عواقب الفكر (البدرومي) على إعلام الفلول !!
د. مرتضى الغالي
30 November, 2023
30 November, 2023
السودان بلد جميل وعجيب..وفيه شيء من المفارقات الحارقة..! فبقدر نبوغ أبنائه..فيه أشخاص يسرفون في البلاهة من عينة الذين (يطبزون) عيونهم بأصابعهم..فإذا استمعت إلى واحد منهم لا تملك إلا أن تستعيد مقطع شاعرنا الكبير عالم عباس وتتساءل: (هل التي تعمّمت أرجلنا..؟ أم الرءوس انتعلت أحذية)..؟!
هكذا كان حال ما سمعناه من (مصيبة في هيئة قناة) تسمى بأحد ألوان الطيف..وهي (أخت بالرضاعة) لقناة (واعظ البسفور) عبد الحي يوسف..ويبدو أن القناتين تصدران من قبو واحد (ولا نقول من مشكاة واحدة) تعالت أنوار ربك ذي الجلال والإكرام الذي مَثل نوره تعالى ( كمشكاة فيها مصباح؛ المصباح في زجاجة؛ الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة؛ زيتونة لا شرقية ولا غربية؛ يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار؛ نور على نور..يهدي الله لنوره من يشاء)..!
أين ذلك من "شجرة المؤتمر غير الوطني" الجدباء..فهي شجرة (تخرج من أصل الجحيم..طلعها كأنه رءوس الشياطين)..!
شخص في هذه القناة استضاف الصحفية المصرية المعروفة "أسماء الحسيني" مدير تحرير الأهرام والخبيرة في الملفات الإفريقية والسودانية وأراد منها (شيء واحد في نفسه) وهو أن تروّج لدواعي الكيزان وتبرئهم وتلعن المليشبا التي صنعوها..! وظن الرجل أنها يمكن أن تستجيب لهذه (الشراك الساذجة والمهبورة) فظل يكرر أسئلته وهو يلقي بالهباب والسخام والرماد على جماعته بغير أن يدري..! فيقول لها إن المليشيا التي يحاربها جيش البرهان مسؤولة عن الإبادة في دارفور وهو لا يفطن أن هذه الإبادة (صناعة كيزانية) جرت في عهد المخلوع.. وان البرهان كان من فرسان حوبتها الذين يتباهون بها بجانب المخلوع (مقطوع الطاري)..!
ثم يناور محُاوِر القناة ليستخرج من الصحفية الحصيفة عبارات تناصر البرهان وعساكر انقلابه..ويعاتبها على تسمية جيش البرهان وقوات الدعم السريع بـ(طرفي الحرب) فترد عليه إن هذه التوصيف ليس من تأليفها وتسأله: من هما اللذان يتفاوضان الآن في جدة..؟ أليس هما جيش البرهان والدعم السريع..؟!..أليس كل العالم والوسطاء يتحدثون عن طرفي الحرب..؟!
ثم تسأله عن الكتائب التي تحمل السلاح باسم البراء؟ وعن الإخوان الذين يقاتلون الآن للعودة للحكم..؟ والرجل متشبث (تشبث جرقاس بالعظمة) حسب هدف من أرسلوه لإدارة هذا الحوار.. وهو يكرر من غير طائل: كيف تساوين بينهما..؟!..ولأن الكيزان فقدوا كل حجة في الدنيا ظل الرجل يدين جماعته وهو يقصد مناصرتهم فأمثلته كلها لا تدين إلا الكيزان (فصل الجنوب ..إبادة دارفور..الانقلاب..إشعال الحرب..قصف الجسور..إلخ)..!
وتلفت الصحفية نظره برفق وبصورة غير مباشرة لتجعله يتراجع عن إصدار الأحكام و(المناصرة الغوغائية) وضرورة الإقرار بأهمية اللجوء للتحقيقات المستقلة لتحديد المسؤولين عن إشعال الحرب..فيقول لها: إنها الحرية والتغيير (حجوة أم ضبيبينة المعهودة)...! فالحرية والتغيير مسؤولة أيضاً عن اتساع ثقب الأوزون...!
تقول له: وما مصلحتها والاتفاق الإطاري يمكّنها من تشكيل حكومتها المدنية..؟ فيعود ويمتدح انقلاب البرهان ..فتعود وتلجمه بما حدث بعده من نقض العهود..فيعود إلى حكاية جرائم دارفور فتذكره بانفصال الجنوب والخشية من تكرار المأساة بالدعوة إلي "دولة النهر ومثلث حمدي"..فيعود مرة أخرى - على نهج الشاعر الحلمننتيشي (قام تاني جاب سيرة البحر..!) ليتحدث عن انتصارات عسكر البرهان الوشيكة وتنظيف العاصمة من المليشيات..!
مشكلة الكيزان الكبرى أنهم (تربية تنويرات مغلقة)..! أنها تربية التلقين لا التفكير..! وهذا قد يفلح عندما يتحدثون إلى بعضهم ويتناجون بعبارات محفوظة مستهلكة لا تصلح للتسويق (لا خير في كثير من نجواهم)..وما أن يخرجوا إلى الآخرين حتى يبين عوارهم وتظهر عوراتهم..!!
وللأسف فإن هذا المُحاوِر الذي كان يحاول التذاكي على الصحفية المصرية.. كانت هي الأقرب منه في التعاطف مع ضحايا الحرب ومع الشعب السوداني..ولم يتحدث الرجل طوال الوقت عن الضحايا ومشردي الحرب مثل ما فعلت هي...ولعله كان يظن أنه يمكن أن يستدرجها لمناصرة حرب البرهان وشيعته من الكيزان بكيل المديح إلى مصر..متناسياً موقف القاهرة من إخوانه (كيزان مصر)..أو أنه كان يستسهل هذه المهمة باعتقاد أن كل البشر على شاكلة أردول والتوم هجو...الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
هكذا كان حال ما سمعناه من (مصيبة في هيئة قناة) تسمى بأحد ألوان الطيف..وهي (أخت بالرضاعة) لقناة (واعظ البسفور) عبد الحي يوسف..ويبدو أن القناتين تصدران من قبو واحد (ولا نقول من مشكاة واحدة) تعالت أنوار ربك ذي الجلال والإكرام الذي مَثل نوره تعالى ( كمشكاة فيها مصباح؛ المصباح في زجاجة؛ الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة؛ زيتونة لا شرقية ولا غربية؛ يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار؛ نور على نور..يهدي الله لنوره من يشاء)..!
أين ذلك من "شجرة المؤتمر غير الوطني" الجدباء..فهي شجرة (تخرج من أصل الجحيم..طلعها كأنه رءوس الشياطين)..!
شخص في هذه القناة استضاف الصحفية المصرية المعروفة "أسماء الحسيني" مدير تحرير الأهرام والخبيرة في الملفات الإفريقية والسودانية وأراد منها (شيء واحد في نفسه) وهو أن تروّج لدواعي الكيزان وتبرئهم وتلعن المليشبا التي صنعوها..! وظن الرجل أنها يمكن أن تستجيب لهذه (الشراك الساذجة والمهبورة) فظل يكرر أسئلته وهو يلقي بالهباب والسخام والرماد على جماعته بغير أن يدري..! فيقول لها إن المليشيا التي يحاربها جيش البرهان مسؤولة عن الإبادة في دارفور وهو لا يفطن أن هذه الإبادة (صناعة كيزانية) جرت في عهد المخلوع.. وان البرهان كان من فرسان حوبتها الذين يتباهون بها بجانب المخلوع (مقطوع الطاري)..!
ثم يناور محُاوِر القناة ليستخرج من الصحفية الحصيفة عبارات تناصر البرهان وعساكر انقلابه..ويعاتبها على تسمية جيش البرهان وقوات الدعم السريع بـ(طرفي الحرب) فترد عليه إن هذه التوصيف ليس من تأليفها وتسأله: من هما اللذان يتفاوضان الآن في جدة..؟ أليس هما جيش البرهان والدعم السريع..؟!..أليس كل العالم والوسطاء يتحدثون عن طرفي الحرب..؟!
ثم تسأله عن الكتائب التي تحمل السلاح باسم البراء؟ وعن الإخوان الذين يقاتلون الآن للعودة للحكم..؟ والرجل متشبث (تشبث جرقاس بالعظمة) حسب هدف من أرسلوه لإدارة هذا الحوار.. وهو يكرر من غير طائل: كيف تساوين بينهما..؟!..ولأن الكيزان فقدوا كل حجة في الدنيا ظل الرجل يدين جماعته وهو يقصد مناصرتهم فأمثلته كلها لا تدين إلا الكيزان (فصل الجنوب ..إبادة دارفور..الانقلاب..إشعال الحرب..قصف الجسور..إلخ)..!
وتلفت الصحفية نظره برفق وبصورة غير مباشرة لتجعله يتراجع عن إصدار الأحكام و(المناصرة الغوغائية) وضرورة الإقرار بأهمية اللجوء للتحقيقات المستقلة لتحديد المسؤولين عن إشعال الحرب..فيقول لها: إنها الحرية والتغيير (حجوة أم ضبيبينة المعهودة)...! فالحرية والتغيير مسؤولة أيضاً عن اتساع ثقب الأوزون...!
تقول له: وما مصلحتها والاتفاق الإطاري يمكّنها من تشكيل حكومتها المدنية..؟ فيعود ويمتدح انقلاب البرهان ..فتعود وتلجمه بما حدث بعده من نقض العهود..فيعود إلى حكاية جرائم دارفور فتذكره بانفصال الجنوب والخشية من تكرار المأساة بالدعوة إلي "دولة النهر ومثلث حمدي"..فيعود مرة أخرى - على نهج الشاعر الحلمننتيشي (قام تاني جاب سيرة البحر..!) ليتحدث عن انتصارات عسكر البرهان الوشيكة وتنظيف العاصمة من المليشيات..!
مشكلة الكيزان الكبرى أنهم (تربية تنويرات مغلقة)..! أنها تربية التلقين لا التفكير..! وهذا قد يفلح عندما يتحدثون إلى بعضهم ويتناجون بعبارات محفوظة مستهلكة لا تصلح للتسويق (لا خير في كثير من نجواهم)..وما أن يخرجوا إلى الآخرين حتى يبين عوارهم وتظهر عوراتهم..!!
وللأسف فإن هذا المُحاوِر الذي كان يحاول التذاكي على الصحفية المصرية.. كانت هي الأقرب منه في التعاطف مع ضحايا الحرب ومع الشعب السوداني..ولم يتحدث الرجل طوال الوقت عن الضحايا ومشردي الحرب مثل ما فعلت هي...ولعله كان يظن أنه يمكن أن يستدرجها لمناصرة حرب البرهان وشيعته من الكيزان بكيل المديح إلى مصر..متناسياً موقف القاهرة من إخوانه (كيزان مصر)..أو أنه كان يستسهل هذه المهمة باعتقاد أن كل البشر على شاكلة أردول والتوم هجو...الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com