الكتابة زمن الحرب (2)
عثمان يوسف خليل
11 August, 2023
11 August, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نعود للتطواف في سوح الكتابة وظروف الكتابة واوجاعها في زمن الحرب ونحاول ان نستكشف اغوارها بصفة عامة واحوالها وقت الحرب واهوالها وعلى وجه الخصوص..
نحاول ان نغوص في بحر المجال الابداعي بالذات لانها تتعلق بإعمال الفكر وشحذ الهمم وهنا يفكر العقل وينبض القلب والعقل والقلب توأمان متلازمان ومركزي الالهام العاطفي والتفكير
وقد طوفنا بكم في السابق على عدة امور تتعلق بالكتابة وبينت لكم الحالة النفسية التي اصابتنا في مقتل، نتيجته خمول كتابي لم نفق منه إلا بالشديد القوي..
كنت ومازلت شغوف في معرفة تلك الطريقة التي يكتب بها عباقرة الزمن الماضي, وفي بحثي حول هذا الموضوع عثرت على مقال يشرح فيه كاتبه عن الكيفية التي كان يكتب بها كل من الاستاذه العقاد، وطه حسين وتوفيق الحكيم وانيس منصور والشاعر احمد شوقي ثم الفيلسوف الوجودي عبد الرحمن بدوي وهذا الاخير قيل بانه كان يكتب بخط جميل وكانت حروفه كانها مطبوعة بآلة طباعة من روعتها وجمالها اما العقاد فكان يكتب بقلم الحبر الأحمر اما صاحب حمار الحكيم ويوميات نائب في الارياف توفيق الحكيم فقد كان يكتب بقلم الرصاص، أحمد شوقي امير الشعراء كان يكتب على اي شيءٍ يجده امامه واظن ان شيطان الالهام إذا داهم الشاعر فما عليه إلا اللجوء الي التسجيل والا فسوف يزعل ذلك الملهم وتتبخر الأبيات..اذكر ايام كنا طلاب بمدرسة سنار الثانوية حكى لنا احد الزملاء كيف ان الشاعر اسماعيل حسن كأن إذا ادركه شيطانه الشعري يبرك في الارض ويسجل مطلع القصيدة ثم يحضر كراسي لكي يحفظ بهما ماسجله على الارض حتى لا يمحي ثم يعود في الصباح الباكر لينقل تلك الابيات ويتم بقية القصيدة..
اما صاحبكم فما زال يمارس الكتابة على كيبورد ومستلق على سريري انها العادة ياسادتي والانسان أسير عاداته..واظن اني لست الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك فقد كنت ارى صديقي واستاذي عبد الماجد محمد عبد الماجد عند زياراتي لهم في منزلهم ببري الدرايسة يقرأ ويدون وهو متوهط في نص السرير وتلك كانت طقوسه للكتابة والقراءة التي يمارسها وماجد قارئ نهم وشاعر وفنان محترف له طابع خاص وتغلب على اعماله الفنية الرسم بقلم الرصاص ويميل الي البورتريه.. ماجد حكاء من الدرجة الاولى وان جالسته فسوف يحكي لك الكثير عن مدينة النهود وعن انسانها وتاريخها الاجتماعي وعن كلية الاداب بجامعة الخرطوم وعن لندن وسنوات المعارضة على عهد نميري ورفقة الشريف حسين الهندي وتلك محطة مهمة له فيها مخزون من الأسرار عشمنا ان يعود ابو سيف الدوله للكتابة لكي نتعلم منه..
ونختم ونقول اننا لسنا دعاة حرب ولا نحب حتى ان نسمع سيرتها ولكنها الاقدار ياسادتي
حكمت علينا بهذه الحرب الضروس وقدر الله لابد ان يحصل..وقد تكون هذه الحرب فرصةً لنا لكي نرى عيوبنا ودرسًا نستفيد منه للنهض كأمة متماسكة..هذا غيض من فيض وسنعود
بإذن الله ..
لكم مودتي التي تعرفون..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
////////////////////
نعود للتطواف في سوح الكتابة وظروف الكتابة واوجاعها في زمن الحرب ونحاول ان نستكشف اغوارها بصفة عامة واحوالها وقت الحرب واهوالها وعلى وجه الخصوص..
نحاول ان نغوص في بحر المجال الابداعي بالذات لانها تتعلق بإعمال الفكر وشحذ الهمم وهنا يفكر العقل وينبض القلب والعقل والقلب توأمان متلازمان ومركزي الالهام العاطفي والتفكير
وقد طوفنا بكم في السابق على عدة امور تتعلق بالكتابة وبينت لكم الحالة النفسية التي اصابتنا في مقتل، نتيجته خمول كتابي لم نفق منه إلا بالشديد القوي..
كنت ومازلت شغوف في معرفة تلك الطريقة التي يكتب بها عباقرة الزمن الماضي, وفي بحثي حول هذا الموضوع عثرت على مقال يشرح فيه كاتبه عن الكيفية التي كان يكتب بها كل من الاستاذه العقاد، وطه حسين وتوفيق الحكيم وانيس منصور والشاعر احمد شوقي ثم الفيلسوف الوجودي عبد الرحمن بدوي وهذا الاخير قيل بانه كان يكتب بخط جميل وكانت حروفه كانها مطبوعة بآلة طباعة من روعتها وجمالها اما العقاد فكان يكتب بقلم الحبر الأحمر اما صاحب حمار الحكيم ويوميات نائب في الارياف توفيق الحكيم فقد كان يكتب بقلم الرصاص، أحمد شوقي امير الشعراء كان يكتب على اي شيءٍ يجده امامه واظن ان شيطان الالهام إذا داهم الشاعر فما عليه إلا اللجوء الي التسجيل والا فسوف يزعل ذلك الملهم وتتبخر الأبيات..اذكر ايام كنا طلاب بمدرسة سنار الثانوية حكى لنا احد الزملاء كيف ان الشاعر اسماعيل حسن كأن إذا ادركه شيطانه الشعري يبرك في الارض ويسجل مطلع القصيدة ثم يحضر كراسي لكي يحفظ بهما ماسجله على الارض حتى لا يمحي ثم يعود في الصباح الباكر لينقل تلك الابيات ويتم بقية القصيدة..
اما صاحبكم فما زال يمارس الكتابة على كيبورد ومستلق على سريري انها العادة ياسادتي والانسان أسير عاداته..واظن اني لست الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك فقد كنت ارى صديقي واستاذي عبد الماجد محمد عبد الماجد عند زياراتي لهم في منزلهم ببري الدرايسة يقرأ ويدون وهو متوهط في نص السرير وتلك كانت طقوسه للكتابة والقراءة التي يمارسها وماجد قارئ نهم وشاعر وفنان محترف له طابع خاص وتغلب على اعماله الفنية الرسم بقلم الرصاص ويميل الي البورتريه.. ماجد حكاء من الدرجة الاولى وان جالسته فسوف يحكي لك الكثير عن مدينة النهود وعن انسانها وتاريخها الاجتماعي وعن كلية الاداب بجامعة الخرطوم وعن لندن وسنوات المعارضة على عهد نميري ورفقة الشريف حسين الهندي وتلك محطة مهمة له فيها مخزون من الأسرار عشمنا ان يعود ابو سيف الدوله للكتابة لكي نتعلم منه..
ونختم ونقول اننا لسنا دعاة حرب ولا نحب حتى ان نسمع سيرتها ولكنها الاقدار ياسادتي
حكمت علينا بهذه الحرب الضروس وقدر الله لابد ان يحصل..وقد تكون هذه الحرب فرصةً لنا لكي نرى عيوبنا ودرسًا نستفيد منه للنهض كأمة متماسكة..هذا غيض من فيض وسنعود
بإذن الله ..
لكم مودتي التي تعرفون..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
////////////////////