أسباب انتصارات قوات الدعم السريع…!! بقلم: إسماعيل عبدالله

 


 

 

بادئ ذي بدء لابد لنا أن نقر بالحقيقة الراسخة، ألا وهي أن القوات المسلحة السودانية قد انحرف مسارها منذ اليوم الذي نفّذت فيه الجبهة الإسلامية (الإخوان المسلمين) انقلابها المشؤوم على الشرعية، في الثلاثين من يونيو من العام ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين، وقتما أطل على ساحة الجيش رجال لا تنطبق عليهم مواصفات الضباط العسكريين المنضبطين، مسوخ ذوي لحى داعشية يتلون قرآن الفجر تقيةً لا تقوىً، حينها بدأت عملية نحر المؤسسة العسكرية بإدخال كوادر الجبهة الإسلامية – الاخوان المسلمين حصراً، في المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية، فضاعت المعايير الأساسية لاختيار ضابط الجيش والشرطة والأمن، وولج الكليات العسكرية والشرطية والأمنية رجال لهتهم التجارة والبيع عن أداء واجباتهم المهنية، ورأينا انهيار مبنى كلية الشرطة للمقاول عبدالرحيم محمد حسين الوزير العسكري الاخواني المقرّب من رأس النظام، ورصدنا في مهجرنا عدد ضباط الأمن الذين زاولوا مهنة التجارة وهم على مقعد الوظيفة العامة الحسّاسة، ومن الاخطاء الاستراتيجية التي وقع في فخها منظرو الاخوان المسلمين – الجبهة الإسلامية، تأسيس مليشيات موازية للقوات المسلحة وقوات الشرطة الموحّدة وجنود وضباط جهاز الأمن، وشاهد المواطنون يومها المنظمات الكرتونية التي كانت تدير التجييش والعسكرة الموازية في الأحياء والمدن، وكانت تلك المنظمات تساند العمل الموازي غير الشرعي الذي اضعف الجيش والشرطة والأمن، ونذكر هذه المنظمات بالاسم: منظمة السلامة، الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة ومنظمة الشهيد ومنظمة شباب الوطن.
إنّ القائمين على ارتكاب جريمة اختطاف قيادة القوات المسلحة، هم الذين نحروا هذه القوات على قارعة الطريق قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وهم نفس الرجال الذين يتباكون اليوم ويلعنون قوات الدعم السريع ويصفونها بالمليشيا، وينسون أنفسهم بأنهم هم أول من ركن الجيش على الجنب، وهم أول من أسس أول مليشيا إرهابية أسموها قوات الدفاع الشعبي، وهم من قام بتهميش جهاز الأمن وذلك بصناعة مليشيا الأمن الشعبي، وهم من أهمل قوات الشرطة الموحدة بإيجاد مسخ اسمه الشرطة الشعبية، هؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها، بحملاتهم الإعلامية المضللة المستهدفة لقوات الدعم السريع التي قالت لا لدولة البغي والعدوان، وطالبت بإعادة هيكلة الأجهزة المشوّهة هذه، لأن الخلل البنيوي الذي أزال هيبة هذه الأجهزة هو تغول الجبهة الإسلامية – الاخوان المسلمين عليها، وتحوير دورها ليخدم الأجندة الإخوانية المحضة، وتبديل عقيدتها الحامية لحمى الوطن والمدافعة عنه إلى عقيدة إرهابية متطرفة تدعي صون الدين، الأمر الذي انعكس سلباً على روح المقاتلين، وأدى لانهزامهم في المعارك المتتالية التي هاجموا فيها قوات الدعم السريع، فقد وضح جلياً أن التزام الجندي السريع بأخلاق الدين، أكثر من التزام الجندي المغرر به من قبل قيادة الاخوان المسلمين المختطفة لقرار الجيش، فقد شاهد مواطنو مدن الخرطوم الثلاث عربدة الجنود التابعين للجيش والقادمين من جغرافيا مالك عقار، وكيف أنهم يعاقرون الخمر ويترنحون في الطرقات يسرقون وينهبون ويرهبون المواطن، ورأينا بأم أعيننا الخمور البلدية المعبأة في الصفائح البلاستيكية، التي دخلت بها متحركات الجيش من شمالي مدينة الخرطوم بحري.
من أسباب انتصار أفراد وجنود وضباط قوات الدعم السريع على فلول القوات المسلحة المختطفة القيادة، كريم وحسن معاملتهم للأسرى، فبينما تقوم القوات المسلحة بإبادة المئات من جنود قوات الدعم السريع العزل النائمين في عنابرهم بمنطقة كرري العسكرية، يقوم أبطال الدعم السريع بتضميد جراح الطيارين العسكريين التابعين للجيش المسقطة طائراته بقذائف الدعم السريع، وفي الوقت الذي يتحدث فيه جندي الدعم السريع مع ضابط الجيش الأسير بكلمة (سعادتك)، تجد الجنود الفلوليين يصفون أفراد القوات التي صادقتهم في المحن ورفعت عنهم البلايا بالمرتزقة الأجانب، فلو كانت المعاملة بالحسنى قد امتاز بها هذا (الأجنبي) وتنازل عنها (ابن البلد الأصيل) فيا مرحبا بالأجانب الذين يحفظون كرامة المواطن، ويحمونه من صواريخ قواته المسلحة المقذوفة على رؤوس أطفاله ونساءه. إنّ للنصر واجبات لابد أن يستصحبها الجنود المقاتلون في حربهم وسلمهم وفي حلهم وترحالهم، وهي أن لا يقتلوا أسيراً ولا امرأة ولا طفل ولا شيخ، كما فعل طيران الاخوان المسلمين العسكري، الذي أباد أسر وعائلات بأكملها في أحياء العاصمة الخرطوم، فللدماء البريئة التي أهدرتها الحمم البركانية من البراميل المتفجرة التي يسقطها الطيارون الحربيون، على منازل الفقراء من سكان العاصمة في أحياء مايو وأم بدة وشرق النيل، لن تكون سبباً في نصر تنشده هذه القوات المنتهكة لشرف الجندية.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com

//////////////////////////

 

آراء