دعوة مصر .. وورطة الإنقلاب

 


 

 

عصب الشارع - صفاء الفحل

قبل كل شيء يجب التذكير (رغم أنه أمر يعلمه الجميع) بأن مصر كان لها دور واضح في تأييد الانقلاب البرهاني على حكومة الثورة المدنية كما كان لها ايضا دور في إنطلاق شرارة هذه الحرب المدمرة كما أنها مازالت تحتضن العديد من رموز العهد البائد ومازال إعلامهم الداعي لإستمرار الحرب ينطلق من أراضيها فإذا أخذنا بحسن النوايا وصدقنا بانها تقف في الحياد فإن علينا التعامل مع ذلك بحذر وأن تتم دراسة الدعوة التي قدمتها للقوى المدنية الديمقراطية (تقدم) لإجتماع موسع للقوى المدنية بالقاهرة نهاية الشهر القادم بكل هدوء وتروي ..
والواضح أن مصر ظلت تفكر وتسعى لإخراج اللجنة الامنية من (الورطة) التي تعيشها على أن ياتي ذلك تزامناً مع الحل الكلي للازمة السودانية فهي تعمل على زج مجموعة الموز الحاضنة السياسية لذلك الإنقلاب في كافة الحلول التي تقترحها رغم علمها أن الشعب السوداني قد رمى بذلك العهد وما تبقى من زبانيته في سلة مهملات التاريخ، ومحاولاتها بصورة متكررة إعادتهم للسطح رغم علمها أن ذلك سيفتح عليه ابواب الكراهية النفسية من الشعب السوداني.
ونحن نحترم الشعب المصري ونعتبره أقرب الشعوب العربية الينا بحكم الجوار والتاريخ المشترك والعديد من الاشياء التي تربط الشعبين الشقيقين كذلك نحترم خياراته في قيادته السياسية ولكن على الحكومة المصرية التي تعلم تماما (إتجاه) خيارات الشعب السوداني وإصراره على حكم مدني ديمقراطي أن تحترم تلك الخيارات وأن تعمل إن هي فعلاً تريد الخير له على دعم تلك الخيارات كما يفعل العالم كله اليوم باستثناء روسيا وايران طبعا.
وحديث الإعلام المصري عن سعي مصر إلى إقناع الجهات التي تدعوا للحرب لإيقاف تلك الدعوات (المخزية) أمر طيب ومقبول والشعب يرحب بكافة الجهود الرامية لايقاف الحرب ولكن يجب ان يتبع ذلك عمل بايقاف كافة المنصات والصحف والتي تدعوا لإستمرار الحرب والتي تنطلق من أراضيها، والتوقف عن دعم المجموعات التي ترفع شعار إستمرار الحرب وأن لاتضع تلك المجموعات في كفة واحدة مع المجموعات التي تدعوا لإيقافها وأخيراً أن تسبق دعوتها لما لها من تأثير واضح على اللجنة الأمنية دعوة الجيش للذهاب لمنبر جده المرتقب فدون الذهاب لمنبر جده لن تكون دعوتها للقوى السودانية للحوار معنى، وحتي لاينظر العالم لتلك الدعوة وكأنها محاولة لتعطيل ذلك المنبر الذي أجمع عليه كل العالم وكسب الوقت (للجنة الامنية) لعلها تحرز بعض التقدم في ارض المعارك وبالتالي المساواة بذلك خلال جولات المحادثات التي تعلم بان لانهاية للحرب الا بها .. مصر وحدها تعلم النوايا ولكن كل ذلك لن يكون له تأثير على الجبهة الوطنية الديمقراطية فالطريق امامها واضح، والوحيد الخاسر في ذلك سيكون الثقة المستقبلية في نواياها.
فالثورة لن تتوقف وستظل مستمرة..
والدعوة للقصاص لن تتوقف
والرحمة والخلود لشهدائنا
الجريدة

 

 

آراء