كان لنا قطار والمعلم يسافر عليه با ( التصاريح ) مجانا وهذا المعلم تمنحه الدولة إجازة شهرين مدفوعة الأجر
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
9 June, 2023
9 June, 2023
كان لنا قطار والمعلم يسافر عليه با ( التصاريح ) مجانا وهذا المعلم تمنحه الدولة إجازة شهرين مدفوعة الأجر لأداء فريضة الحج وكم كم من الإمتيازات كان المعلم يستحقها وكم كان المعلم مثل الجندي شاهرا قلمه يبدد دياجير الجهل ويبني الوطن بنكران الذات والتضحية وهو
وجاء الكيزان وافسدوا علي الشعب طمانينته في شتي الميادين وحتي الحج جعلوه سياحيا وفرضوا علي الحجيج من الرسوم والاتاوات الشيء الكثير وصارت هذه الفريضة الواجبة علي المسلم مرة واحدة في العمر مستعصية علي الغالبية وتتيسر فقط للذين يملكون المليارات الذين ينعمون بالفنادق الفخمة والسفر المريح والطعام الدسم وبعثات الحج بدعة اتي بها الكيزانيون وفصلوها علي مقاس الموالين لهم يتكسبون من هذه الوظيفة التي يسيل لها اللعاب فيحجون مجانا ويعودون للديار وحقائبهم مكدسة بالدولارات !!..
وحتي الخطوط الجوية السودانية الناقل الوطني احالوه للمعاش وجاءت شركات طيران تفوح منها رائحة الكوزنة تزيد في أسعار التذاكر مايحلو لها بمناسبة أو غير مناسبة ومهما احتج البشر علي هذا الظلم البين فلن ينالوا إلا اذان صماء !!..
مدينة الأبيض عروس الرمال ( الغرة ام خيرا جوه وبره ) ام المدائن بأهلها الطيبين المضيافين وود القرشي يصدح ( يلا نمشي حدائق البان جديد ) وهذا التعايش السلمي بين المواطن والوافدين من الشوام واليونانيين وغيرهم من الأجانب الذين بمرور الزمن لم يعودوا اجانب بل صاروا أهلا للدار يحبونها كأم رؤوم يفدونها بالمهج والأرواح !!..
مدينة الأبيض هذه الدرة الثمينة مثلها مثل عاصمة البلاد الحبيبة الخرطوم وبقية مدننا الطيبة البريئة تتعرض لاشرس حملات الكراهية والقتال الدامي من مليشيا لا تفهم إن الابيض هي بنت الوطن سكنها الناس في تآلف وتاذر منذ القدم وساروا علي هذا المنوال في تواد وتحابب الي ان ظهر فينا الدعم السريع صنيعة الكيزان الذي انقلب علي أولياء نعمته وانفلتوا من عقالهم مثل الجن الاحمر يدمرون وينهبون ويقتلون ويحرقون ولم تسلم منهم حتي المشافي ودور العلم بما فيها من مكتبات !!..
كنت في الابيض في الزمن الجميل اعمل في أشرف ميدان ، حقل التعليم الذي كان في أيد أمينة لم تلطخها الادلجة والدروس الخصوصية والرسوم الفلكية المستعصية علي الفقير حتي تحولت هذه الخدمة الضرورية المستحقة لجميع أفراد المجتمع مجانا بنص الدستور خاصة في مستوي التعليم العام !!..
تقدمت للوزارة وانا بالابيض بطلب لأداء فريضة الحج وكنت كما يقولون حديث عهد بالتدريس وقدم معي زميل آخر اكبر مني سنا وجاءت الموافقة له واعتذروا لي ولكني لم استسلم وذهبت لمكتب التعليم وقد جئت من رجل الفولة التي نقلت إليها مؤخرا ولم أطلب أذنا من المدير بالمدرسة وهذا مما يعرض المعلم لطائلة القانون !!..
دخلت الي مكتب باشمفتش التعليم بالابيض من غير استئذان ورميت في منضدته بتذاكر السفر وكنت قد استخرجتها ومعها الاوراق الصحية اللازمة وكل ما يمت للحج من تجهيزات !!..
طبعا كنت اتصور ان الأستاذ حسن بيومى باشمفتش التعليم نهوضه من كرسيه وإعطائي صفعة علي جبيني تعيدني الي رشدي وتعلمني الادب والذوق ولكنه قال بكل هدوء وفي أبوة حانية عرف بها مسؤولو ذاك الزمان :
( يا ابني ساستخرج لك إجازة محلية وهذه اول مرة اقوم بهذا العمل ) !!..
المهم أنه ذهب بنفسه وانا غير مصدق الي الشؤون الإدارية واستخرج لي التصريح للسفر بالقطار الي بورتسودان ذهابا وإيابا وكنت قد اشتريت تذكرة الطائرة جدة بورتسودان جدة !!..
ودعني حتي باب مكتبه بعد ان سلمني الوثائق المطلوبه للسفر ومبلغ ثمانين جنيها ماهية شهرين مقدما وإجازة شهرين وتمني لي حجا مبرورا وسعياً مشكورا ولم يزد ان قال لي :
( لا تنسونا من صالح الدعوات ) !!..
قلبي مع الابيض وهي تئن تحت ضربات الهمج وقلبي بتقطع علي حال التعليم ورجاله في زمننا هذا الذي أصبح فيه الجهل سيد الموقف !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
///////////////////////////
وجاء الكيزان وافسدوا علي الشعب طمانينته في شتي الميادين وحتي الحج جعلوه سياحيا وفرضوا علي الحجيج من الرسوم والاتاوات الشيء الكثير وصارت هذه الفريضة الواجبة علي المسلم مرة واحدة في العمر مستعصية علي الغالبية وتتيسر فقط للذين يملكون المليارات الذين ينعمون بالفنادق الفخمة والسفر المريح والطعام الدسم وبعثات الحج بدعة اتي بها الكيزانيون وفصلوها علي مقاس الموالين لهم يتكسبون من هذه الوظيفة التي يسيل لها اللعاب فيحجون مجانا ويعودون للديار وحقائبهم مكدسة بالدولارات !!..
وحتي الخطوط الجوية السودانية الناقل الوطني احالوه للمعاش وجاءت شركات طيران تفوح منها رائحة الكوزنة تزيد في أسعار التذاكر مايحلو لها بمناسبة أو غير مناسبة ومهما احتج البشر علي هذا الظلم البين فلن ينالوا إلا اذان صماء !!..
مدينة الأبيض عروس الرمال ( الغرة ام خيرا جوه وبره ) ام المدائن بأهلها الطيبين المضيافين وود القرشي يصدح ( يلا نمشي حدائق البان جديد ) وهذا التعايش السلمي بين المواطن والوافدين من الشوام واليونانيين وغيرهم من الأجانب الذين بمرور الزمن لم يعودوا اجانب بل صاروا أهلا للدار يحبونها كأم رؤوم يفدونها بالمهج والأرواح !!..
مدينة الأبيض هذه الدرة الثمينة مثلها مثل عاصمة البلاد الحبيبة الخرطوم وبقية مدننا الطيبة البريئة تتعرض لاشرس حملات الكراهية والقتال الدامي من مليشيا لا تفهم إن الابيض هي بنت الوطن سكنها الناس في تآلف وتاذر منذ القدم وساروا علي هذا المنوال في تواد وتحابب الي ان ظهر فينا الدعم السريع صنيعة الكيزان الذي انقلب علي أولياء نعمته وانفلتوا من عقالهم مثل الجن الاحمر يدمرون وينهبون ويقتلون ويحرقون ولم تسلم منهم حتي المشافي ودور العلم بما فيها من مكتبات !!..
كنت في الابيض في الزمن الجميل اعمل في أشرف ميدان ، حقل التعليم الذي كان في أيد أمينة لم تلطخها الادلجة والدروس الخصوصية والرسوم الفلكية المستعصية علي الفقير حتي تحولت هذه الخدمة الضرورية المستحقة لجميع أفراد المجتمع مجانا بنص الدستور خاصة في مستوي التعليم العام !!..
تقدمت للوزارة وانا بالابيض بطلب لأداء فريضة الحج وكنت كما يقولون حديث عهد بالتدريس وقدم معي زميل آخر اكبر مني سنا وجاءت الموافقة له واعتذروا لي ولكني لم استسلم وذهبت لمكتب التعليم وقد جئت من رجل الفولة التي نقلت إليها مؤخرا ولم أطلب أذنا من المدير بالمدرسة وهذا مما يعرض المعلم لطائلة القانون !!..
دخلت الي مكتب باشمفتش التعليم بالابيض من غير استئذان ورميت في منضدته بتذاكر السفر وكنت قد استخرجتها ومعها الاوراق الصحية اللازمة وكل ما يمت للحج من تجهيزات !!..
طبعا كنت اتصور ان الأستاذ حسن بيومى باشمفتش التعليم نهوضه من كرسيه وإعطائي صفعة علي جبيني تعيدني الي رشدي وتعلمني الادب والذوق ولكنه قال بكل هدوء وفي أبوة حانية عرف بها مسؤولو ذاك الزمان :
( يا ابني ساستخرج لك إجازة محلية وهذه اول مرة اقوم بهذا العمل ) !!..
المهم أنه ذهب بنفسه وانا غير مصدق الي الشؤون الإدارية واستخرج لي التصريح للسفر بالقطار الي بورتسودان ذهابا وإيابا وكنت قد اشتريت تذكرة الطائرة جدة بورتسودان جدة !!..
ودعني حتي باب مكتبه بعد ان سلمني الوثائق المطلوبه للسفر ومبلغ ثمانين جنيها ماهية شهرين مقدما وإجازة شهرين وتمني لي حجا مبرورا وسعياً مشكورا ولم يزد ان قال لي :
( لا تنسونا من صالح الدعوات ) !!..
قلبي مع الابيض وهي تئن تحت ضربات الهمج وقلبي بتقطع علي حال التعليم ورجاله في زمننا هذا الذي أصبح فيه الجهل سيد الموقف !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
///////////////////////////