وقف الحرب ومنع تجددها .. بقلم : تاج السر عثمان

 


 

 

1
اشرنا سابقا في معرض تناول المبادرة الامريكية السعودية الي أن القضية العاجلة هي وقف الحرب ليس ذلك فحسب ، بل يحب السير قدما في الحل الجذري الذي يستديم السلام والديمقراطية ، ويمنع تجدد الحرب بتجاوز الاتفاقات الهشة التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع من السابق ، فقد جعلت الحرب الجارية حاليا الحياة جحيما لا يطاق الشئ الذي يتطلب وقفها ، وتوفير مقومات الحياة بتحقيق الآتي:
- فتح الممرات الآمنة لوصول الاغاثات من غذاء وأدوية وكساء.
- فتح الأسواق وعودة خدمات المياه والكهرباء والاتصالات والبنوك ، وفتح المستشفيات وبقية المؤسسات العلاجية ، ودرء الآثار الصحية والبيئية للحرب من حصر ودفن للجثث.
- خروج مليشيات الدعم السريع والجيش من المستشفيات والمعامل والمؤسسات الصحية وبقية المرافق الحيوية التي تمس حياة المواطنين .
- إعادة تأهيل ما دمرته الحرب، وفتح مطار الخرطوم .
- وقف قصف الأحياء والمنشآت الحيوية بالطائرات، وخروج الدعم السريع من الأحياء ووقف اتخاذ المواطنين دروعا بشرية.
- حماية الشرطة للمرافق العامة والاسواق والمنازل والبنوك والمصانع من النهب الجاري.
- خروج الدعم السريع ومعسكرات الجيش من المدن ، وعودة الجيش للثكنات و الاسراع في الترتيبات الأمنية لنزع السلاح وتسريح وحل المليشيات ( دعم سريع، مليشيات الكيزان ، جيوش الحركات) والدمج في المجتمع، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.
- عودة كل شركات الجيش والأمن والدعم السريع والشرطة لولاية وزارة المالية.
- الحصر الدقيق للضحايا والخسائر، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات من العسكريين المدنيين الذين صبوا الزيت على نار الحرب فزادتها اشتعالا، واتخذوها مطية لتصفية الحسابات السياسية كما في الهجوم على لجان المقاومة و اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان والاتهامات زورا بالتعاون مع الدعم السريع ، علما بأن لجان المقاومة منذ زقت مبكر رفعت شعار " العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ، مهمة الأطباء هي معالجة الجميع ، اضافة لمهاجمة وتهديد القوى القوى السياسية التي تخالفهم الرأي ، فالحرب ليست نزهة.
2
أدت الحرب الكارثة لمآسي وجرائم حرب مثل :
- قصف المنشآت الحيوية مثل : المسنشفيات واتخاذها منصات للحرب ، وتدمير المصانع ومحطات المياه والكهرباء ، والمؤسسات التعليمية مثل جامعة أم درمان الأهلية ، ومتحف التاريخ الطبيعي بجامعة الخرطوم ، والاسواق والمتاجر والبنوك ، فضلا عن نهب البنوك والمتاجر والمصانع والمنازل التي هجرها اصحابها، اضافة لتدهور الاوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار حتى اصبحت الحياة لا تطاق..
- ارتفاع ضحايا الحرب من المدنيين حسب الصحة العالمية الى 604 شخص قتيلا واصابة 5127 شخص.
- أشارت اللجنة المهيدية لنقابة أطباء السودان الي توقف 67% من المستشفيات المتاخمة للاشتباكات في السودان ، اضافة لاستيلاء الدعم السريع على صيدية الامدادات المركزية واغلاقها، مما يؤدي للمزيد من شح الأدوية الذي يهدد حياة المواطنين بعد تدمير الحرب للمخزون، وحسب "الحدث": أكثر من 42 صيدلية في الخرطوم تعرضت للنهب والسرقة، اضافة لتعرض 220 الف سيدة حامل للموت بسبب الحرب.
ادي قصف المدن والأحياء السكنية الي نزوح أكثر من 700 الف نازح داخل السودان حسب الأمم المتحدة منذ بداية الحرب ، كما سارعت نحو 96 دولة اخلاء رعاياها من السودان. .
- من جرائم الحرب ايضا اثرها على الأطفال فحسب (اليونسيف): مقتل 190 طفلا ، واصابة 1700 منذ اندلاع الأحداث في السودان ، كما أشارت الأمم المتحدة الى الحاجة لمبلغ 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان حتى اكتوبر.
3
هذه من ناحية المهام العاجلة لوقف الحرب ودرء آثارها وجرائمها التي وصفها البرهان بأنها "عبثية" وحميدتي قال عنها " الكاسب فيها خاسر" ، وتأجيج الإسلامويين لها بوصفها معركة الكرامة ، ولما ضاقوا جحيمها واصبحت وبالا عليهم ،بدأوا يتنصلون منها ، لكن لا بد من منع تجدد الحرب ، بالاصرار علي سلمية الثورة التي من أهداف الحرب تصفيتها.
فقد جاءت الحرب امتدادا للانقلابات العسكرية التي تمت في 11 أبريل 2019 ، ومجزرة فض الاعتصام ، وانقلاب 25 أكتوبر، رغم ذلك استمرت وتصاعدت المقاومة الجماهيرية والمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي وعودة العسكر للثكنات وحل الجنجويد، وتحسين الاوضاع المعيشية وانتزاع النقابات ، ومواصلة العمل على درء آثار الحرب ، كما فصلنا سابقا..
كما جاءت الحرب نتاجا لتدخل المحاور الاقليمية والدولية بالدعم لطرفي الحرب في اطار حدة الصراع لنهب ثروات البلاد، اضافة لتدخلها لفرض الوثيقة الدستورية بعد مجزرة فض الاعتصام ،التي كرّست الافلات من العقاب ،وحكم العسكر ووجود مجرمي الحرب حميدتي والبرهان واللجنة الأمنية في مجلس السيادة، بعد المجازر التي ارتكبوها في دارفور وجنوب النيل الأزرق وبقية المناطق ومجزرة فض الاعتصام، وكانت النتيجة الانقلاب على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021 ، وبعد فشل الانقلاب بعد المقاومة الواسعة في تكوين حكومة، تم تكرار خطأ محاولة اعادة الشراكة في الاتفاق الإطاري ، وتكريس الدعم السريع واتفاق جوبا، والصراع الذي نشب حول دمج الدعم السريع، فضلا عن ازدياد حدة الصراع الدولي علي الموارد، مما قاد للحرب الحالية، وكان كل طرف يري انها ستتم في لحطات خاطفة، لكنها طالت واستطالت، مع التخوف بانتشارها في الولايات مع تأجيج الفلول لها الذين اصبح مستقبلهم مظلما في حكم البلاد، مما يتطلب مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها

alsirbabo@yahoo.co.uk

 

آراء