الدرديري: إنكار عورة الانقاذ والتحريض على استمرار الحرب !!

 


 

 

نشهد الله على كثرة ما طالعنا من غثاء وإنكار و(لولوة) في بعض ما يتهاطل على الوسائط من مقالات ومن (خزعبلات) لم نطالع ما هو أكثر تضعضعاً وبُعداً عن الموضوعية مما كتبه "الدكتور الدرديري محمد احمد" بعنوان "عربان الشتات ومشروع إعادة توطينهم في السودان" بجزئيه الكئيبين..!!
ولم يكن الأمر يتطلب انتظاراً لقراءة الجزء الثاني حتى يكتشف القارئ عوار ما جاء في الجزء الأول من "موضوع" متهالك أراد أن يركّب عليه "محمولاً" لا يتسق مع ضعف وهلهلة مقاله الأول..فتهاوت (الريكة) جميعها على بعضها..وهذا من فضل الله ومن حتمية "غلبة الحق"حيث لا بد أن تجرى نواميس الخالق وعز وجل على الذين "يحرّفون الكَلِم عن مواضعه" ولا يبتغون في ما يقولون وجه الحقيقة..ومن يشتري الضلالة لا توافيه أرباح التجارة..(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدبن).. صدق الحق..!
الدكتور الدرديري رجلٌ "مكين في دولة الإنقاذ" التي بطشت بالناس وبجغرافية الوطن ..وكان ظلمها للسودانيين وللرعاة وأهل البادية السودانية أفظع من كل ما يريد الدرديري تصويره الآن عن مؤامرة كبرى يقول إنها تجري لإحلال رعاة دول الساحل الإفريقي مكانهم..وما فعلته الإنقاذ بهم وبالسودان لهو (والله المعبود بالحق) أفظع من فهل الطبيعة والجفاف والتصحر وجميع مؤامرات الأنظمة القهرية الدموية المستبدة في العالم وكل أشكال وفظائع الاستعمار الأجنبي..!
لقد كان هذا الرجل في قلب الإنقاذ مُبارِكاً لكل ما فعلته..لم ينسلخ منها ولم ينتقد فعائلها بل تقلد فيها المناصب العليا "أيام السكاكين الطويلة" والمذابح الدموية..وهو بهذا يكون من بين آخر من يحق لهم الحديث عن دارفور وما جرى بحق مزارعيها ورعاتها..! فلم تكن دارفور في عهد الإنقاذ والدرديري غير محارق البشر والوبر والمدر والقرى والجبارك..وغير الأهوال والمعسكرات والقتل والاغتصاب والتهجير والتشريد والإبادة واللجوء وخراب الديار والأمصار..!!
فجأة في منتصف فقرات رسالته هذه التي يقول انه يوجهها للأمريكان (أصدقاء الإنقاذ) يقحم الرجل الاتفاق الإطاري ويقول أن رفض السودانيين له هو الذي اغضب الغرب وأمريكا..! ورغم ما تعرّض له الاتفاق من نقدمن بعض أنصار الثورة..نتساءل عن فرية الدرديري عن رفض السودانيين له (...) حيث يريد الرجل أن يجعل من هذه الفرية من المواقف المستقلة التي لا يرضي عنها الأمريكان..!
أنظر إلى هذه "المغالطة السمجة" وإلى اختلال قواعد الموازنة والكذب الصريح...يريد الدرديري ان يحسب هذا الرفض المزعوم من الموقف الوطنية المستقلة التي لا يرضى عنه الغرب..تماماً كما كان يكذب جماعة الإنقاذ وتقول أن مواقفها المستقلة هي سبب عداء أمريكا لها..وسلطة الإنقاذيين كما هو معلوم لم تكن تترك فرصة لم (تبرك) فيها أمام أقدام أمريكا وتمضي في التعامل مع الامريكان عبر جهاز مخابراتهم الأشهر إلى درجة تسليم إخوانهم في التنظيم من هاربين وإرهابيين (صرة في خيت) لأمريكا..!
جرائم الإنقاذ لا يمكن نسيانها بمثل "هذا اللف والدوران" حول تاريخ القيروان والسيرة الهلالية وسلطنة المسبعات وكرة القدم الأمريكية والوندال والقبائل الجرمانية ..!! لماذا يذهب خيال الدرديري في عالم المؤامرات الخارجية كل هذا المذهب ولا يتحدث لنا عن صناعة الإنقاذ لمليشيات الجنجويد..؟!
هذا الإحالات والاستشهادات المضجرة الطويلة ما هي إلا من رجل من جماعة الانقاذ صمت دهراً وأراد الآن النفخ في نار الحرب بالتغطية على جرائم الإنقاذ (الجديدة والقديمة) في البادية السودانية وفي الخرطوم وفي كل أنحاء السودان..وهو يعمد إلى خلط الأوراق وطمس الحقائق الدامغة مع أنه يعلم أن ما جرى في بادية دارفور من فظائع ما هو إلا من صنع الانقاذ التي كان من بعض أذرعتها المليشيات التي جيّشوها بأسماء مختلفة انتهت إلى قوات الدعم السريع التي كان تسبح بحمدها جماعة الإنقاذ وقائد انقلابها البرهان حتى قبل دقائق من بداية هذه الحرب العبثية اللعينة..!
إذا أراد بعض أصحاب الأقلام ان يمضوا في الرد على الدرديري بمطولات تكشف فساد مقاليه..فنحن في غنى عن هذا..لوضوح تهافتهما...فليس من وراء ذلك إلا محاولة يائسة لتبرير استمرار الحرب اللعينة الحالية التي يموت فيها المواطنون وشد عضد انقلاب البرهان وتحويل الأنظار عن جرائم الفلول السابقة والحالية..! وليكن في علم هذا الرجل أن الشعب السوداني في معظمه يقول لا للحرب..لا للحرب لا للحرب (رغم أنف الفلول) فهي ليست حرب شرف ولا كرامة..إنها حرب لعينة ملعونة..ثم إن الشعب بفضل الله وبقوة عزيمته لا يخشى المؤامرات الخارجية أو ما قال عنه الدرديري محاولات توطين عربان ورعاة الساحل الإفريقي في السودان..فالدول هي التي تصنع إرادتها وتتصدى لما يحاك لها من مؤامرات..وليحدثنا أولاً الدرديري ما ذا فعلت الإنقاذ للدول التي احتلت أجزاء من أراضيها..دعك من اخترقوا حدودها مدنيين وعسكريين..ودعك من ترحيبها بالمليشيات ومجنديها من سودانيين وأجانب..بل تسليحهم إلى (حد الأسنان) كما يقول الخواجات..!!
لماذا يهرب الدرديري من السؤال المحوري: مَنْ الذي أتى بهؤلاء الغرباء كما يسميهم من وراء الحدود..؟! ومن أين لهم كل هذا السلاح والثروات..؟!
أرأيت كيف (زاغ) الدرديري في مقاله عن ثورة ديسمبر العظمى ثورة السلمية والاستشهاد وكاشفة خذى وعار الاخونجية والإنقاذيين..قال عنها "التغيير الأخير في 2019" وهرب لا يلوي على شيء..! هذا التغيير ممن يا رجل وضد مَنْ..وما هي أهدافه..؟!
حقيقة لم يتنفس الفلول ويخرجوا من جحورهم وفي أعناقهم جرائم القتل والنهب والكذب إلا بعد انقلاب البرهان وبعد اشعالهم لهذه الحرب اللعينة هم ومليشياتهم..!
ومن الغريب العجيب أن يتحدث الدرديري رجل الانقاذ بلا خجل عن "مهددات الوحدة الوطنية" وهو ابن الإنقاذ البار الذي يعرف ما صنعته سلطتهم بالوحدة الوطنية..!
هذا الرجل الذي يفارق الموضوعية يسخر من قول حمدوك أن السودان جزء من المجتمع الدولي..! طيب قل لنا أنت: السودان جزء من ماذا..؟
ثم يحدثنا الدرديري عن إعمار الخرطوم التي خرّبها الفلول الذين ينادون بإحراق البلد كلها إذا اقتضى الأمر حتى لا يعود أنصار الثورة السلمية للحكم المدني..؟!
نقول لهذا الرجل حتى نفسد على الفلول ابتسامة الخبث ونسحب منهم سلاح التزييف أن السودانيين في معظمهم وبمنطق ثورتهم وكمال وعيهم لا يرون فرقاً بين مليشيات الدعم السريع ومليشيات البرهان ومليشيات الإخوان..وهم ضد الحرب ومع السلمية وأهداف الثورة في العدالة والحرية والسلام وسيادة الوطن ومحاكمة القتلة واللصوص صونا لوصية الشهداء ..الله لا كسّب الإنقاذ..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء