السودان ماذا يريد من تركيا وروسيا

 


 

 

أن الحركة السياسية التي تجرى الأن بين القوات المسلحة باعتبارها السلطة الحاكمة و عدد من الدول، تتمثل في زيارة يقوم بها من يمثل السلطة، أو اتصالات مع رؤساء دول، يعتبر نشاط دبلوماسي له علاقة مباشرة بمجريات لحرب الدائرة في البلاد، و أيضا يتعلق بالنشاط الذي يتم داخل أروقة الأمم المتحدة و منظمتي الاتحاد الأفريقي و الإيغاد. و هناك حدثان قد شغلا الرأي العام السوداني هما:-
الأول – الاتصال الذي أجراه الرئيس التركي رجب الطيب أردغان، و معلوم أن الذي يتصل هو الذي يحدد أجندة الحوار الذي يدور في دائرة الاتصال مع الجانب الأخر، و ما جاء في إعلام مجلس السيادة و نقلته القنوات التلفزيونية و العديد من الصحف، يصبح الرئيس التركي له رسالة يريد أن يبلغها لرئيس مجلس السيادة. و هناك قضايا يفصح عنها و أخرى لا، و لكن تستشف من مواقيت الاتصال و الأحداث الجارية، فالرئيس التركي أراد أن يطمئن على مجريات الساحة السودانية،و أثر الحرب عليها، و الثاني التبليغ أنهم سوف يقدمون دعما يتعلق بالقضايا الإنسانية. المسالة الأخرى يجب أن يعرفها المواطن أن وكالة الانضول قد نشرت عدد من تقارير الاستخبارات التركية،و كانت تتعلق بالحرب و الدول الخارجية المشاركة فيها، و علاقة عدد من السودانيين الناشطين و علاقتهم باستخبارات عدد من الدول التي تنشط في الساحة السياسية. كما أن الرئيس التركي كان قد تعرض لانقلاب دبرته و كالة الاستخبارات الأمريكية مع الاستخبارات الأماراتية، و هي شبيهة بالذي يحصل في السودان الآن رغم أن المخابرات الأمريكي ليس مشاركة و لكنها تعلم تماما الدول التي شاركت في الانقلاب الذي قامت به مليشيا الدعم السريع. في الجانب الأخر أن السفارة التركية نقلت عملها إلي بورتسودان لذلك ساهمت في تشغيل البارجة التركية و مد المدينة بالكهرباء. هناك من يعتقد أن تركيا لها مبادرة تريد أن تسوقها، و لا اعتقد أن تركيا لها أي مبادرة و لكنها قدة دعوة أن تستضيف أي مفاوضات بين الجانبين القوات المسلحة و مليشيا الدعم، و لكن الأحداث قد تجاوزتها، لآن رؤية القوات المسلحة كسر شوكة المليشيا تماما، حتى لا تكون جزءا من أي معادلة سياسية.
القضية الأخرى تتعلق بزيارة مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إلي موسكو، و مقابلته لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و ما جاء في الخبر من كلا الجانبين هي قضايا ودية تتعلق بالعلاقات بين البلدين، لكن الزيارة الهدف منها هو الوقوف إلي جانب السلطة القائمة الآن إذا تم عرض القضية السودانية في مجلس الأمن، و هي خطوة متوقعة و أي سلطة يجب أن تتحسب لها و تستعد لها، خاصة أن السودان يواجه تحديا كبيرا من قبل دولتي الامارات و عدد من الدول التي تدور في فلكها، و معلوم أن الاتحاد الأفريقي فقد قدرته على حل مشاكل القارة أما الإيغاد اصبحت اسيرة للأمارات. فالموقف يتطلب أن تبين القضية بصورة واضحة خاصة أن فاغنر كانت جزء من العملية الدائرة في السودان، و أصبحت موسكو في حل من مخلفات اعمال فاغنر. الظاهر أن موسكو لا تريد أن تربط علاقتها مع الدول الأفريقية من خلال العلاقة مع فاغنر. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

 

آراء