بيت افتتح به (ابن زيدون) قصيدته في عتاب معشوقته الأميرة بنت الأمير (ولادة بنت المستكفي)

 


 

 

بيت افتتح به (ابن زيدون) قصيدته في عتاب معشوقته الأميرة بنت الأمير (ولادة بنت المستكفي) والقصيدة نفسها قال عنها العلامة ( عبدالله الطيب ) : (ما حفظها إنسان إلا ومات غريباً ) !!..

افتتاحية لقصيدة عتابية من النظم الفريد لشاعر أندلسي من عامة الشعب ( لم يمد رجله علي قدر لحافه ) و ( حتة واحدة ) عشق أميرة سليلة حسب ونسب هي صاحبة السمو ( ولادة ) بنت فخامة معالي الأمير ( المستكفي ) !!..
ولابد أنها قد عاملته كما يعامل الكبراء أفراد الشعب وطبعا هذا التصرف قد جرح كبريائه واحزنه كثيراً وكان يمكن ان يثور ويحتج باعنف العبارات إذ لم يضع في اعتباره إن ينال مانال من تهميش وهو الشاعر الذي سارت بقصائده الركبان حتي وصلت إلي بلادنا الحبيبة السودان خاصة تلك التي مطلعها :
أضحي التنايي بديلاً عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا !!..
هذه القصيدة التي تعتبر درة وخريدة سكب فيها الشاعر كل مافي جوفه من عتاب ومقدمتها العبقرية تتحسر علي القرب الذي حل مكانه التباعد وعدم اللقاء العاطر في اليوم الماطر و الذي صار جفاء وجفاف وعدم اكتراث !!..
اكيد إن هذا الاندلسي لولا ان الحب قد ملأ عليه شغاف قلبه لما اكتفي بالعتاب بل كان سيتخذ من الإجراءات الصارمة ضد هذه الفتاة المدللة التي لم تضع مكانته في دنيا القريض في مكانها اللائق بها !!..
وقرر ابن خلدون كنوع من الاحتجاج الصارخ ان يرحل من البلاد الي المنافي وصار لاجئا في بلاد بعيدة ومات متحسرا علي ايام مضت وانطوت في القلب حسرة !!..
وكانت هذه الخاتمة المأساوية للشاعر المعاتب جعلت العلامة عبدالله الطيب يصرح :
( إن من حفظ قصيدة ( ابن زيدون في عتاب معشوقته الأميرة بنت الأمير ولادة بنت المستكفي سيموت غريب ديار وغريب أهل ) !!..
نحن علي ثقة إن بلادنا الحبيبة ليست أقل جمالاً ورفعة ومكانة من الأميرة الحسناء السيدة ولادة ولكننا علي اتم ثقة إن أرضنا الطيبة لن تشيح بوجهها يوما عن أبنائها بل علي الدوام ستبادلهم حبا بحب بكامل الصدق وحسن النية وطيبة القلب !!..
وقد خرج الشعب لاجئا خارج الحدود وحتما يوما سيعود ويجد أرضنا الطيبة أحضانها دافئة كالعادة تضم بجناحيها أبنائها في لهفة وشوق !!..
نترحم علي العلامة عبدالله الطيب وقوله في أندلسية ابن زيدون لا يسري علي من ترك أرضه لاجئا لأن المؤامرة كانت اكبر منه ولا سبيل له لدفعها لأن حماة العرين من الشرطة دفنوا رؤوسهم في الرمال والجيش تحول الي نسور في الجو يدك الأرض بمن فيها من الأعداء والأصدقاء !!..
لا نقول ياسودان إن التنايي أضحي بديلاً عن تدانينا ولا نقول لك ياوطن الجدود أننا قد استبدلنا قربك بالجفاء فأنت في حدقات العيون مهما تكالبت علينا المحن والمصائب وان شاء الله تعالى النصر قريب .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////

 

آراء