الدعم السريع يتقدم عسكرياً ودبلوماسياً !!
اسماعيل عبدالله
11 July, 2023
11 July, 2023
بعد إعلان منظمة إيقاد لبيانها الخاتم لقمة اليوم المنعقدة بالعاصمة الاثيوبية من أجل حلحلة المشكل السوداني، وبعد أن أبدت أسفها لعدم حضور وفد الجيش السوداني، تكون قوات الدعم السريع قد سددت الضربة القاضية على وجه وفد الجيش المنسحب والمختطف لقرار الجيش، وهذه ليست المرة الأولى التي يتقدم فيها وفد الدعم السريع دبلوماسياً، فقد أبلى بلاءً حسنا في قمة جدة المرعية من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، حينما تعنت وفد الجيش فاضطرت الوساطة لاستخدام عصا التوبيخ مع رموز الوفد المنتمين للنظام البائد، هذا فضلاً عن تقدم قوات الدعم السريع في الميدان العسكري الذي قاب قوسين أو أدنى من أن يحسم كلياً لصالحها، فهي ومنذ البداية قد اتخذت موقفاً داعماً للجهود الدولية والإقليمية، الرامية لرأب الصدع الذي أصاب جدار هذا البلد الأفريقي العربي المهم، وما زالت جهود هذه القوات الحريصة على أمن وسلامة الوطن تتضافر من أجل وقف الحرب، والوصول لاتفاق نهائي مع غريمها الجيش، لكن الثاني لا يلقي بالاً للمصالح العليا للبلاد، التي أولها تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك جراء السيطرة الكاملة لقراره بواسطة جماعة الاخوان المسلمين، التي لا تقبل بغير إقصاء وإزاحة الكل لكي تبقى على سدة الحكم، رغم ما تكبده الوطن والمواطن من جراح ودمار كان نتاجاً طبيعياً للطريقة الفطيرة التي أدارت بها البلاد، فما بدا من قيادة وفد الجيش اليوم من عدم حضور للقمة، يؤكد عدم حرص هذه القيادة غير الشرعية على أمن وسلامة البلاد.
السلوك غير الدبلوماسي وغير الرشيد الذي أبداه وفد الجيش، هو امتداد طبيعي للتسويف والتماطل الذي كان يؤدى من قبل دبلوماسية النظام البائد للرئيس المخلوع عمر البشير، الذي في عهده مرت الدبلوماسية السودانية بأسوأ مراحلها، فشهدنا كيف تقلّد منصب وزارة الخارجية كبير المتطرفين الإرهابيين الذي كان قائداً لمليشيا الدفاع الشعبي الإخوانية الموازية للجيش المختطف القيادة، والذي يمثل أحد الرؤوس الداعمة للقيادة الحالية، ويعتبر أمير أمراء الحرب الموجهة ضد قوات الدعم السريع. ما حدث بعاصمة إثيوبيا اليوم من تصرف غير لائق لا يمكن أن يصدر إلّا من جماعة أدمنت تحقير الأعراف الدولية، فلم تلتزم بعهد إقليمي ولا ميثاق أممي، فلا يمكن لمن دبلوماسيته التطرف والإرهاب أن يذعن للمعايير الدولية، ولا يستطيع من تدرب تحت رعاية أسامة بن لادن أن يحترم الجهد الدولي، الساعي لمساعدة دولة فقيرة موبوءة بالصراعات المسلحة مثل السودان، ولا يجب أن يحلم المواطن السوداني بعمل طيب تقدمه القيادة الحالية المنقلبة على الجيش، لأنها هي نفسها القيادة التي خططت ثم فشلت في اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، في هذه العاصمة الإفريقية الجميلة المنعقدة بها قمة إيقاد اليوم، فكما يقول المثل السوداني: من ترك عادته انقطعت سعادته، فكيف إذاً لمن اعتاد على السباحة عكس تيار العرف الدبلوماسي العالمي أن يتوب ويعود لحظيرة المجتمع الدولي؟.
مهما كانت الأسباب المعلنة وغير المعلنة لوفد الجيش من مقاطعته لاجتماع إيقاد، إلّا أن الحقيقة الراسخة هي أن قوات الدعم السريع مازالت تمسك بعجلة القيادة، وما انفكت تدير العمليتين الدبلوماسية والعسكرية بكل مهنية واقتدار، وفي الجانب الآخر تتقهقر القوات المسلحة ميدانياً وتسقط حامياتها العاصمية والولائية حامية تلو الأخرى، فلقد تجرع وتذوق الشعب السوداني مرارة حنظل الحرب، ولن يضع يده مع من عرقل مسيرته السلمية التي بدأت مع اندلاع ديسمبر المجيدة، وسوف تكون القيادة العامة آخر مقبرة من مقابر الحزبيين المختطفين لرأس هرم الجيش، وقريباً يتسلم القيادة نفر كريم شريف من أبناء القوات المسلحة، وتذهب إدارة فلول النظام المندحر إلى مزبلة التاريخ في حال قبلت المزبلة بذلك، فقد سار السودان على درب الحكومات المستغلة لجيشه في اغتصاب سلطة الشعب سنين عجاف لا تعي لا تنطق، والآن جاء دور استرداد الأمانة (قيادة الجيش) لصاحبها (الشعب)، فإنّ الجماهير قد سئمت مماحكة الإخوان المسلمين وتلاعبهم بمصير البلاد وأمنها، وبما أن قوات الدعم السريع قد أحكمت القبضة على أعناق الفلول العابثين بمصير البلاد، فحري بشرفاء القوات المسلحة أن ينفضوا الغبار عن الكاكي ويهبوا لاستلام القيادة، ومن ثم سوق هذه المؤسسة نحو تحقيق الأجندة الوطنية، وآن الأوان لطي صفحة سوداء من صفحات صحيفة الوطن الحبيب الذي تلاعب به المتلاعبون باسم الدين، وأفسد فيها الفاسدون تحت شعار الفضيلة التي انتهكوا شرفها في نهار شهر رمضان الفضيل.
إسماعيل عبدالله
11يوليو2023
ismeel1@hotmail.com
السلوك غير الدبلوماسي وغير الرشيد الذي أبداه وفد الجيش، هو امتداد طبيعي للتسويف والتماطل الذي كان يؤدى من قبل دبلوماسية النظام البائد للرئيس المخلوع عمر البشير، الذي في عهده مرت الدبلوماسية السودانية بأسوأ مراحلها، فشهدنا كيف تقلّد منصب وزارة الخارجية كبير المتطرفين الإرهابيين الذي كان قائداً لمليشيا الدفاع الشعبي الإخوانية الموازية للجيش المختطف القيادة، والذي يمثل أحد الرؤوس الداعمة للقيادة الحالية، ويعتبر أمير أمراء الحرب الموجهة ضد قوات الدعم السريع. ما حدث بعاصمة إثيوبيا اليوم من تصرف غير لائق لا يمكن أن يصدر إلّا من جماعة أدمنت تحقير الأعراف الدولية، فلم تلتزم بعهد إقليمي ولا ميثاق أممي، فلا يمكن لمن دبلوماسيته التطرف والإرهاب أن يذعن للمعايير الدولية، ولا يستطيع من تدرب تحت رعاية أسامة بن لادن أن يحترم الجهد الدولي، الساعي لمساعدة دولة فقيرة موبوءة بالصراعات المسلحة مثل السودان، ولا يجب أن يحلم المواطن السوداني بعمل طيب تقدمه القيادة الحالية المنقلبة على الجيش، لأنها هي نفسها القيادة التي خططت ثم فشلت في اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، في هذه العاصمة الإفريقية الجميلة المنعقدة بها قمة إيقاد اليوم، فكما يقول المثل السوداني: من ترك عادته انقطعت سعادته، فكيف إذاً لمن اعتاد على السباحة عكس تيار العرف الدبلوماسي العالمي أن يتوب ويعود لحظيرة المجتمع الدولي؟.
مهما كانت الأسباب المعلنة وغير المعلنة لوفد الجيش من مقاطعته لاجتماع إيقاد، إلّا أن الحقيقة الراسخة هي أن قوات الدعم السريع مازالت تمسك بعجلة القيادة، وما انفكت تدير العمليتين الدبلوماسية والعسكرية بكل مهنية واقتدار، وفي الجانب الآخر تتقهقر القوات المسلحة ميدانياً وتسقط حامياتها العاصمية والولائية حامية تلو الأخرى، فلقد تجرع وتذوق الشعب السوداني مرارة حنظل الحرب، ولن يضع يده مع من عرقل مسيرته السلمية التي بدأت مع اندلاع ديسمبر المجيدة، وسوف تكون القيادة العامة آخر مقبرة من مقابر الحزبيين المختطفين لرأس هرم الجيش، وقريباً يتسلم القيادة نفر كريم شريف من أبناء القوات المسلحة، وتذهب إدارة فلول النظام المندحر إلى مزبلة التاريخ في حال قبلت المزبلة بذلك، فقد سار السودان على درب الحكومات المستغلة لجيشه في اغتصاب سلطة الشعب سنين عجاف لا تعي لا تنطق، والآن جاء دور استرداد الأمانة (قيادة الجيش) لصاحبها (الشعب)، فإنّ الجماهير قد سئمت مماحكة الإخوان المسلمين وتلاعبهم بمصير البلاد وأمنها، وبما أن قوات الدعم السريع قد أحكمت القبضة على أعناق الفلول العابثين بمصير البلاد، فحري بشرفاء القوات المسلحة أن ينفضوا الغبار عن الكاكي ويهبوا لاستلام القيادة، ومن ثم سوق هذه المؤسسة نحو تحقيق الأجندة الوطنية، وآن الأوان لطي صفحة سوداء من صفحات صحيفة الوطن الحبيب الذي تلاعب به المتلاعبون باسم الدين، وأفسد فيها الفاسدون تحت شعار الفضيلة التي انتهكوا شرفها في نهار شهر رمضان الفضيل.
إسماعيل عبدالله
11يوليو2023
ismeel1@hotmail.com