اغتصاب زهرة (الى أهل الجزيره) .. شعر: د. أحمد جمعة صديق

 


 

 

Email: aahmedgumaa@yahoo.com

(زهرة) ...كانت لوزةً صغيره
ترعرت في حقلها الوديع
على ضفاف النيل في (الجزيره)
خرجت ذات صباح تستحم
وتستجم على ضفاف النيل
فاذا بها وقد وقعت اسيره
في حضن الجنجويد
فقطفوا الزهرة الصغيرة
واغتصبوا الضفيرة
(زهره) لم تبلغ الفطام
أخذوها الشرذمة اللئام،
وبلا جريره...
عصبوا عينيها
وكان يا ما كان...
ثم قتلوا الاميرة

(زهرة)...
على شاطى النيل كان المولدُ
وعلى النيل نفسه؛ قد كان الموعدُ
كانت جميلة...
صفراء فاقع لونها تسرالناظرين
وجهها يضئ بلا نار تمسه
والحسن في الخدين بائن
ولا تستطيع (زهرة) أن تدسه
ويطل النور من ذاك الجبين
وجه تلالأ بالحسن والصلاح
لعلها الصلاة في غسق الصباح
أو لعلها البردين

فزهرة كانت صفراء لونها يسرالناظرين
ممشوقة القد،
اسيلة الخدين
(مملؤة الساقين، اطفالا خلاسيين)
ومسكونة بالحب والحنين
ويشع النور من عينيها،
ودائماً ناصعة الجبين
فلعله الوضوء بماء النيل
او لعلها النوافل

فزهرة تستحم مرتين
في الصباح والمساء
ضوء الشمس كحلها
وطيبها الزاكي يعطر الارجاء
كانت (زهرة) طويلة صفراء
ولونها يسر الناظرين

مجلوة بالحسن والعفاف
وكانت تعشق النيل...
والليل...
والحقول...
والضفاف...
ضفاف الازرق المعطاء
ياتي بالرجاء
من الارض قادم؟
أم نابع من السماء؟
ياتي بالرجاء
من تانا...
الى مدني...
الى الخرطوم...
الى السودان...
الى اسوان...
يغدق بلا ملل
من غير من او زعل
فيسعد الورّاد
والعشاق على الضفاف
وينساب الى الشمال بلا كلل

على تلك الضفاف، ترعرت (زهرة)
وكان لونها فاقع يسرالناظرين
وكانت تعشق الضفاف
مزهوة بحسنها ومحروسة بالعفاف

لكن في صباح باكر
سطا عليه لصوص النيجر
في صلاة الفجر
داسوا عليها بالنعال
ثم كمموها وخلعوا الدثار
ثم وقعوا عليها...جمع من العربان
فسالت دماؤها من الساق والعروق
وتركوها تنزف على قارعة الطريق
غير مأسوف عليها وبلا رفيق
وداسوا على العفاف في الضفاف

تلك (زهرة) الغريرة
ترعرت في حضن (الجزيرة)
فقد كانت اميره
قتلوها بلا جريره
اذ وقعت اسيره
في حضن الجنجويد!!

كالقاري – البرتا – كندا
23/12/2023

 

آراء