لكل أهل السودان
نور الدين مدني
10 September, 2023
10 September, 2023
كلام الناس
noradin@msn.com
*لم تكن مسألة الهوية تستحق أن توضع ضمن أجندة الحوار المنتظر لولا تنامي العصبية القبلية والجهوية بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، بعد أن تفاقمت في السنوات الإخيرة نتيجة محاولة بعض أدعياء الوصاية فرض هوية أحادية على أهل السودان قاطبة بالقوة.
*أصبح معروفاً للجميع أن هذا التوجه الأحادي هو الذي تسبب في دفع أبناء جنوب السودان نحو خيار الإنفصال، ولم يفلح ذلك في فرض الهوية الأحادية على أهل السودان الباقي، وتفاقمت النزاعات المسلحة التي تغذيها القبلية والجهوية التي باتت تهدد النسيج السوداني الباقي.
*صحيح هذه النعرات القبلية والجهوية كانت موجودة في السودان القديم ، خاصة في الجنوب، لكنها كانت قد بدأت تتراجع في السودان الشمالي قبل أن تطفح على سطح المجتمع بعض التصنيفات "الملغومة" مثل العرب والزرقة في دارفور، وظهرت من جديد بعض الخلافات المغذية قبلياً حتى في مناطق الوعي .
*كانت المدن السودانية "حاضنة قومية" لكل أهل السودان بمختلف أصولهم القبلية والجهوية، لكن للأسف بدأت عدوي هذه العصبية النتنة تتنامى حتى داخل بعض المدن على أساس الغلبة القبلية لسكانها ، رغم إنصهار كل أهل السودان في مكوناتها الإجتماعية والمهنية.
* بدأت هذه النعرات تنتشر حتى وسط بعض عناصر الصفوة المستنيرة، للدرجة التي بدأ فيها بعض المحللين يصورون الخلافات السياسية والمتغيرات والمستجدات التي تحدث في الساحة العامة وفق هذه التصنيفات العرقية التي للأسف تجد بعض السند الظاهرفي هذه الخلافات.
*نقول هذا ونحن ندفع بكل المبادرات لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل العادل واستردادالديمقراطية والانتقال للحكم المدني، ونقول للجميع : ليس من مصلحة أي مكون من مكونات الأمة السودانية فرض الغلبة على الاخرين بالقوة، حتى داخل الولاية الواحدة ، فقد عرف السودان منذ قديم الزمان بأنه متعدد الأعراق والثقافات، وكان أهله يفتخرون بسودانيتهم، دون أن يقلل ذلك من شأن أصولهم القبلية التي تثري عملياً التراث الثقافي والفني بنتاج هذا التنوع البديع.
*نعم كانوا يرفضون العصبية القبلية، وقد عبر عن هذا الشاعر السوداني الراحل المقيم ابراهيم العبادي عندما قال في مسرحية المك نمر :
جعلي ودنقلاوي وشايقي إيه فايداني
غير نبذت خلاف خلت أخوي عاداني
خلى نبانا يسري للبعيد والداني
يكفي النيل أبونا والجنس سوداني.
*ما أحوجنا لإحياء وتقوية هذا الإنتماء القومي ونحن نسعى لبناء المستقبل لكل أهل السودان.
noradin@msn.com
*لم تكن مسألة الهوية تستحق أن توضع ضمن أجندة الحوار المنتظر لولا تنامي العصبية القبلية والجهوية بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، بعد أن تفاقمت في السنوات الإخيرة نتيجة محاولة بعض أدعياء الوصاية فرض هوية أحادية على أهل السودان قاطبة بالقوة.
*أصبح معروفاً للجميع أن هذا التوجه الأحادي هو الذي تسبب في دفع أبناء جنوب السودان نحو خيار الإنفصال، ولم يفلح ذلك في فرض الهوية الأحادية على أهل السودان الباقي، وتفاقمت النزاعات المسلحة التي تغذيها القبلية والجهوية التي باتت تهدد النسيج السوداني الباقي.
*صحيح هذه النعرات القبلية والجهوية كانت موجودة في السودان القديم ، خاصة في الجنوب، لكنها كانت قد بدأت تتراجع في السودان الشمالي قبل أن تطفح على سطح المجتمع بعض التصنيفات "الملغومة" مثل العرب والزرقة في دارفور، وظهرت من جديد بعض الخلافات المغذية قبلياً حتى في مناطق الوعي .
*كانت المدن السودانية "حاضنة قومية" لكل أهل السودان بمختلف أصولهم القبلية والجهوية، لكن للأسف بدأت عدوي هذه العصبية النتنة تتنامى حتى داخل بعض المدن على أساس الغلبة القبلية لسكانها ، رغم إنصهار كل أهل السودان في مكوناتها الإجتماعية والمهنية.
* بدأت هذه النعرات تنتشر حتى وسط بعض عناصر الصفوة المستنيرة، للدرجة التي بدأ فيها بعض المحللين يصورون الخلافات السياسية والمتغيرات والمستجدات التي تحدث في الساحة العامة وفق هذه التصنيفات العرقية التي للأسف تجد بعض السند الظاهرفي هذه الخلافات.
*نقول هذا ونحن ندفع بكل المبادرات لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل العادل واستردادالديمقراطية والانتقال للحكم المدني، ونقول للجميع : ليس من مصلحة أي مكون من مكونات الأمة السودانية فرض الغلبة على الاخرين بالقوة، حتى داخل الولاية الواحدة ، فقد عرف السودان منذ قديم الزمان بأنه متعدد الأعراق والثقافات، وكان أهله يفتخرون بسودانيتهم، دون أن يقلل ذلك من شأن أصولهم القبلية التي تثري عملياً التراث الثقافي والفني بنتاج هذا التنوع البديع.
*نعم كانوا يرفضون العصبية القبلية، وقد عبر عن هذا الشاعر السوداني الراحل المقيم ابراهيم العبادي عندما قال في مسرحية المك نمر :
جعلي ودنقلاوي وشايقي إيه فايداني
غير نبذت خلاف خلت أخوي عاداني
خلى نبانا يسري للبعيد والداني
يكفي النيل أبونا والجنس سوداني.
*ما أحوجنا لإحياء وتقوية هذا الإنتماء القومي ونحن نسعى لبناء المستقبل لكل أهل السودان.