ملخص رسالة دكتوراه المؤرخ مكي شبيكة المعنونة: “السودان والثورة المهدية (1881 – 1885م)” .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

 


 

 

**************************

تقديم: قدم المؤرخ مكي شبيكة (1905 – 1980م) أطروحةً لنيل درجة الدكتوراه من جامعة لندن في يونيو من عام 1949م بعنوان "السودان والثورة المهدية (1881 – 1885م)"، قيل إنها أول رسالة دكتوراه في السودان في مجال العلوم الإنسانية.
وحوت الأطروحة (التي جاءت في 536 صفحة) مقدمةً وتسعة فصول وخاتمة، وثبتاً بالمراجع. وكانت عناوين الفصول هي، على التوالي: إعلان المهدية، وإدارة عبد القادر باشا، وحملة هكس، والجلاء عن السودان، ومهمة غوردون، وحملات شرق السودان، وسياسة غوردون، وإنقاذ غوردون، وحملة الإنقاذ.

أشكر الأستاذ محمد عمر الامين البشير لتكرمه بإرسال الأطروحة كاملةً لي.
المترجم
****** ****** *****
شَرَعَ محمد أحمد المهدي عام 1881م فِي القيام بثورة دينية بالسودان المصري. وكانت فكرة ظهور "مسيح / مُخلِّص Messiah" يُسمى المهدي معروفةً في أوساط المسلمين منذ عهد طويل.
وكانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في السودان، وفي مصر أيضاً، مواتيةً لنجاح تلك الثورة الدينية. وكان حكم مصر للسودان يتميز بالتَعَسَّف، وكانت الإمبراطورية المصرية واسعة مترامية الأطراف بصورة جعلت من إدارتها أمراً غير عملي أو ممكن. وأفضت السياسة المالية للخديوي إسماعيل لزيادة نفوذ القوى الأوروبية، ولتمرد للجيش المصري قاد إلى الاحتلال البريطاني.
وأحرز المهدي نجاحات باهرة على الحكومة المصرية في السودان قبل الاحتلال البريطاني، بسبب التعصب الديني عند أتباعه، وعدم كفاءة الجنود المصريين الذين أعاقتهم حقيقة أنهم كانوا مسلمين يقاتلون مُخلِّصاً (مهدياً) ينتظره الناس. وبمجرد انتهاء الاحتلال البريطاني لمصر، قامت الحكومة المصرية بتجهيز حملة عسكرية قِوامُها جنود من الجيش الذي كان قد سبق حله، إلا أن المهدي انتصر عليهم.
ولزم البريطانيون الحياد في مسألة السودان، ولكنهم قرروا بعد أن أَبَادَ المهدي أفراد تلك الحملة العسكرية عن بكرة أبيهم، أن تقوم مصر بإخلاء السودان.
وأُرْسِلَ الجنرال غوردون لتنفيذ سياسة إخلاء السودان، غير أنه وقع في المصيدة في الخرطوم، وظل محاصراً فيها لشهورٍ عدة. وأمرت حكومة غلاديستون (الذي ترأس الوزارة البريطانية بين عامي 1892 و1894م. المترجم)، بعد طول حيرة وتردد، بإرسال حملة لإنقاذه. غير أن الخرطوم سقطت، وقُتِلَ غوردون قبل أن تبلغه حملة الإنقاذ تلك.
وكانت الحكومة البريطانية قد قررت قبل ذلك القضاء على سلطة المهدية، على الرغم من مقتل غوردون، ولكنها أخلت أخيراً الأجزاء التي كانت قد احتلتها. وكان سبب ذلك الإخلاء يعود جزئياً لحقيقة أنه لم يكن لديهم أي مصالح خاصة في السودان، وجزئياً لكونهم كانوا يواجهون مصاعب عديدة مع الروس في أفغانستان.

alibadreldin@hotmail.com

 

آراء