماه بابكر "الذائقة الجمالية السودانية"، يقدّم هذا الكتاب إضافة قيمة لخطاب الهوية الثقافية للسودان والجدل الذي لم يتوقف حوله حتى الآن.
وجاء في الغلاف تعريفاً بمؤلف كتاب صائد الجمال: (عادل بابكر مترجم وكاتب محتوى إبداعي يقيم حالياً في أبوظبي. ترجم وحرّر العديد من الكتب من بينها "مختارات من الشعر السوداني" قدم فيه ثلاثين شاعراً من أجيال مختلفة (جامعة نبراسكا، 2019)، ورواية "الجنقو مسامير الأرض" لعبد العزيز بركة ساكن (أفريكا ورلد بريس 2015).و"منسي إنسان نادر على طبيعته" للطيب صالح (بانيبال بوكس، 2020) وفاز بابكر بجائزة الشيخ حمد للترجمة 2020.
أما إهداء عادل بابكر لكتابه (الحردلو صائد الجمال) فقد جعله "أولاً لذكرى محمد طه القدال ..الأسطورة الشعرية الحيّة..الذي نسج على نوله الثوري بطابعه الخاص والمتفرّد وبماركته الخاصة من الشعر الشعبي.."..!
ثم هو يهديه لعمه الراحل "صديق ود العمدة" وهو شاعر ومغني ومن عشّاق الشعر البدوي الذي كان الدوبيت الشعبي مثار شجنه وأنشودة حياته؛ بما جعل عادل مأخوذاً بهذا الفن الشعري في طفولته الباكرة ومما كان له لا محالة تأثيراً مبكراً أدخله إلى ساحة هذا العالم الجميل..ولا تزال ذكرى هذا العم حيّة ناضرة طريّة كما يقول عنه: (رجل نحيف يبدو في إهابة البدوي وهو يحتضن مزماره مثل الحاوي الهندي..ويُصدر من (زمبارته تلك) نغمات شجية بالغة الحميمية)..!
ثم يجتزئ عادل من الطيب صالح كلمات في وصف مقطع للحردلو عن سرب ظباء..!
الليله المعيز ماظني انا ملاقيهن
ناطحات "البطين" ادن "قليله" قفيهن
سمعن طنّة الشادي وكِتِر صنفيهن
وعند الاصفرار جفلن بشوف لصَفيهن
يقول الطيب صالح:
(هذه صورة آسرة تأخذ بمجامع القلوب مثل لوحة رسمها فنان ايطالي من عصر النهضة)..!
murtadamore@yahoo.com
//////////////////////////
وقد نقل الحردلو السودان إلى هذه الذُرى كتفاً بكتف مع الإبداعات اللافتة والمضيئة على مسار الحضارات العالمية؛ حيث يرى الكتاب أن شعر الحردلو يتمثّل إرث التيارات الثقافة العربية القديمة ليقدمه من الأرض الإفريقية حيّاً نابضاً بنكهة القارة السمراء والذائقة الجمالية السودانية:
يقول (خالد مطوّع) وهو شاعر وكاتب ومترجم أمريكي من أصل ليبي، يدرّس الكتابة الإبداعية بجامعة متشجان الأمريكية:
"هاهو كتاب جديد في الشعر الأفريقي الكلاسيكي يسطع متحدياً سحب الإهمال المتراكمة. وحُقّ للشعر البدوي السوداني، الذي ينحدر من أرومة شعر ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية، أن يحتل موقعه بجانب كتاب الأغاني الصيني وأنطولوجيا ساتاساي الهندية، بوصفه شعراً مضمخاً برائحة الأرض ومنسوجاً بحرير رقيق من الصور والأخيلة والغنائية الفاتنة. "صائد الجمال" عمل متميز يقدم دليلاً آخر على أن أفريقيا هي مصدر الجمال والقلب المشع بالضياء لهذا الكون. شكراً لعادل بابكر على هذا الكتاب البديع".
وترى ليلى أبو العلا الروائية السودانية المعروفة أن:
"تراث الحردلو، أشهر شعراء السودان في القرن التاسع عشر، معروض هنا في هذا الكتاب بإتقان وإحاطة وشمول.. تتداخل صور الظباء والأمطار الغزيرة والنساء الراقصات مع مشاهد حيّة من حياة القبائل الرعوية ورحلاتهم التي يهتدون فيها بالنجوم. يقدّم لنا "عادل بابكر" ترجمة نابضة بالحياة استطاعت أن تجسّد المسيرة الفنية والحياتية لهذا الشاعر العربي الأفريقي الفحل صاحب الإنتاج الغزير. يقف "صائد الجمال" شاهداً على ثراء العربية واتساع مداها واستيعابها للغات البجاوية والنوبية الأفريقية."
ويسجل الناشر ما يلي:
يقدم لنا "صائد الجمال" إضاءة نادرة لمشهد الشعر البدوي في السودان، تطوّره وجمالياته وتأثيره. ومن خلال استبصار عميق لسيرة الحردلو، عمدة هذا الضرب من الشعر. يضع "عادل بابكر" يده على المقومات التي جعلت من الحردلو شاعراً عالمياً. كانت حياته سلسلة من الرحلات بحثاً عن الجمال، من خلال جولاته عبر سهول البطانة وافتتانه بطبيعتها، وبظبائها، ونسائها... وقد وثّق لنا كل ذلك، ومع تقلبات حياته وتعرجاتها، في شعر بديع استحق به إمارة الشعر في زمانه. وإلى جانب قيمته الجمالية، يوفّر شعر الحردلو مادة ثرية للدراسات السودانية إذ يحتشد بلمحات من التطوّرات الاجتماعية والسياسية في السودان خلال حياته والتي امتدت عبر ثلاث حقب متميّزة: الحكم التركي المصري (1820-1885) وفترة المهدية (1885-1898) والحكم الإنجليزي المصري (1898-1956). ومن خلال قراءة الشعر البدوي السوداني في سياق بيئة ثقافية هجين، كمساهم مهم في ما أسماه بابكر "الذائقة الجمالية السودانية"، يقدّم هذا الكتاب إضافة قيمة لخطاب الهوية الثقافية للسودان والجدل الذي لم يتوقف حوله حتى الآن.
وجاء في الغلاف تعريفاً بمؤلف كتاب صائد الجمال: (عادل بابكر مترجم وكاتب محتوى إبداعي يقيم حالياً في أبوظبي. ترجم وحرّر العديد من الكتب من بينها "مختارات من الشعر السوداني" قدم فيه ثلاثين شاعراً من أجيال مختلفة (جامعة نبراسكا، 2019)، ورواية "الجنقو مسامير الأرض" لعبد العزيز بركة ساكن (أفريكا ورلد بريس 2015).و"منسي إنسان نادر على طبيعته" للطيب صالح (بانيبال بوكس، 2020) وفاز بابكر بجائزة الشيخ حمد للترجمة 2020.
أما إهداء عادل بابكر لكتابه (الحردلو صائد الجمال) فقد جعله "أولاً لذكرى محمد طه القدال ..الأسطورة الشعرية الحيّة..الذي نسج على نوله الثوري بطابعه الخاص والمتفرّد وبماركته الخاصة من الشعر الشعبي.."..!
ثم هو يهديه لعمه الراحل "صديق ود العمدة" وهو شاعر ومغني ومن عشّاق الشعر البدوي الذي كان الدوبيت الشعبي مثار شجنه وأنشودة حياته؛ بما جعل عادل مأخوذاً بهذا الفن الشعري في طفولته الباكرة ومما كان له لا محالة تأثيراً مبكراً أدخله إلى ساحة هذا العالم الجميل..ولا تزال ذكرى هذا العم حيّة ناضرة طريّة كما يقول عنه: (رجل نحيف يبدو في إهابة البدوي وهو يحتضن مزماره مثل الحاوي الهندي..ويُصدر من (زمبارته تلك) نغمات شجية بالغة الحميمية)..!
ثم يجتزئ عادل من الطيب صالح كلمات في وصف مقطع للحردلو عن سرب ظباء..!
الليله المعيز ماظني انا ملاقيهن
ناطحات "البطين" ادن "قليله" قفيهن
سمعن طنّة الشادي وكِتِر صنفيهن
وعند الاصفرار جفلن بشوف لصَفيهن
يقول الطيب صالح:
(هذه صورة آسرة تأخذ بمجامع القلوب مثل لوحة رسمها فنان ايطالي من عصر النهضة)..!
murtadamore@yahoo.com
//////////////////////////