بغض النظر عن أسباب إغتيال الفتي ( نائل ) فرنسا كدولة متحضرة

 


 

 

بغض النظر عن أسباب إغتيال الفتي ( نائل ) فرنسا كدولة متحضرة بها قضاء راسخ مؤتمن وحق التظاهر مكفول ومن جنح للفوضي يقابل بالقوة في حدود القانون وضحايا العنف الأبرياء تعوضهم الدولة عن الخسائر مهما بلغت وهذه هي الديمقراطية التي تعالج أخطائها بمزيد من الديمقرا

ماكرون أصيب بالصدمة لمقتل الفتي من أصول جزائرية ( نائل المرزوقي ) وترحم علي الفقيد وكف عن التعليق لأن الأمر أصبح من مسؤولية النيابة التى توصلت إلى توجيه تهمة القتل العمد للشرطي الذي أطلق النار علي السائق المتهور من غير تروي وجاءت الطلقة في مكان مميت وكان من الممكن إذا استدعى الأمر إن يوجه الرصاصة للعجلات أو الرجلين ومن ثم يقبض علي هذا المتفلت ويرسل للنيابة بعد علاجه والاطمئنان علي صحته !!..
نعم إن ( نائل ) من أصول جزائرية وهذا الفتي الصغير مثل غيره من كثير من أبناء المهاجرين ولد ونما وترعرع في بلاد جان جاك روسو واندرية مارلو وفرانسواز ساجان وهذا الفيلسوف الذي هجر الشيوعية وصار مسلماً يشار إليه بالبنان ولكن مشكلة نائل وكثير من إضرابه الذين يشاركونه في نفس الظروف والنشأة وبسبب فقر الآباء واضطرارهم للعمل في مهن هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع وهؤلاء وبسبب الدخول المنخفضة تكون سكناهم في ( جيتوهات ) في الضواحي حيث التكدس ونقص الخدمات وتفشي الجريمة وعلي رأسها تعاطي وترويج المخدرات !!..
وفي مثل هذه البيئات ينحدر مستوي الصحة والتعليم والعيش في عمومه يكون أكثر من لئيم ومن هنا تنبع الثورات خاصة إذا قتل شرطي عنصري فرداً من المهاجرين والمسألة تكبر وتستفحل لو ان القتيل يحمل الجنسية الفرنسية ولا يعرف عن أرض أجداده الا القليل وربما تلاشي هذا القليل مع تعاقب الليل والنهار هنا تثور الدماء في عروق الضواحي المهمشة وقال العارفون إن هذا التهميش فشلت كل الحكومات المتعاقبة في وضع حد له ولذا كان دائما هنالك تحت الرماد وميض نار ويخشي العقلاء والمصلحون ان يكون لها ضرام ولكن المؤسف إن فرنسا بلد النور والثقافة عبر تاريخها ومثلها مثل أمريكا ظلت لعنة الشرطة العنصرية تسبب لهما الاحراج والفضيحة لأن مثل هذه الممارسات القبيحة لا تليق ببلدين لايشك أحد في فصلهما التام للسلطات الثلاث ولا احد كبير علي القانون ودونكم ترمب عندما استدعته النيابة للتحقيق وصل لقاعة المحكمة في الزمان والمكان المحددين وصوروه وأخذوا بصماته وأقواله وسألوه إن كان مذنبا أم لا ودونالد امتثل للامتحان والقاضي شرع في استجواباته للمتهم من غير خوف أو وجل وهذه نعمة الديمقراطية التي تفصل بين السلطات الثلاث كما قلنا فلا نجد فيها مجلس نيابي عبارة عن بصمجية وقضاء فاسد مرتشي ناقص الهيبة وأحكامه محفوفة بالحرام والعيب وجهاز تنفيذي يسيطر عليه العسكر قراراته حبر علي ورق وأعضاؤه نمور من ورق !!..
نال المتظاهرون الذين خرجوا تضامنا مع أسرة القتيل وكانت أمه قد دعت لهذا الحشد حقهم كاملاً في التعبير طالما أنهم التزموا بالنظام وعدم الفوضي والاخلال بالأمن والشرطة تحرسهم وتراقب سيرهم في الطرق التي كانت محل اتفاق بين الطرفين !!..
وعندما بدأ المتظاهرون في الجنوح الي العنف وتحطيم الممتلكات والحرق والنهب مما عرض الكثير من الأبرياء من الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في هذه القضية وقد نهبت ممتلكاتهم وأحرقت ومنهم من مات ظلما وعدوانا في هذه الهيجة التي قال عنها ماكرون أنها غير مبررة والجندي القاتل استلمته النيابة واودع السجن بتهمة القتل العمد فماذا يريد هؤلاء أكثر من ذلك والبلد تنعم بقضاء نزيه شفاف !!..
إذن بعد كل هذه الاحتياطات والضمانات من الدولة وبعد ان فلت الزمام كان لا بد لولي الأمر إن يثبت هيبته فنزلت قوات مكافحة الشغب بكامل عدتها وعتادها ومصفحاتها لفرض النظام بالقوة في حدود القانون ولكن كانت هنالك إصابات بين الشرطة وبين المتظاهرين وقيل إن هنالك جماعات متطرفة تستثمر في مثل هذه الأجواء فتنهب وتسرق وتقتل وتسبب الاذي الجسيم للبلاد والعباد !!..
المهم ان جهاز الشرطة رغم عنصرية بعض أفراده إلا أنه يلبي النداء لحفظ الأمن والنظام والمحافظة علي ممتلكات المواطنين وهذا هو الغرض من إنشاء هذا الجهاز ليكون صديقا للمواطن عند الضيق!!..
وللأسف عندما اندلعت الحرب اللعينة العبثية ومنذ ساعاتها الأولي والناس في كرب شديد وضيق وقد وجدوا أنفسهم تحت رحمة جحافل من المغول والتتار هجموا علي مقار ومساكن المواطنين واحتلوها ونهبوا وحرقوا البنوك والشركات والمصانع والأسواق واحتلوا الطرق وقيدوا الحركة ونصبوا أنفسهم اسيادا للبلد يسيطرون علي الكباري ويدققون في الهويات ويعتقلون أهل الديار بالمزاج ويتفوهون بكلام غير مفهوم ومعظمهم غرباء جيء بهم من الساحل والصحراء !!..
وفي هذا الجو القاتم كان من الطبيعي ان تكثف الشرطة من دورياتها في الأحياء السكنية وفي الأسواق وأمام المرافق العامة وفي الطرق الداخلية والخارجية لحفظ الأمن وإيقاف الغزاة عند حدهم ولكن للاسف غاب في ذلك اليوم العصيب الذي اندلعت فيه الشرارة غاب جهاز الشرطة وتخلي عن واجباته وخذل الشعب الذي كان يظنهم اصدقاء عند الضيق وفي غير وقت الضيق ولكن اتضح انهم من الد الأعداء ويكرهون الشعب بسبب تربيتهم الكيزانية التي دربتهم فقط علي قتل الشباب في المظاهرات خوفا من الحكم المدني الذي بسبب لأعداء الديمقراطية الخوف والهلع والهلوسة وفقدان الوزن والشهية !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////

 

آراء