الكيزان والحريق الأكبر

 


 

رشا عوض
14 April, 2023

 

يا كيزان تبت اياديكم لأنكم انتم من جعلتم الجيش الواحد جيوشا ومليشيات كجزء من مشروع دولتكم الموازية للدولة السودانية! والان تزايدون بلا حياء بقضية الجيش الواحد!
والان تبت اياديكم الف مرة لأنكم تدقون طبول الحرب بين الجيش والدعم السريع لسبب واحد فقط هو اطماعكم في العودة إلى السلطة، تحسبون ان ضربة قاضية للدعم السريع ممكنة وستنتهي في غضون ساعات بعدها تعودون إلى السلطة بكامل هيئتكم وعنوانها الاستبداد والفساد!
يا أيها الكيزان لو أردتم ان تضيفوا إلى حرائقكم التي اشعلتموها في هذا الوطن الطيب حريقا اضافيا هو الحريق الأكبر الذي ظللتم تنفخون فيه منذ بدء العملية السياسية فاعلموا انكم تحفرون لأنفسكم اكبر مقبرة جماعية!
فالدعم السريع لن يعاملكم بالتسامح الذي عاملكم به هذا الشعب الطيب الذي ادخلتموه بيوت الأشباح وارتكبتم في حقه المجازر الجماعية ونهبتم موارده وتركتموه فقيرا! ورغم ذلك لم يسفك لكم دما او يعاملكم بالمثل!
اصراركم على تتويج جرائمكم في حق هذا الشعب بالحريق الأكبر (دفع عناصركم في الجيش للحرب مع الدعم السريع) معناه انكم تسيرون إلى حتفكم!
ولا نملك ترف ان نصفق لهذه الحرب اللعينة ونرى فيها فرصة للقصاص منكم على يد من هو (السم القدر فطوركم وغداكم وعشاكم) لاننا ننتمي لهذا الوطن ونعلم ان الحرب عمياء وتستنفر في كل مجتمع أسوأ ما فيه من مخزون للكراهية والغوغائية العمياء والمتضرر الأكبر منها الأبرياء! ولاننا ننشد دولة ديمقراطية مدنية سيبعدها عن إمكانية التحقق اندلاع اي حرب هوجاء!
الشيطان الاجنبي الذي يوسوس لكم بالحرب ويضع طائراته في مروي ليطمئنكم بالنصر، لديه تاريخ طويل في التدخلات العسكرية الخارجية منذ الستينات وكلها عاد منها يجرجر اذيال الخيبة فلا تراهنوا الا على سلامة وطنكم الذي احتمل عقوقكم ويمكن ان يحتملكم بشرط أن تكفوا اياديكم عن إشعال الحريق الأكبر! وتكونوا صادقين في طي صفحة الانقلابات العسكرية
الجيش المهني القومي الواحد هو هدف وطني استراتيجي، وليس هو محور الاختلاف الراهن، الاختلاف الحقيقي الان هو حول الطريقة والسياق الذي نحقق فيه هذا الهدف، هل نمضي نحو الجيش المهني القومي الواحد في إطار عملية شاملة للإصلاح الأمني العسكري مرتبطة عضويا بالتحول الديمقراطي واستيفاء مواصفات الدولة المدنية، مع الاخذ في الاعتبار التمرحل والتدرج الواقعي بحسابات الخبراء العسكريين والسياسيين الوطنيين ام نمضي إليه بقيادة العناصر الكيزانية في الجيش الضاغطة على البرهان بقوة للدمج بالقوة لا لأي هدف سوى عودة الكيزان لسيرتهم الأولى!
الهدف الوطني الأسمى في هذه اللحظات هو طرد شبح الحرب، والتسليم بحقيقة استحالة الحكم العسكري في السودان لا بواسطة الجيش ولا بواسطة الدعم السريع، وبناء توافق وطني حقيقي حول معادلة انتقال مدني ديمقراطي تضبط بوصلة البلاد السياسية والاخلاقية في اتجاه الدولة المدنية، هذه هي المعادلة الكسبية التي لن تتجسد كواقع بدون قوة وتماسك تيارات التحول المدني الديمقراطي وامتلاكها لكروت الضغط وادوات التأثير التي تجعلها ركنا ركينا ورقما مستعصيا على التجاوز او الإسقاط من حسابات الصراع السياسي الذي لا يجب أن يظل رهينا لصراعات المؤسستين العسكريتين.
حافة الهاوية التي نحن قربها الان هي انسب وقت لتوحيد صفوف القوى السياسية على اختلافها للوقوف ضد الحرب.
/////////////////////////

 

آراء