ما اشبه بوتين بالبرهان ، كلاهما احتضن مليشيا ، فلما قوي عودها طلبت السلطان !!

 


 

 

قال المحللون إن هنالك تشابه بين الحالة السودانية والحالة الروسية من حيث احتضان الجيش لمليشيا ولما شبت عن الطوق وبانت نواجذها سري في روع زعيمها إن ( مافيش حد احسن من حد ) وخطط لانقلاب يحمله الي القصر الرئاسي منفردا بالسلطة وكفي لمنصب الرجل الثاني الذي لا يحقق الاماني !!..
ولكن بعضهم رأي اختلافا بين الحالتين إذ إن ( فاجنر ) هي شركة أمنية شبه عسكرية خاصة قوامها مرتزقة يعملون لمن يدفع الثمن وهي منتشرة في بلدان عديدة خاصة في افريقيا ووصلوا الي بلادنا وبصماتهم واضحة في وقوفهم مع الدعم السريع ضد البرهان ... وروسيا بلدهم الام وظفتهم في الحرب الأوكرانية واستولوا علي باخموت التي عجز الجيش في دخولها وبهذا الانجاز نفخ ( يفغيني بوريغيجين ) قائدها ريشه ( وطول لسانه ) علي وزير الدفاع ورئيس الأركان وطلب من صديقه بوتين إن يقيلهما لعدم الكفاءة !!..
والدعم السريع كما تعرفون هو أيضا مليشيا صنعها الكيزان وكانت تتبع رأسا للمخلوع من أجل حمايته ونال قائدها حميدتي الرتب الرفيعة حتي صار فريقاً أول يشار إليه بالبنان والمهم أنهم قننوا له وضعه وفي البداية كان يتبع لجهاز الأمن ولما جاء البرهان أصبح جزءا لا يتجزأ من القوات المسلحة تحت قيادة البرهان القائد العام وهذا كان في الظاهر ولكن في الحقيقة إن الدعم السريع أصبح جيشاً رديفا يكاد يكون مستقلا وكل يوم يمر يشهد تطوره المذهل تحت مراي وبصر البرهان ولجنته الأمنية التي كلما سمعت نقدا لتمدد هذه المليشيا يقول إنه وحميدتي توام يعملان سويا لحماية السودان !!..
نعود لطباخ بوتين الصديق الصدوق له هذا الرجل ( يفغيني بوريغيجين ) الذي ذاق مرارة الفقر في صغره مثل حميدتي تماما وفي حين ان الاول كان يبيع النقانق من غرفة في بيت والدته المتواضع كان الثاني يبيع الحمير !!..
طور طباخ بوتين نفسه وافتتح مطعما صغيرا ، صار كبيرا باجتهاده بل صار عنده سلسلة من المطاعم في عموم روسيا ، ويوم حل بوتين ضيفا عنده في أحد هذه المطاعم نمت بينهما صداقة وساعده الرئيس في توسيع شركته المختصة بتقديم الطعام للزبائن وصار متعهدا بتقديم الطعام لضيوف الكرملين!!..
وطور حميدتي نفسه فصار له شركات تصدر الذهب لروسيا والإمارات وكانت له بنوك وصرافات وتجارة لحوم من الرابحات ونفوذه أوصله ليكون الرجل الثاني في الدولة وصارت له جولة وصولة ، وفي حين ان الأجهزة الأمنية كانت تبيع البطاطس والفاصوليا والطحنية جهز حميدتي نفسه تماما لساعة الصفر لاستلام البلاد وحشد كافة الميادين بجنوده وحفر الخنادق تحت الارض واحضرت له الامارات العتاد والراجمات ومازال البرهان يتفقد شركات الجيش وقد تحول ضباطه الي تجار يسهرون الليل وينامون النهار !!..
بس معقول يابوتين إن صديقك ( يفغيني بوريغيجين ) الذي سكت عن كل جرائمه القذرة في كل البقاع وصار يخوض لكم الحرب ضد اوكرانيا صار بين ليلة وضحاها متمرد وقلت عنه أنه خائن طعنك في الظهر ... ونحن نعتقد إن أي دكتاتور وانت واحد منهم أكثر شيء يزعجه ويجننه إن يحس بأن هنالك من ينافسه في الكرسي وفعلا صاحبك ( يفغيني بوريغيجين ) الذي تربى في حضنك وكنتما سمن علي عسل أيضا عندما شعر بأن جيشك مهلهل مثل الراكوبة في الخريف أيضا مثل حميدتي جهز نفسه لساعة الصفر وقد نوي ان يغير نظام الحكم في بلاده وان يكون هو البديل !!..
طبعا حتي مساء اليوم السبت ٢٠٢٣/٦/٢٤ كان الوضع متوترا وقد تحركت جحافل فاغنر نحو موسكو بعد ان استولت من غير مقاومة علي حاميتين إحداهما راستوف راس الرمح للطائرات الحربية المتوجهة لقتال الاوكرانيين ، لكن فاغنر تراجعت عن زحفها علي موسكو بعد مناشدة من رئيس بولوروسيا وقالت إنها تفعل ذلك حقنا للدماء !!..
نحن اكيد لا نحب بوتين راعي فاغنر من وراء الستار وكمان لا نحب البرهان صديق حميدتي... ولو وقعت الحرب بين بوتين وصديقه مثلما وقعت بين البرهان وحميدتي لا يسعنا إلا إن نردد مع اهلنا الختمية !!..
( واشغل أعدائي بأنفسهم وارميهم رب بالمرج ) !!..
وقالوا إن المرج هو الموت !!..
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا وان تلطف بنا في ماجرت به المقادير اللهم اعد إلينا أمننا وطمانينتا واستقرارنا ونسالك بحولك وقوتك ان تقف هذه الحرب اللعينة العبثية التي عصفت بالبلاد والعباد ...
اللهم آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء