هل فات علي البرهان أن يضع محتوى هذا البيت موضع التنفيذ : جزي الله الشدائد كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي !!..

 


 

 

في مقابلة مقتضبة هي أقرب للسندوتش أجرت قناة الجزيرة مقابلة مع البرهان عن الوضع الراهن في السودان في ظل هذه الحرب التي توصف احيانا بالمنسية واحيانا بالمبهمة غير المفهومة واحيانا باللغز المحير الذي جنن الكبير والصغير والعالم يقف مشدوها فاغرا فاه يهرش الشعيرات اليتيمة التي تبقت في رأسه ولا يدري ولا يستطيع أن يدلي بمجرد راي عن المأساة النائمة عند ملتقي النيلين والتي تمددت بذراعيها شرقا و غربا وبرجليها اللتين صار لحاف دارفور وكردفان اقصر منهما فبرزت الاقدام في السودان الفرنسي القديم وكأنها تحن الي ايام الحدود الممتدة وحركة الرعاة التي لاتكاد تهدأ .
الأسئلة توالت علي البرهان من المذيع الذي لم يظفر باي إجابة عن كل الأسئلة التي طرحها علي قائد الجيش واكتفي الضيف بالقراءة من مخزون ذاكرته الحافظة لسردية محددة تقال في كل المناسبات ولمختلف الاستفسارات وان لم يكن المذيع قد تحلي بالصبر والسلوان ومارس أقصي درجات الضبط لكان قد خرج من الاستديو الي الشارع وهو يصيح :
( مش الإعلام دا هدا طرفي منو احسن نشوف شغل غيرو لأن العمل فيه أصبح مكرر لدرجة الملل ) !!..
نجي لمربط الفرس والسؤال المحوري في الحلقة التي كما ذكرنا آنفا أن رئيس مجلس السيادة تكلم ولكنه لم يجاوب علي اي سؤال طرح عليه واكتفي بسرد مايحفظ من معلومات ترضي طموحه الشخصي وطموح الجماعة إياهم الذين يحركونه من وراء الكواليس رغم أنه يحاول جاهدا أن يقنع من تبقي من الشعب في بلادنا التي تفتت وتنتظر الريح لتحمل ذرات ترابها خارج الحدود لتلحق باللاجئين علهم يستنشقون عبير ترابهم الذي حن لهم ولحق لهم ليجدوا فيه بعض السلوي مما بكابدون من ضنك فيما وراء الحدود علي الرمال المحرقة حيث لا ماء ولا شجر ووسط الاحراش بين الضواري التي تكون احيانا ارحم من بني الإنسان .
السؤال المحوري الذي وجه لسيادته كان واضحا مثل شمس الظهيرة في يونيو عندما تكون الشمس عمودية علي نصف الكرة الشمالي وكان يقرأ كالاتي :
( من هم اصدقاء وأعداء السودان في حرب البسوس هذه التي مسرحها بلادكم التي كانت مليون ميل مربع ولكنها نقصت بعد أن رعي الجنوب بقيده واكل أهل الشمال أصابعهم من الندم ؟!
تاني سعادة الفريق دور الاسطوانة وحكي عن أن الجيش هو درع الوطن ولن يفرط في ترابه وان الشعب هو أمانة في عنق الجيش ومهما حاول المذيع أن يلفته للسؤال المطروح والمطلوب تحديد أسماء الدول الصديقة والمعادية لأرض السمر أرض الخير والبركة ولكن هيهات لم يفصح سعادتو عن أي اسم مع أن مندوبه في الأمم المتحدة السفير ادريس وجه الاتهام بكل صراحة ووضوح بالصراخ والزعيق ورفع سبابة التهديد موجهة عديل الي عيون المندوب الاماراتي وكأنه يريد أن ( يخزق ) عينيه !!..
حقو بعد دا الشعب من حقه أن يسأل لماذا لايريد البرهان أن يذكر الامارات بالاسم مع أن مندوبه فعل ذلك من غير لف أو دوران وبلغة حاد فيها الكثير من الوعيد والتهديد وحتي نحن الغبش السواد الأعظم من الشعب نعرف أن الإمارات الصهيونية أصبحت في سبيل الاستحواز علي ذهب السودان دخلت بثقلها في مساندة الجماعة الذين يهربون لها المعدن النفيس فيعيدون تصديره لبقية أنحاء العالم بعد أن تتم تنقيته وصارت لذهبنا المنكوب مصافي في أبوظبي وكل هذا العبث بمقدراتنا التي يقوم به اولاد زايد ما كان يتم لولا أن الإنقاذ وعلي رأسها المخلوع صنعا لنا بلية وحية رقطاء اسمها الدعم السريع ملكوها جبل عامر وحراسة الحدود والمطارات والقصر السيادي والوزارات وبعض الحاميات ومنها سلاح المظلات وصار لها معسكرات تحت اسم حطاب ومعسكرات في عواصم الولايات وجيش موازي للجيش وتخريج للجنود ولصف الضباط والضباط وشركات ودولارات ويوروهات واسترلينيات ومكاتب مابين لندن وباريس وواشنطن وصار المعلم في الكنترول لامتحان الشهادة السودانية يتسلم مظروفه المحشو بالمال من حميدتي حامي حمي المعلمين والعمال ونادي البعض بتصيبه أميرا على البلاد!!..
لم يقل البرهان شيئا عن من هم الأعداء وكمان لم يفصح عن الاصدقاء وكلنا نحن الطبقة العاملة ملح الارض وكسبرة الجبال وشطة بحر ابيض وشمار الصحراء الكبري نعرف أن روسيا وإيران مصدران مهمان لتزويد الجيش بالسلاح ونعرف أيضا أن إيران تزود الجيش بالمسيرات مدفوعة الثمن عشان كدة يالها من فاتورة متلتلة تنتظر خزينة جبريل الخاوية علي عروشها. طبعا منذ ايام المخلوع سمعنا باذاننا أنه طلب من بوتين أن يحميه من امريكا وتعجبنا أن يطلب قائد كيزاني الحماية من رأس الكفر بوتين وكان المخلوع اول من ينتر ويتوسط الحلقة ويرفع العصا عالية خفاقة مثل العلم ويرقص علي انغام :
امريكا روسيا قد دنا عذابها .
سيدي الرئيس باختصار وكما قلنا إن الذي يجري في بلادنا هو الحرب العالمية الثالثة والمشكلة أن الحاكم إذا دخل في لعبة المحاور يكون الشعب الصابر المحتسب شعاره ( يحلنا الحل بلة ) .
حسي إيران دخلت الحوش ومعاها الروس والاوكران كمان ظهروا بمجرد ما شافوا الروس والجن ركبهم ودخل تنظيم الدولة والصين كالعادة تقضي حوائجها عندنا بالكتمان والمعروف عنهم أنهم ( دقيلين وخشمهم تقيل ) . وكمان تعالوا شوفوا دول الجوار الافريقي وأهلنا العرب وكل واحد منهم تقول عنده غبينة ضد السودانيين الطيبين غايتو ماعارفين نحن عملنا شنو في هذه الدنيا العريضة !!.
عموما مقابلة البرهان مع الجزيرة كانت أسئلة بدون اجابات وهكذا تظل علامة الاستفهام معلقة في الهواء تنتظر إعصار هاييتي ليحركها الي مرافئ المياه الدافئة وخلجان البهجة وبحيرات المسرة وبحبوحة العيش الكريم عندما تضع هذه الحرب العالمية الثالثة أوزارها وتأوي الطيور الي أعشاشها ونهتف جميعا اخي أن ضج بعد الحرب جنرال بأفعاله وعظم هذه الأعمال وافتخر بها الي حد الثمالة علينا نحن الغلابة أن نمسك بالطورية والكوريك لندفن أجساد موتانا إذ لا فائدة نجنيها من الذين دمرونا فهم حتما سيواصلون نفس الموال وتتم التسوية علي أجسادنا ويصير احدما ال ( Boss ) والتاني مساعده ومن حقنا أن نهتف باعلي صوتنا طيب نحن من تحملنا كل هذا الدمار وتجو انتو في الاخر يامن ضيعتو الأرض والعرض وتلقوها باردة ... نحن نستاهل العملناهو كان بيدنا ونحن من ضيعنا أنفسنا ... سلام !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء