حرب الحفاظ على الوطن لا تقبل المساومات
زين العابدين صالح عبد الرحمن
28 April, 2024
28 April, 2024
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن أي خطابات أو كتابات متطرفة في زمن السلم الذي تتحاور فيه الأراء و البرامج سوف تفتح طرقا للفظ الخشن، و من ثم إلي الحرب، و خاصة إذا كان المجتمع خارجا من نظاما شموليا و الأغلبية في المجتمع تراهن على الديمقراطية، و نخب لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال مصالحها الخاصة مركزة في السلطة.. و إشكالية القوى السياسية عجزت أن تقدم خطابا متوازنا يساعد على تعبيد الطريق الذي يوصل إلي الهدف، و القوى السياسية؛ إذا كانت شمولية في توجهاتها أو حتى رافعة شعارات الديمقراطية ليس لديها ثقافة النقد، لا تقبله من داخل دائرتها المحدودة من داخل المؤسسة الحزبية، أو كان من خارجها، أن قراءة النقد مسألة مهمة لدعاة الديمقراطية لكي يتبينوا إذا كان مسيرهم في الطريق الصحيح أم قد حدثت اخطاء يجب الوقوف عندها، فالنقد هو دعوة للمراجعة و التقييم و التقويم معا.. و هناك قوى سياسية الديمقراطية عندهم شعارات سياسية خالية المضمون الغرض منها التكتيك، هؤلاء ليس لديهم مبدئة و يحاولوا أن يكيفوا خطاباتهم بما تقتضي الضرورة..
فهل أصحاب خطاب العنف اللفظي كانوا يعتقدون أن خطاباتهم سوف تؤدي إلي تخويف الأخر و لا يجروء على ردة الفعل، غض النظر عن من يكون الأخر، هذا نوع من السذاجة السياسية، منذ إبريل 2019م كتبنا أن طريق الديمقراطية يحتاج لصدور مفتوحة و متسعة لقبول خطاب الأخر مهما كانت درجة الإختلاف، و عقول متقدة تساعد على الحوار.. لكن أن يكون خطاب البعض محمل بالبغض و الكره و الخشونة الفظية التي ساعدة على الحرب، ثم يقف اصحاب خطابات الكره في منبر أخر؛ و يتسألوا لماذا يقال للناس أوقفوا الحرب و لا يديرون لك بالا ؟.. فالذي دعا لها بطريق مباشر أو غير مباشر عليه أن يتحمل شرورها. و ليس الذي بدأ الحرب وحده قادر على إقافها، و خاصة أن الحرب لم تكن بين قوتين سياسيتين أو عسكرتين لوحدهما، أنما الحرب طالت أغلبية الشعب السوداني في الخرطوم و الجزيرة و كل ولايات دارفور و كردفان، و الحرب خلقت واقعا جديدا لن يعيد العجلة إلي الخلف..
إذا كانت النخب السياسية و بعض الكتاب يعتقدون أن الحرب سوف تحسمها تسوية سياسية عبر تفاوض يجري بين " الجيش و الميليشيا" يصبحوا خاطئين، قبل الحرب كان الصراع دائرة داخل القوى الموقعة على "الإتفاق الإطاري" و كتبنا من أجل قبول توسيع قاعدة المشاركة، و لكن أصرت أغلبية القيادات السياسية في الإطاري على رفض قاعدة المشاركة و قالوا " نرفض عملية الإغراق السياسي" و راهنوا على أن ميزان القوى مال لهم، و أغلبية الشعب كانوا يراقبون مجريات الأحداث دون أن يحددوا موقفهم، فالسياسي الحصيف دائما يتوقع أن ميزان القوى تحكمه المصالح، و يمكن أن يتغير في أي وقت، و اندلعت الحرب و أيضا الشعب يراقب و لكن بعد ما دخلت الميليشيا منازل الناس و استباحتها وقف أغلبية الشعب مع الجيش، لذلك لن تخسر قيادات الجيش وقوف الشعب معها، و سيظل الجيش يقاتل دون أن يستجيب لدعوات وقف الحرب. فالذي يريد أن يوقف الحرب عليه أن يغير قناعات الشعب، فهو الوحيد الذي يستطيع إقناع الجيش.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
أن أي خطابات أو كتابات متطرفة في زمن السلم الذي تتحاور فيه الأراء و البرامج سوف تفتح طرقا للفظ الخشن، و من ثم إلي الحرب، و خاصة إذا كان المجتمع خارجا من نظاما شموليا و الأغلبية في المجتمع تراهن على الديمقراطية، و نخب لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال مصالحها الخاصة مركزة في السلطة.. و إشكالية القوى السياسية عجزت أن تقدم خطابا متوازنا يساعد على تعبيد الطريق الذي يوصل إلي الهدف، و القوى السياسية؛ إذا كانت شمولية في توجهاتها أو حتى رافعة شعارات الديمقراطية ليس لديها ثقافة النقد، لا تقبله من داخل دائرتها المحدودة من داخل المؤسسة الحزبية، أو كان من خارجها، أن قراءة النقد مسألة مهمة لدعاة الديمقراطية لكي يتبينوا إذا كان مسيرهم في الطريق الصحيح أم قد حدثت اخطاء يجب الوقوف عندها، فالنقد هو دعوة للمراجعة و التقييم و التقويم معا.. و هناك قوى سياسية الديمقراطية عندهم شعارات سياسية خالية المضمون الغرض منها التكتيك، هؤلاء ليس لديهم مبدئة و يحاولوا أن يكيفوا خطاباتهم بما تقتضي الضرورة..
فهل أصحاب خطاب العنف اللفظي كانوا يعتقدون أن خطاباتهم سوف تؤدي إلي تخويف الأخر و لا يجروء على ردة الفعل، غض النظر عن من يكون الأخر، هذا نوع من السذاجة السياسية، منذ إبريل 2019م كتبنا أن طريق الديمقراطية يحتاج لصدور مفتوحة و متسعة لقبول خطاب الأخر مهما كانت درجة الإختلاف، و عقول متقدة تساعد على الحوار.. لكن أن يكون خطاب البعض محمل بالبغض و الكره و الخشونة الفظية التي ساعدة على الحرب، ثم يقف اصحاب خطابات الكره في منبر أخر؛ و يتسألوا لماذا يقال للناس أوقفوا الحرب و لا يديرون لك بالا ؟.. فالذي دعا لها بطريق مباشر أو غير مباشر عليه أن يتحمل شرورها. و ليس الذي بدأ الحرب وحده قادر على إقافها، و خاصة أن الحرب لم تكن بين قوتين سياسيتين أو عسكرتين لوحدهما، أنما الحرب طالت أغلبية الشعب السوداني في الخرطوم و الجزيرة و كل ولايات دارفور و كردفان، و الحرب خلقت واقعا جديدا لن يعيد العجلة إلي الخلف..
إذا كانت النخب السياسية و بعض الكتاب يعتقدون أن الحرب سوف تحسمها تسوية سياسية عبر تفاوض يجري بين " الجيش و الميليشيا" يصبحوا خاطئين، قبل الحرب كان الصراع دائرة داخل القوى الموقعة على "الإتفاق الإطاري" و كتبنا من أجل قبول توسيع قاعدة المشاركة، و لكن أصرت أغلبية القيادات السياسية في الإطاري على رفض قاعدة المشاركة و قالوا " نرفض عملية الإغراق السياسي" و راهنوا على أن ميزان القوى مال لهم، و أغلبية الشعب كانوا يراقبون مجريات الأحداث دون أن يحددوا موقفهم، فالسياسي الحصيف دائما يتوقع أن ميزان القوى تحكمه المصالح، و يمكن أن يتغير في أي وقت، و اندلعت الحرب و أيضا الشعب يراقب و لكن بعد ما دخلت الميليشيا منازل الناس و استباحتها وقف أغلبية الشعب مع الجيش، لذلك لن تخسر قيادات الجيش وقوف الشعب معها، و سيظل الجيش يقاتل دون أن يستجيب لدعوات وقف الحرب. فالذي يريد أن يوقف الحرب عليه أن يغير قناعات الشعب، فهو الوحيد الذي يستطيع إقناع الجيش.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com