المقال الثالث: بناء سلطة الشعب: تصورات اثناء الحرب: اعادة تأسيس الدولة وبناء سلطة الشعب (٣-٣)
د. عمرو محمد عباس محجوب
1 August, 2023
1 August, 2023
بذل جهد جبار في سنوات الثورة المستمرة للوصول لمشروع وطني سوداني (اسميه الرؤية الوطنية السودانية). بدأت بالبرنامج الاسعافي الذي كان هدفه نقل مسار الدولة من مفهوم "الاممية الاسلامي" وسيطرة الكيزان الى مفهوم "الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على السوق الاجتماعي". عضد المؤتمر الاقتصادي تلك المفاهيم ودعمها بوضع تفاصيل ماعرف بحشد الموارد المحلية. ملابسات تلك الفترة الحمدوكية ادت لاهمال البرنامج الاسعافي وتوصيات المؤتمر الاقتصادي واقرت مفهوم "الاممية النيوليبرالية" عبر برنامجها الثلاثي. كان هذا البرنامج الحمدوكي هو الطريق، الذي ادى لافقار الشعب واضعاف الثورة والمسغبة وضعف الانتاج وتعبيده طريق انقلاب ٢٥ اكتوبر الذي قاد للحرب.
مع تصاعد رفض الانقلاب في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ ، حتى قبل اعلانه الرسمي، بدأت الثورة في فرز فكرها السياسي بتكليف لجان المقاومة في وضع الميثاق السياسي للثورة. ورغم صعوبة هذه المهمة وتعقيداتها والتدخلات السافرة من الاحزاب السياسية والقوى الاقليمية والدولية في مسار هذه العملية ومحاولات شق صفوف اللجان والتنسيقات من اليمين والوسط واليسار، فقد استطاعت تنسيقيات اللجان الوصول لصياغات معقولة في ميثاق موحد.
مع بدء التقارب بين الاطراف المتعددة من التنسيقيات وادارة الحوارات وتعدد اللقاءات والتنازلات المتبادلة، تدخلت قوى "الكراسي" ومسانديها من الاقليم والعالم ويونيتامس طارحة اتفاقاً اطارياً مواصلة لتراجعاتها فيما بعد اسقاط المجرم عمر البشير والوثيقة الدستورية الخائبة مروراً باتفاق جوبا وتصعيد الجنجويدي حميدتي سياسياً وادارياً لما قبل الخطوة الاخيرة لايصاله للسلطة.
مع شعارات الثورة وعناوين برامجها التي تبلورت خلال السنوات، تم التوصل للعنوان الكبير للمرحلة الذي جاء في ميثاقها "اعادة تأسيس الدولة وبناء سلطة الشعب" والذي يجب ان يقرأ "بناء سلطة الشعب لاعادة تأسيس الدولة". هذا هو العنوان الذي تريد قوى الحرب تحطيمه ومسحه من ذاكرة الثورة. مع امتداد الحرب زمانياً ومكانياً، انشأت قوى الثورة في لجان مقاومتها "لجان الطواريء" لتعني بقضايا المواطنين من اسعافات صحية واجتماعية واقتصادية وقضايا الايواء والتعاضد والتكاتف. عليها ان تدافع عن حقوق المواطنين من دفع المرتبات وتوزيع الاغاثة ووو عن طريق المذكرات والاحتجاجات والوقفات عند سلطة الامر الواقع في المدن والقرى والحلال. هي في النهاية صوت المواطن وببروزها سوف تصبح سلطة المواطن. لكن لابد من التنبيه ان لجان الطواريء ليست بهرجة سياسية او ادعاء ولكن عمل تطوعي خطر جداً ويمكن ان يورد الشخص موارد الهلاك.
هؤلاء، سواء لجان الطواريء او لجان المقاومة وحلفائها من تنظيمات قاعدية او اي اشكال تنظيمية ملائمة، هم ممثلي المواطنين في الاحياء والحلال والقرى وهناك قبول اجتماعي بهم ويمثلون خيرة ابنائهم وهم يعلمون انهم قد يضحون بهم. هذه هي بدايات بناء سلطة الشعب على المستوى القاعدي حيث يوجد المواطنين ويعانون ويموتون. هناك اكثر من خمس الف لجنة مقاومة، بعضها لازال موجودين وبعضها هاجروا لاماكن اخرى وبعضها اندثرت، لكن رغم ذلك فان اللجان موجودة مع الشعب ووسطه في اغلب ارجاء الوطن. و مع انشاء لجان الطواريء والاشكال القاعدية والمناطقية الملائمة في كل مكان سوف تحقق مشروعها في بناء سلطتها.
اذا قامت هذه التكوينات القاعدية واصبحت ممثلة لسلطة الشعب، سوف تساهم في ايقاف الحرب وسوف تصبح هي التي تحاكم شعبياً وسياسيا و اجتماعياً لكل الكيزان والمرتزقة وسياسيي قوى الاطاري وارد الخارج وتكون جاهزة في رفع مناديبها للمحليات ومن ثم اختيار المجلس التشريعي الولائي خاصة في غياب الدولة. هذه السلطة هي المرشحة لانتزاع السلطة من الكيزان والجنجويد والاطاري وكل البرادايم القديم ومن ثم تكوين المجلس التشريعي الانتقالي.
هذا تخطيط هندسي للتبسيط لكنه صراع عنيف و شرس وتبذل فيه الدماء، كما ظلت طوال خمس سنوات من الثورة المستمرة. وسوف يتطلب اتفاقات خالية من التنطع والعنتريات و امور الشو التي كانت سائدة، والتواضع في تقدير الدور الشخصي واحترام الاختلافات وقبولها لمزيد من الحوار والاقتناع فيها، ثم التخطيط لبناء المؤسسية، ثم المؤسسية لتمتين التفكير الجماعي.
بالتوفيق في بناء سلطة الشعب
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842
مع تصاعد رفض الانقلاب في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ ، حتى قبل اعلانه الرسمي، بدأت الثورة في فرز فكرها السياسي بتكليف لجان المقاومة في وضع الميثاق السياسي للثورة. ورغم صعوبة هذه المهمة وتعقيداتها والتدخلات السافرة من الاحزاب السياسية والقوى الاقليمية والدولية في مسار هذه العملية ومحاولات شق صفوف اللجان والتنسيقات من اليمين والوسط واليسار، فقد استطاعت تنسيقيات اللجان الوصول لصياغات معقولة في ميثاق موحد.
مع بدء التقارب بين الاطراف المتعددة من التنسيقيات وادارة الحوارات وتعدد اللقاءات والتنازلات المتبادلة، تدخلت قوى "الكراسي" ومسانديها من الاقليم والعالم ويونيتامس طارحة اتفاقاً اطارياً مواصلة لتراجعاتها فيما بعد اسقاط المجرم عمر البشير والوثيقة الدستورية الخائبة مروراً باتفاق جوبا وتصعيد الجنجويدي حميدتي سياسياً وادارياً لما قبل الخطوة الاخيرة لايصاله للسلطة.
مع شعارات الثورة وعناوين برامجها التي تبلورت خلال السنوات، تم التوصل للعنوان الكبير للمرحلة الذي جاء في ميثاقها "اعادة تأسيس الدولة وبناء سلطة الشعب" والذي يجب ان يقرأ "بناء سلطة الشعب لاعادة تأسيس الدولة". هذا هو العنوان الذي تريد قوى الحرب تحطيمه ومسحه من ذاكرة الثورة. مع امتداد الحرب زمانياً ومكانياً، انشأت قوى الثورة في لجان مقاومتها "لجان الطواريء" لتعني بقضايا المواطنين من اسعافات صحية واجتماعية واقتصادية وقضايا الايواء والتعاضد والتكاتف. عليها ان تدافع عن حقوق المواطنين من دفع المرتبات وتوزيع الاغاثة ووو عن طريق المذكرات والاحتجاجات والوقفات عند سلطة الامر الواقع في المدن والقرى والحلال. هي في النهاية صوت المواطن وببروزها سوف تصبح سلطة المواطن. لكن لابد من التنبيه ان لجان الطواريء ليست بهرجة سياسية او ادعاء ولكن عمل تطوعي خطر جداً ويمكن ان يورد الشخص موارد الهلاك.
هؤلاء، سواء لجان الطواريء او لجان المقاومة وحلفائها من تنظيمات قاعدية او اي اشكال تنظيمية ملائمة، هم ممثلي المواطنين في الاحياء والحلال والقرى وهناك قبول اجتماعي بهم ويمثلون خيرة ابنائهم وهم يعلمون انهم قد يضحون بهم. هذه هي بدايات بناء سلطة الشعب على المستوى القاعدي حيث يوجد المواطنين ويعانون ويموتون. هناك اكثر من خمس الف لجنة مقاومة، بعضها لازال موجودين وبعضها هاجروا لاماكن اخرى وبعضها اندثرت، لكن رغم ذلك فان اللجان موجودة مع الشعب ووسطه في اغلب ارجاء الوطن. و مع انشاء لجان الطواريء والاشكال القاعدية والمناطقية الملائمة في كل مكان سوف تحقق مشروعها في بناء سلطتها.
اذا قامت هذه التكوينات القاعدية واصبحت ممثلة لسلطة الشعب، سوف تساهم في ايقاف الحرب وسوف تصبح هي التي تحاكم شعبياً وسياسيا و اجتماعياً لكل الكيزان والمرتزقة وسياسيي قوى الاطاري وارد الخارج وتكون جاهزة في رفع مناديبها للمحليات ومن ثم اختيار المجلس التشريعي الولائي خاصة في غياب الدولة. هذه السلطة هي المرشحة لانتزاع السلطة من الكيزان والجنجويد والاطاري وكل البرادايم القديم ومن ثم تكوين المجلس التشريعي الانتقالي.
هذا تخطيط هندسي للتبسيط لكنه صراع عنيف و شرس وتبذل فيه الدماء، كما ظلت طوال خمس سنوات من الثورة المستمرة. وسوف يتطلب اتفاقات خالية من التنطع والعنتريات و امور الشو التي كانت سائدة، والتواضع في تقدير الدور الشخصي واحترام الاختلافات وقبولها لمزيد من الحوار والاقتناع فيها، ثم التخطيط لبناء المؤسسية، ثم المؤسسية لتمتين التفكير الجماعي.
بالتوفيق في بناء سلطة الشعب
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842