(قتلناهم ولم نهزمهم) وردت في كتاب حرب النهر في حق أنصار المهدي وهم يواجهون مكسيم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس !!..

 


 

 

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
وفي الخرطوم بعد أن غزاها الجنجويد وخربوها مثل سوبا وزادوا بعد أن اشبعوها حرقا نهبا وسلبا في غياب تام للشرطة التي انشقت الأرض عنها وبلعتها ... ماذا يقول هؤلاء الاوباش لو كان معهم مراسل حربي مثل ونستون تشرشل وهو يري عاصمة البلاد وقد فر منها الشعب واختفت الحكومة وكل مظاهر السلطة مما يعني بأن الدولة قد غابت تماما عن المشهد ... سيقولون لو أصدروا كتاب لوصف هذا الغزو البربري عبر قلم مراسلهم الحربي :
( هزمناهم وقتلناهم ) !!..
واكبر المصائب التي حلت بنا ليس هذا القتل أو الدمار الذي حل بنا وانما أننا خضعنا لقتلة وسفاحين جهلة منهم من أبناء جلدتنا ومنهم الكثير الوارد الينا من دول الساحل والصحراء حتي أن اللغة العربية حل محلها لغة فرنسية ولهجات أخري لم تطرق آذاننا من قبل ... ورأينا ازياء غريبة وهذه العمامة الغليظة المنفرة التي تجلب النحس ... وعادات وتصرفات لاتمت الي المدنية بصلة ... تصرفات وحوش ضارية لم تري الطعام في القريب العاجل وكان أن انفتحت شهيتهم والتهموا كل شئ مثل البهائم واحتلوا المساكن وحولوها الي زرايب ونشروا الفوضي وخربوا البنية التحتية بلا رحمة أو هوادة !!..
ماذا بقي لنا من مقومات الدولة وعاصمتنا أصبحت كومة من رماد بعد أن غزاها الجراد القادم من الصحراء وللأسف معهم في هذا الجرم بعض من أبناء جلدتنا !!..
نحن الآن نفتقد الشعب والدولة والحكومة والعاصمة المثلثة ودارفور الحبيبة وكردفان الغرا ام خيرا جوة وبرة ... ماذا بقي لنا من شيء لنبكي عليه ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء