الإيغاد من الحل إلي تعقيد المشكل
زين العابدين صالح عبد الرحمن
12 July, 2023
12 July, 2023
أن اجتماع منظمة الإيغاد و لجنتها الرباعية الذي عقد في أديس أبابا، و الذي كان مخصصا للقاء مباشر بين قائد القوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و قائد مليشيا الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ( حميدتي) و قد فشلت اللجنة الرباعية في تحقيق اللقاء العسكري بين البرهان و حميدتي، و حاول الاجتماع أن يقدم بديلا بكلمتين للرئيس الكيني و رئيس وزراء أثيوبيا، اللذان نسيا إنهما يقفان في منصة وساطة تسعى للحل، و هاجما السودان و طالبا تدخلا خارجيا بحظر لسلاح الطيران و وقف للمدفعية الثقيلة، فتحولا من الوساطة إلي المواجهة، و أشار البيان الختامي للاجتماع أنهم سوف يطلبون عقد قمة للقوة الاحتياطية لشرق أفريقيا ( ايساف) لحماية المدنيين في السودان و ضمان وصول المساعدات الإنسانية. الأمر الذي سوف يعقد المشكلة أكثر.
جاء رد السودان لمخرجات اجتماع رباعية الإيغاد في أديس أبابا مهددا بإعادة النظره في عضويته في منظمة الإيغاد. و قالت الخارجية السودانية " تؤكد حكومة السودان رفضها لنشر أي قوات اجنبية في السودان و ستعتبرها قوات معتدية" كما رفض البيان تصريحات الرئيس الكيني و رئيس الوزراء الأثيوبي، و اعتبرت الكلمتين لهما تعدان مساسا بسيادة الدولة السودانية و هو أمر مرفوض و أن عدم احترام أراء الدول الأعضاء سيجعل حكومة السودان تعيد النظر في جدوى عضويتها بالمنظمة.. و تتجه الانظار إلي المبادرة المصرية التي دعت لها مصر دول جوار السودان، و التي سوف تنعقد يوم 13 يوليو 2023م، و تناقش سبل وقف الحرب في السودان. و ربما تكون هي أفضل من اجتماع اديس ابابا الذي لم يستطيع أن يصل لرؤية تجذب الأطراف للحل.
أتذكر في شهر مارس الماضي زار حميدتي اسمرا و التقي مع الرئيس اسياس أفورقي لا اريد أن اتعرض بالتفصل عن الزيارة، فقط لحديث الرئيس أفورقي لحميدتي عندما أشار لعدد الدول التي ادخلت انوفها في الشأن السوداني. و سأل حميدتي هل تعتقد أن كل هؤلاء الدول التي يجوب سفرائها كل يوم شوارع الخرطوم للبحث عن النخب السياسية و الجلوس معهم يريدون فقط مساعدة السودان حتى يشكل هؤلاء السياسيون حكومة مدنية، أم أن سعيهم من أجل مصالح دولهم. الغريب في الأمر أن الرئيس أفورقي كرر ذات الحديث مع نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار عندما قال له " أن بلاده لن تكون طرفا في مبادرات لإنهاء الحرب الحالية في السودان و عدها ( بازارات سياسية) أن أغلبية الدول التي الحقت نفسها بالقضية السودانية تبحث عن مصالحها الخاصة. أن النخب السودانية عاجزة أن تخرج بمبادرة سودانية سودانية لكي تبعد كل هؤلاء، و تؤمن وحدة البلاد و مستقبلها.
هذه الحرب رغم شراستها و الانتهاكا الذي يحدث للمواطنين من قبل المليشيا و التعدي على منازلهم و ممتلكاتهم، لكنها تذكر بقول الإمام الشافعي " جزى الله الشدائد كل خير و إن كانت تغصصني بريقي - و ما شكري لها حمدا - و لكن عرفت بها عدوى من صديقي.
إذا ذهبنا إلي ساحة تجمع أخرى في تشاد، حيث تجمعت فيها قيادات حركات دارفور و الدعم السريع، هي أيضا ساحة في حاجة إلي قراءة عميقة، حيث اظهرت الفيديوهات تجمع هؤلاء القادة على حفل موسيقي يتمايلون فيه طربا و يبشرون على بعضهم البعض على انغام الموسيقى، كأن البلاد ليس بها حرب، و لا احترام لهؤلاء الذين فقدوا أرواحهم و مساكنهم، و الذين مورس عليهم التهجير القسري و تركوا مناطقهم و حواكيرهم. و هذا الرقص يؤكد لأخوانهم المتضررين الأمبالاة التي تعيشها قادة الحركات في دارفور. تؤكدها حكمة إبراهيم الفقي الذي يقول فيها " عندما ترتفع سيعرف أصدقاؤك من أنت – و عندما تسقط ستعرف أنت من أصدقاؤك" نخب لا تبحث إلا عن مصالحها الخاصة، و تتلون مثل الحرباء بهدف الوصول لمقاصدها، و لا تصدقوا الشعارات الثورية و الديمقراطية المرفوعة من قبل هؤلاء النخب السياسيون انهم يحاولون أن يغطوا بها رغباتهم و أهدافهم الخاصة. و لكن الأمانة تقتضي القول: أن الذي كان غائبا عن مسرح الرقص الدكتور جبريل إبراهيم قائد حركة العدل و المساواة ،و الذي أصدر بيانا أكد فيه أنه لم يلتق بأي من قادة الحركات فقط التقى الرئيس التشادي و صد راجعا السودان.
أن النخب السياسية في حالة من الحيرة في أمرها و عجزت للتعاطي مع الأزمة ابلصورة التي تجعل صوتها يعلو فوق صوت المعركة، هي تعتمد على الصراخ و توزيع الاتهامات كما تشاء، و تخطأ و لا تعترف بخطأها، عكفت على التبرير فقط، لذلك عطلت بنفسها قدراتها العقلية، لأنها لا تريد أن تبحث عن الأسباب الأساسية التي أدت لتعقيد المشكلة. فالذي لا يعرف أن يفكر صاح لا يستطيع أن يحدث تغييرا في مجتمعه. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
جاء رد السودان لمخرجات اجتماع رباعية الإيغاد في أديس أبابا مهددا بإعادة النظره في عضويته في منظمة الإيغاد. و قالت الخارجية السودانية " تؤكد حكومة السودان رفضها لنشر أي قوات اجنبية في السودان و ستعتبرها قوات معتدية" كما رفض البيان تصريحات الرئيس الكيني و رئيس الوزراء الأثيوبي، و اعتبرت الكلمتين لهما تعدان مساسا بسيادة الدولة السودانية و هو أمر مرفوض و أن عدم احترام أراء الدول الأعضاء سيجعل حكومة السودان تعيد النظر في جدوى عضويتها بالمنظمة.. و تتجه الانظار إلي المبادرة المصرية التي دعت لها مصر دول جوار السودان، و التي سوف تنعقد يوم 13 يوليو 2023م، و تناقش سبل وقف الحرب في السودان. و ربما تكون هي أفضل من اجتماع اديس ابابا الذي لم يستطيع أن يصل لرؤية تجذب الأطراف للحل.
أتذكر في شهر مارس الماضي زار حميدتي اسمرا و التقي مع الرئيس اسياس أفورقي لا اريد أن اتعرض بالتفصل عن الزيارة، فقط لحديث الرئيس أفورقي لحميدتي عندما أشار لعدد الدول التي ادخلت انوفها في الشأن السوداني. و سأل حميدتي هل تعتقد أن كل هؤلاء الدول التي يجوب سفرائها كل يوم شوارع الخرطوم للبحث عن النخب السياسية و الجلوس معهم يريدون فقط مساعدة السودان حتى يشكل هؤلاء السياسيون حكومة مدنية، أم أن سعيهم من أجل مصالح دولهم. الغريب في الأمر أن الرئيس أفورقي كرر ذات الحديث مع نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار عندما قال له " أن بلاده لن تكون طرفا في مبادرات لإنهاء الحرب الحالية في السودان و عدها ( بازارات سياسية) أن أغلبية الدول التي الحقت نفسها بالقضية السودانية تبحث عن مصالحها الخاصة. أن النخب السودانية عاجزة أن تخرج بمبادرة سودانية سودانية لكي تبعد كل هؤلاء، و تؤمن وحدة البلاد و مستقبلها.
هذه الحرب رغم شراستها و الانتهاكا الذي يحدث للمواطنين من قبل المليشيا و التعدي على منازلهم و ممتلكاتهم، لكنها تذكر بقول الإمام الشافعي " جزى الله الشدائد كل خير و إن كانت تغصصني بريقي - و ما شكري لها حمدا - و لكن عرفت بها عدوى من صديقي.
إذا ذهبنا إلي ساحة تجمع أخرى في تشاد، حيث تجمعت فيها قيادات حركات دارفور و الدعم السريع، هي أيضا ساحة في حاجة إلي قراءة عميقة، حيث اظهرت الفيديوهات تجمع هؤلاء القادة على حفل موسيقي يتمايلون فيه طربا و يبشرون على بعضهم البعض على انغام الموسيقى، كأن البلاد ليس بها حرب، و لا احترام لهؤلاء الذين فقدوا أرواحهم و مساكنهم، و الذين مورس عليهم التهجير القسري و تركوا مناطقهم و حواكيرهم. و هذا الرقص يؤكد لأخوانهم المتضررين الأمبالاة التي تعيشها قادة الحركات في دارفور. تؤكدها حكمة إبراهيم الفقي الذي يقول فيها " عندما ترتفع سيعرف أصدقاؤك من أنت – و عندما تسقط ستعرف أنت من أصدقاؤك" نخب لا تبحث إلا عن مصالحها الخاصة، و تتلون مثل الحرباء بهدف الوصول لمقاصدها، و لا تصدقوا الشعارات الثورية و الديمقراطية المرفوعة من قبل هؤلاء النخب السياسيون انهم يحاولون أن يغطوا بها رغباتهم و أهدافهم الخاصة. و لكن الأمانة تقتضي القول: أن الذي كان غائبا عن مسرح الرقص الدكتور جبريل إبراهيم قائد حركة العدل و المساواة ،و الذي أصدر بيانا أكد فيه أنه لم يلتق بأي من قادة الحركات فقط التقى الرئيس التشادي و صد راجعا السودان.
أن النخب السياسية في حالة من الحيرة في أمرها و عجزت للتعاطي مع الأزمة ابلصورة التي تجعل صوتها يعلو فوق صوت المعركة، هي تعتمد على الصراخ و توزيع الاتهامات كما تشاء، و تخطأ و لا تعترف بخطأها، عكفت على التبرير فقط، لذلك عطلت بنفسها قدراتها العقلية، لأنها لا تريد أن تبحث عن الأسباب الأساسية التي أدت لتعقيد المشكلة. فالذي لا يعرف أن يفكر صاح لا يستطيع أن يحدث تغييرا في مجتمعه. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com