قصه تاجوج والمحلق في نادي السنيورز بلندن
الثقافية
18 June, 2023
18 June, 2023
محمد علي ـ لندن
في يوم الجمعة الموافق 16 يونيو 2023 عقد نادي السينيورز بلندن اجتماعه الراتب بإشراف السيدة نوال جنيدابي. وقدم في تلك الأمسية الأستاذ سليمان صالح ضرار قصه تاجوج والمحلق التي هي من أشهر قصص الحب في السودان التي كتبها المؤرخ السوداني محمد صالح ضرار والتي طاف من أجلها بوادي منطقة قبيلة الحمران بحثاً عن تفاصيل ذلك الحب , وما قاله المحلق من أشعار تخليداً لحبه الجارف . وقد قام المؤرخ بجمع هذه المعلومات ووضعها في كتابه مع توضيح أصل القبيلة وهجرتها من حضرموت الى سواكن , وأستيطانها في ارض التاكة بالقرب من مدينة كسلا بشرق السودان
تاجوج والمحلق اشهر قصة حب في السودان .. أرخها محمد صالح ضرار
كانت تاجوج بنت الشيخ محمد بن علي بن محلق بن محمد بن علي التي دوت أخبارها في أكثر الافاق وتناقل الناس حديث جمالها. فتقدم المحلق إلى والدته يطلب منها أن تخطبها له من خاله. فامتثلت الأم وطلبت من أخيها ابنته " تاجوج " لأبنها المحلق، فرضي الخال ولكن بعد أن طلب مهراً غالياً من ابن أخيه فأستعان المحلق بوالده وأوجده لأصهاره، وكل عاشق لا يعوقه غلاء المهر وتم القران.
عاشت تاجوج تحت سقف الزوجية يرفرف فوقهما ملاك الحب المتبادل، وكانا أسعد زوجين عرفتهما أرض القبيلة. لكن حبه المتقد لها كان عثرة لحياتهما، فأكثر من المدح فيها وتناقل الشعر في محاسنها، حتى أشعل غيرة الفتيان، فما كان من أحد أبناء عمومته، يقال له النور بن اللمم إلا أن جاءه وزجره في ذكره زوجته في أشعاره حتى صارت غناء الفرد والجماعة ومضغة لأفواه تلوكها الألسن وعرف أسمها ووصفها القاصي والداني.
وهنا وقعت الطامة، فقد ذهب حبها بعقله حتى لم يعد يدرك ما يفعل، فدعا ابن اللمم ليراها قائلا: "تعال معي إلى الخباء كي أريك إياها في غفلة منها"، وكانت هذه الدعوة كافية لأن تظهر اللوثة التي أصابت المحلق من جنون حبه وأنه أصبح لا يعرف ما يصح وما لا يصح.
ورافقه إلى موقع لا تراه فيه، وشق له ثقبا في خبائها ظنا منه أنها لم تشعر به، ثم دخل عليها وطلب منها أن ترقص له، فتعجبت من طلبه ولكنها صبرت وتجلدت وقالت سمعاً وطاعة، إلا أنها استحلفته أن ينفذ لها طلبا بعد ذلك لا يردها أبدا، فوعدها ظنا منه أن طلبها لن يتعدى ما تطلبه النساء من ترف.
فلما ضمنت منه تنفيذه لطلبها نفذت مطلبه، ولما انتهت من رقصاتها كان الفرح قد تملكه والهيام اسكره فشكرها وطلب منها أن تذكر مطالبها، فنظرت إليه طويلاً وقالت له "طلبي واحد وهو الطلاق والفراق الأبدي"، فصعق حين سمع طلبها وأنزعج ابن اللمم وولى هارباً من وراء الخباء بعد أن دمر عامراً حلالاً، إلا أن الأمر كان قد انتهى ووقع الطلاق، فلا رجعة فيه. وبذلك خسر المحلق زوجته التي هام بها، رغم كل محاولاته لاستردادها، فما كان منه إلا أن قضى نحبه كغيره من المحبين، إلا أن فرقه هو أن محبوبته غادرته بخطأ منه.
بعض أشعار المحلق
بشِدْ واركبْ على الياخُذ لُه عَنّه
فِريوْةَ الرّيفْ مَعَ الّتوبْ المِتِنّى
يَتِبْ عجلانْ قِبُل ما نْلمْ رَسَنّا
بيوتْ نُورَة أمْ شِليْخ وين من أَهَلْنَا
أمكْ دَبَاسَة وفُوقْ الفُروعْ
وأنتِ بتشبهي المُقْد الفُروعْ
سخلة مصنة الطيب ما فيك ضلوع
ليلة فَرِدْ يوم تازن سبوع
أمك دباسة وفوق الشَدر
وانتِ بتشبهي المقد الكجَرْ
سخلة مصنة الطيب مافيك فِقَرْ
ليلة فَردْ يوم تازنْ شهرْ
فقالت : ما هكذا قلت . فأجابها , قلت :
أمك دباسة وفوق القنا
وانتِ بتشبهي المقد اللي انحنى
سخلة مصنة الطيب ما فيك جَنى
مكْ دَبَاسَة وفُوقْ الفُروعْ
وأنتِ بتشبهي المُقْد الفُروعْ
سخلة مصنة الطيب ما فيك ضلوع
ليلة فَرِدْ يوم تازن سبوع
فقالت له: أعدْ الأبيات التي قلتها الأن. فأجابها قلت:ـ
أمك دباسة وفوق الشَدر
وانتِ بتشبهي المقد الكجَرْ
سخلة مصنة الطيب مافيك فِقَرْ
ليلة فَردْ يوم تازنْ شهرْ
فقالت : ما هكذا قلت . فأجابها , قلت :
أمك دباسة وفوق القنا
وانتِ بتشبهي المقد اللي انحنى
سخلة مصنة الطيب ما فيك جَنى
ليلة فرد يوم تازن سنة
فصّْ الماظ مركب فوق مجــــمّرْ
فصّْ عينيك يا أم خشماً مجمّرْ
فوقْ بستان تحت سالك مضمّرْ
جليدك طاقة الكيدي المنمّرْ
وقال أيضاً :
ما بِتْجيكْ تَمشِي وتخبْ
وما دنقرت حلبت شخبْ
وقد استمتع الحضور بهذه القصة التي تجسّد الأدب الشعبي السوداني في أبهى صوره وشكروا السيدة نوال جنيدابي على ترتيبها لمثل هذه الأمسيات الممتعة.
في يوم الجمعة الموافق 16 يونيو 2023 عقد نادي السينيورز بلندن اجتماعه الراتب بإشراف السيدة نوال جنيدابي. وقدم في تلك الأمسية الأستاذ سليمان صالح ضرار قصه تاجوج والمحلق التي هي من أشهر قصص الحب في السودان التي كتبها المؤرخ السوداني محمد صالح ضرار والتي طاف من أجلها بوادي منطقة قبيلة الحمران بحثاً عن تفاصيل ذلك الحب , وما قاله المحلق من أشعار تخليداً لحبه الجارف . وقد قام المؤرخ بجمع هذه المعلومات ووضعها في كتابه مع توضيح أصل القبيلة وهجرتها من حضرموت الى سواكن , وأستيطانها في ارض التاكة بالقرب من مدينة كسلا بشرق السودان
تاجوج والمحلق اشهر قصة حب في السودان .. أرخها محمد صالح ضرار
كانت تاجوج بنت الشيخ محمد بن علي بن محلق بن محمد بن علي التي دوت أخبارها في أكثر الافاق وتناقل الناس حديث جمالها. فتقدم المحلق إلى والدته يطلب منها أن تخطبها له من خاله. فامتثلت الأم وطلبت من أخيها ابنته " تاجوج " لأبنها المحلق، فرضي الخال ولكن بعد أن طلب مهراً غالياً من ابن أخيه فأستعان المحلق بوالده وأوجده لأصهاره، وكل عاشق لا يعوقه غلاء المهر وتم القران.
عاشت تاجوج تحت سقف الزوجية يرفرف فوقهما ملاك الحب المتبادل، وكانا أسعد زوجين عرفتهما أرض القبيلة. لكن حبه المتقد لها كان عثرة لحياتهما، فأكثر من المدح فيها وتناقل الشعر في محاسنها، حتى أشعل غيرة الفتيان، فما كان من أحد أبناء عمومته، يقال له النور بن اللمم إلا أن جاءه وزجره في ذكره زوجته في أشعاره حتى صارت غناء الفرد والجماعة ومضغة لأفواه تلوكها الألسن وعرف أسمها ووصفها القاصي والداني.
وهنا وقعت الطامة، فقد ذهب حبها بعقله حتى لم يعد يدرك ما يفعل، فدعا ابن اللمم ليراها قائلا: "تعال معي إلى الخباء كي أريك إياها في غفلة منها"، وكانت هذه الدعوة كافية لأن تظهر اللوثة التي أصابت المحلق من جنون حبه وأنه أصبح لا يعرف ما يصح وما لا يصح.
ورافقه إلى موقع لا تراه فيه، وشق له ثقبا في خبائها ظنا منه أنها لم تشعر به، ثم دخل عليها وطلب منها أن ترقص له، فتعجبت من طلبه ولكنها صبرت وتجلدت وقالت سمعاً وطاعة، إلا أنها استحلفته أن ينفذ لها طلبا بعد ذلك لا يردها أبدا، فوعدها ظنا منه أن طلبها لن يتعدى ما تطلبه النساء من ترف.
فلما ضمنت منه تنفيذه لطلبها نفذت مطلبه، ولما انتهت من رقصاتها كان الفرح قد تملكه والهيام اسكره فشكرها وطلب منها أن تذكر مطالبها، فنظرت إليه طويلاً وقالت له "طلبي واحد وهو الطلاق والفراق الأبدي"، فصعق حين سمع طلبها وأنزعج ابن اللمم وولى هارباً من وراء الخباء بعد أن دمر عامراً حلالاً، إلا أن الأمر كان قد انتهى ووقع الطلاق، فلا رجعة فيه. وبذلك خسر المحلق زوجته التي هام بها، رغم كل محاولاته لاستردادها، فما كان منه إلا أن قضى نحبه كغيره من المحبين، إلا أن فرقه هو أن محبوبته غادرته بخطأ منه.
بعض أشعار المحلق
بشِدْ واركبْ على الياخُذ لُه عَنّه
فِريوْةَ الرّيفْ مَعَ الّتوبْ المِتِنّى
يَتِبْ عجلانْ قِبُل ما نْلمْ رَسَنّا
بيوتْ نُورَة أمْ شِليْخ وين من أَهَلْنَا
أمكْ دَبَاسَة وفُوقْ الفُروعْ
وأنتِ بتشبهي المُقْد الفُروعْ
سخلة مصنة الطيب ما فيك ضلوع
ليلة فَرِدْ يوم تازن سبوع
أمك دباسة وفوق الشَدر
وانتِ بتشبهي المقد الكجَرْ
سخلة مصنة الطيب مافيك فِقَرْ
ليلة فَردْ يوم تازنْ شهرْ
فقالت : ما هكذا قلت . فأجابها , قلت :
أمك دباسة وفوق القنا
وانتِ بتشبهي المقد اللي انحنى
سخلة مصنة الطيب ما فيك جَنى
مكْ دَبَاسَة وفُوقْ الفُروعْ
وأنتِ بتشبهي المُقْد الفُروعْ
سخلة مصنة الطيب ما فيك ضلوع
ليلة فَرِدْ يوم تازن سبوع
فقالت له: أعدْ الأبيات التي قلتها الأن. فأجابها قلت:ـ
أمك دباسة وفوق الشَدر
وانتِ بتشبهي المقد الكجَرْ
سخلة مصنة الطيب مافيك فِقَرْ
ليلة فَردْ يوم تازنْ شهرْ
فقالت : ما هكذا قلت . فأجابها , قلت :
أمك دباسة وفوق القنا
وانتِ بتشبهي المقد اللي انحنى
سخلة مصنة الطيب ما فيك جَنى
ليلة فرد يوم تازن سنة
فصّْ الماظ مركب فوق مجــــمّرْ
فصّْ عينيك يا أم خشماً مجمّرْ
فوقْ بستان تحت سالك مضمّرْ
جليدك طاقة الكيدي المنمّرْ
وقال أيضاً :
ما بِتْجيكْ تَمشِي وتخبْ
وما دنقرت حلبت شخبْ
وقد استمتع الحضور بهذه القصة التي تجسّد الأدب الشعبي السوداني في أبهى صوره وشكروا السيدة نوال جنيدابي على ترتيبها لمثل هذه الأمسيات الممتعة.