تغير المعادلة نجاح للديمقراطية
زين العابدين صالح عبد الرحمن
23 April, 2023
23 April, 2023
"في البدء كل عام و انتم بخير و نسأل الله الأمن و الأمان و الاستقرار لشعب السودان "
أن الحرب التي أندلعت في السودان يوم السيت 15 إبريل 2023م، هي حرب كان قد رتب لها تماما، و شاركت فيها قوى سياسية تخطيطا و دعما و لها خيوط تتصل بالخارج. و عندما تتوقف الحرب بعد استسلام قوات الدعم السريع، أو يتم هزيمتها تماما، و القرار الذي وصلت إليه القوات المسلحة أن لا تكون هناك قوى عسكرية في السودان غير القوات المسلحة، هو قرار صائب و يخدم مشروع السودان الديمقراطي الذي يتطلع له أغلبية الشعب السوداني الذي ضحى بالغالي و النفيس من أجل الوصول إليه، أن خروج البندقية و عقل البندقية من من الساحة السياسية، و جعل الصراع يدور فقط بين القوى المدنية هو الذي يمهد الطريق للديمقراطية. أن أي نتيجة للحرب دون خضوع قوات الدعم السريع للقوات المسلحة لن يخدم أي عمل جاد يؤسس للبناء الديمقراطي.
أن تفجير الصراع داخل المؤسسة العسكرية التي كانت برأسين، لن يهدأ إلا بإنتصار أحدهم على الأخر. و الآن مجرى الواقع قد اثبت أن القوات المسلحة استطاعت أن تسيطر سيطرة شبه كاملة على مقار الدعم السريع في البلاد. مما يجعل قوات الدعم السريع تخضع لكل الشروط التي تفرضها القوات المسلحة. خاصة أنها ذكرت في بياناتها أنها لن تقبل أي تفاوض أو حوار معها، إلا إذا أذعنت قيادة الدعم السريع لصوت العقل و قبلت الاندماج الكامل في القوات المسلحة و تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة.
معلوم أن الحرب الدائرة الآن أسبابها سياسية. و فكرة السلطة المسيطرة على عقل أغلبية المشاركين في هذا الصراع. مع تقديري لبعض الأخوة؛ و الذين نتقدوا موقفي في هذا الصراع، الذي كنت قد أعلنته من اليوم الأول في بوستر في يقول " الذي يحصل في السودان ليس فيه منطقة أوسطى. أقف تأييدا و مناصرة للقوات المسلحة. و لن أقف مع مليشية عسكرية تضم العديد من المرتزقة" و هذا يرجع إلي إيماني أن القوات المسلحة هي الترياق الوطني الذي يجب التمسك به، و انفراط عقد هذه المؤسسة يعني انفراط عقد السودان. و أيماني أن أي بلد فيها عدد من المليشيات سوف يشكلون عقبة كبيرة أمام عملية التحول الديمقراطي. و أن تكون هناك مؤسسة واحدة تيسر الطريق إذا كان من خلال أدوات النضال و التصدي أو من خلال التسوية السياسية التي تؤدي لقناعات راسخة. و هذه تحتاج إلي وعي جديد عند الكل، و الوعي الجديد يحتاج إلي أفكار جديدة تضخ من قبل الأحزاب السياسية، بمعنى أخر إنتاج للثقافة الديمقراطية عبر الممارسة و التنظير.
القضية الأخرى المتعلقة بالحرب يج أن يتوقف القتال بقناعة الجميع و الوصول لاتفاق يحترمه الجميع. لكن الذي يعمله الشعب بعد راح مئات الضحايا في هذه الحرب و تدمير البنيات الأساسية لمؤسسات إستراتجية إذا كانت تابعة للجيش أو للوطن مثل المطارات و الأسواق و المؤسسات المدنية كالهيئة القومية للإذاعة و التلفزيون و القصر الجمهوري و غيرها، يجب أن يعرف الشعب الحقائق و الأسباب التي أدت للحرب، و القوى السياسية المشاركة فيها بالتخطيط و التنفيذ، و أيضا القوى الخارجية الي دعمت الحرب بالمال و التمويل و غيرها، يجب أن تكون المحاكمات علنية و مفتوحة و منقولة على كل شاشات القنوات التلفزيونية. أن معرفة الحقائق عبر المحاكمات العلنية سوف تبين للشعب أن العواطف و الولاءات العمياء أكثر ضررا لعملية التحول الديمقراطي، و أن الشعارات المرفوعة ليست بالضرورة تعبر عن قناعات راسخة، و قد أثبتت تجارب التاريخ في السودان أن أغلبية الشعارات يراد بها المناورة و التكتيك، بعيدا عن الأهداف المخبأ في القلوب. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
////////////////////////
أن الحرب التي أندلعت في السودان يوم السيت 15 إبريل 2023م، هي حرب كان قد رتب لها تماما، و شاركت فيها قوى سياسية تخطيطا و دعما و لها خيوط تتصل بالخارج. و عندما تتوقف الحرب بعد استسلام قوات الدعم السريع، أو يتم هزيمتها تماما، و القرار الذي وصلت إليه القوات المسلحة أن لا تكون هناك قوى عسكرية في السودان غير القوات المسلحة، هو قرار صائب و يخدم مشروع السودان الديمقراطي الذي يتطلع له أغلبية الشعب السوداني الذي ضحى بالغالي و النفيس من أجل الوصول إليه، أن خروج البندقية و عقل البندقية من من الساحة السياسية، و جعل الصراع يدور فقط بين القوى المدنية هو الذي يمهد الطريق للديمقراطية. أن أي نتيجة للحرب دون خضوع قوات الدعم السريع للقوات المسلحة لن يخدم أي عمل جاد يؤسس للبناء الديمقراطي.
أن تفجير الصراع داخل المؤسسة العسكرية التي كانت برأسين، لن يهدأ إلا بإنتصار أحدهم على الأخر. و الآن مجرى الواقع قد اثبت أن القوات المسلحة استطاعت أن تسيطر سيطرة شبه كاملة على مقار الدعم السريع في البلاد. مما يجعل قوات الدعم السريع تخضع لكل الشروط التي تفرضها القوات المسلحة. خاصة أنها ذكرت في بياناتها أنها لن تقبل أي تفاوض أو حوار معها، إلا إذا أذعنت قيادة الدعم السريع لصوت العقل و قبلت الاندماج الكامل في القوات المسلحة و تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة.
معلوم أن الحرب الدائرة الآن أسبابها سياسية. و فكرة السلطة المسيطرة على عقل أغلبية المشاركين في هذا الصراع. مع تقديري لبعض الأخوة؛ و الذين نتقدوا موقفي في هذا الصراع، الذي كنت قد أعلنته من اليوم الأول في بوستر في يقول " الذي يحصل في السودان ليس فيه منطقة أوسطى. أقف تأييدا و مناصرة للقوات المسلحة. و لن أقف مع مليشية عسكرية تضم العديد من المرتزقة" و هذا يرجع إلي إيماني أن القوات المسلحة هي الترياق الوطني الذي يجب التمسك به، و انفراط عقد هذه المؤسسة يعني انفراط عقد السودان. و أيماني أن أي بلد فيها عدد من المليشيات سوف يشكلون عقبة كبيرة أمام عملية التحول الديمقراطي. و أن تكون هناك مؤسسة واحدة تيسر الطريق إذا كان من خلال أدوات النضال و التصدي أو من خلال التسوية السياسية التي تؤدي لقناعات راسخة. و هذه تحتاج إلي وعي جديد عند الكل، و الوعي الجديد يحتاج إلي أفكار جديدة تضخ من قبل الأحزاب السياسية، بمعنى أخر إنتاج للثقافة الديمقراطية عبر الممارسة و التنظير.
القضية الأخرى المتعلقة بالحرب يج أن يتوقف القتال بقناعة الجميع و الوصول لاتفاق يحترمه الجميع. لكن الذي يعمله الشعب بعد راح مئات الضحايا في هذه الحرب و تدمير البنيات الأساسية لمؤسسات إستراتجية إذا كانت تابعة للجيش أو للوطن مثل المطارات و الأسواق و المؤسسات المدنية كالهيئة القومية للإذاعة و التلفزيون و القصر الجمهوري و غيرها، يجب أن يعرف الشعب الحقائق و الأسباب التي أدت للحرب، و القوى السياسية المشاركة فيها بالتخطيط و التنفيذ، و أيضا القوى الخارجية الي دعمت الحرب بالمال و التمويل و غيرها، يجب أن تكون المحاكمات علنية و مفتوحة و منقولة على كل شاشات القنوات التلفزيونية. أن معرفة الحقائق عبر المحاكمات العلنية سوف تبين للشعب أن العواطف و الولاءات العمياء أكثر ضررا لعملية التحول الديمقراطي، و أن الشعارات المرفوعة ليست بالضرورة تعبر عن قناعات راسخة، و قد أثبتت تجارب التاريخ في السودان أن أغلبية الشعارات يراد بها المناورة و التكتيك، بعيدا عن الأهداف المخبأ في القلوب. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
////////////////////////