حكاوي الغرام (6)
عادل سيد احمد
10 July, 2024
10 July, 2024
في مرة من المرات، اعتذرت لي مديحة بشدة عن تأخرها في الرد على رسالتي، وقالت:
- معليش ما شفت الرسالة لأني كنت مشغولة في المطبخ لإعداد طعام العشاء للأولاد.
- هوني عليك... عذرك مقبول! ماذا أعددت لهم للعشاء؟
- شعيرية باللبن.
فضحكت وقلت لها:
- هذا طعام للقطط...
فاضحكها التعليق وسألتني:
- ما هو طعامك المفضل؟
- كثيرة هي الاطعمة المحببة عندي فمثلا انا أحب الفول بالشمار وزيت السمسم، وأحب الطعمية بالسمسم؛ وأحب اللحم المشوي على الجمر وأحب محشي الطماطم والفلفل وأحب أيضا شوربة الخضار بزبدة الفول السوداني.
فقالت لي وهي تعدني وعدا قاطعا:
- ستجدها كلها في مائدة من صنع يدي في القريب العاجل بإذن الله.
واكتفت بذلك ولم تسألني عن المشروبات لعلمها مسبقا بحبي لعصير الليمون والقهوة والمشروبات الكحولية...
وفعلا، وبعد اقل من شهرين على تلك المحادثة، تحقق ما قد قالت، ولا ادري ما إذا كان كلامها نبوءة ام كان مبنيا على حيثيات خطة كانت تعدها للقدوم إلى السودان، وقد كانت مفاجأة سعيدة لي حين استقبلت مكالمتها من رقمها السوداني بحيث لم أفهم، في البداية، لماذا تتصل بالمباشر من ألمانيا والتطبيقات الأخرى متاحة؟ ولكن زالت حيرتي وتملكني السرور بعد سماعي كلامها، قالت:
- السلام عليكم ورحمة الله، هل تصدق لو قلت لك أنني متصلة بك الان وانا في الخرطوم. في المعمورة مع كوثر..
- اصلو ما بصدق... عملتيها كيف وما كلمتيني من بدري ليه؟
- قررت أن افاجئك... رأيك ايه؟ أليست مفاجأة سعيدة؟
- نعم... نعم! ألف مرحب بيك وحمد لله على السلامة... معاك الأولاد؟
- لا. لوحدي ... أتيت لوحدي وتركتهم هناك بسبب المدارس.
وقالت لي انها تتوقع أن أزورها في الصباح (لأنها ستكون لوحدها والبيت سيكون فاضي) ... وفي الصباح في حوالي الساعة الثامنة والنصف كنت اطرق باب ناس كوثر، حليقا ومهندما ومعطرا، وكان حذائي لامعا...
وفتحت لي الباب، كان الزمن قد غير في هيئتها ولكن قليلا، وكانت ترتدي نفس الفستان البيتي الاحمر الذي رقصت به على أنغام أغنية (مرت الايام)، وسلمت علي وهي ترتعش، وقد كنت انا ايضا مضطربا... ودخلت فقادتني عبر باحة صغيرة وحديقة أصغر إلى الصالون...
وعند باب الصالون توقفت، وجذبتها نحوي ثم وعلى حين غرة احتضنتها وانهلت عليها تقبيلا... في الأول قاومت وتمنعت... ولكن ما هي إلا لحظات حتى صارت طيعة بين زراعي واستجابت لي بالكامل.
دخلنا الصالون وهناك فاحت رائحة بخور الصندل من مبخر كان موضوعا في الركن... ثم أحضرت لي عصير الليمون اللذيذ والقهوة وكانت القبلات والحكاوي تتخلل ذلك كله... وكانت القبلات بطعم العسل، وقضيت معها ساعة مرت وكأنها دقائق وخرجت منها وانا أشعر باني خفيف أكاد اطير من الفرح... وكان الوعد بيننا أن نلتقي مرة أخرى بنفس الطريقة وقد حدث... حيث افطرت من يديها كما وعدت وحضرت كل الأصناف التي اخبرتها اني احبها، حتى المحشي فقد طبخته ووضعته في إناء ساخن- بارد وقالت:
- دة ما بتأكل في الفطور... عشان كدة عملته ليك (take away) ... تتهنى بيهو مع أولادك في الغداء...
فشكرتها بحرارة وانا اهم بالمغادرة.
وقد زرتها هناك أربع مرات خلال مدة العشرة ايام التي قضتها في السودان... والمرة الخامسة كانت عزومة مني لها في مقهى (اوزون) ذلك المقهى الشهير جنوب سوق الخرطوم اثنين.
وهكذا كسرنا كل الحواجز الممكنة، وصرنا عشيقين معتقين وانكسرت (كل) القيود بيننا، ولان الحرامي في رأسه ريشة فقد قررنا الا اتواجد في وداعها في المطار يوم المغادرة وان نكتفي ببرنامجنا الصباحي المثير في بيت كوثر.
عادل سيد احمد
amsidahmed@outlook.com
- معليش ما شفت الرسالة لأني كنت مشغولة في المطبخ لإعداد طعام العشاء للأولاد.
- هوني عليك... عذرك مقبول! ماذا أعددت لهم للعشاء؟
- شعيرية باللبن.
فضحكت وقلت لها:
- هذا طعام للقطط...
فاضحكها التعليق وسألتني:
- ما هو طعامك المفضل؟
- كثيرة هي الاطعمة المحببة عندي فمثلا انا أحب الفول بالشمار وزيت السمسم، وأحب الطعمية بالسمسم؛ وأحب اللحم المشوي على الجمر وأحب محشي الطماطم والفلفل وأحب أيضا شوربة الخضار بزبدة الفول السوداني.
فقالت لي وهي تعدني وعدا قاطعا:
- ستجدها كلها في مائدة من صنع يدي في القريب العاجل بإذن الله.
واكتفت بذلك ولم تسألني عن المشروبات لعلمها مسبقا بحبي لعصير الليمون والقهوة والمشروبات الكحولية...
وفعلا، وبعد اقل من شهرين على تلك المحادثة، تحقق ما قد قالت، ولا ادري ما إذا كان كلامها نبوءة ام كان مبنيا على حيثيات خطة كانت تعدها للقدوم إلى السودان، وقد كانت مفاجأة سعيدة لي حين استقبلت مكالمتها من رقمها السوداني بحيث لم أفهم، في البداية، لماذا تتصل بالمباشر من ألمانيا والتطبيقات الأخرى متاحة؟ ولكن زالت حيرتي وتملكني السرور بعد سماعي كلامها، قالت:
- السلام عليكم ورحمة الله، هل تصدق لو قلت لك أنني متصلة بك الان وانا في الخرطوم. في المعمورة مع كوثر..
- اصلو ما بصدق... عملتيها كيف وما كلمتيني من بدري ليه؟
- قررت أن افاجئك... رأيك ايه؟ أليست مفاجأة سعيدة؟
- نعم... نعم! ألف مرحب بيك وحمد لله على السلامة... معاك الأولاد؟
- لا. لوحدي ... أتيت لوحدي وتركتهم هناك بسبب المدارس.
وقالت لي انها تتوقع أن أزورها في الصباح (لأنها ستكون لوحدها والبيت سيكون فاضي) ... وفي الصباح في حوالي الساعة الثامنة والنصف كنت اطرق باب ناس كوثر، حليقا ومهندما ومعطرا، وكان حذائي لامعا...
وفتحت لي الباب، كان الزمن قد غير في هيئتها ولكن قليلا، وكانت ترتدي نفس الفستان البيتي الاحمر الذي رقصت به على أنغام أغنية (مرت الايام)، وسلمت علي وهي ترتعش، وقد كنت انا ايضا مضطربا... ودخلت فقادتني عبر باحة صغيرة وحديقة أصغر إلى الصالون...
وعند باب الصالون توقفت، وجذبتها نحوي ثم وعلى حين غرة احتضنتها وانهلت عليها تقبيلا... في الأول قاومت وتمنعت... ولكن ما هي إلا لحظات حتى صارت طيعة بين زراعي واستجابت لي بالكامل.
دخلنا الصالون وهناك فاحت رائحة بخور الصندل من مبخر كان موضوعا في الركن... ثم أحضرت لي عصير الليمون اللذيذ والقهوة وكانت القبلات والحكاوي تتخلل ذلك كله... وكانت القبلات بطعم العسل، وقضيت معها ساعة مرت وكأنها دقائق وخرجت منها وانا أشعر باني خفيف أكاد اطير من الفرح... وكان الوعد بيننا أن نلتقي مرة أخرى بنفس الطريقة وقد حدث... حيث افطرت من يديها كما وعدت وحضرت كل الأصناف التي اخبرتها اني احبها، حتى المحشي فقد طبخته ووضعته في إناء ساخن- بارد وقالت:
- دة ما بتأكل في الفطور... عشان كدة عملته ليك (take away) ... تتهنى بيهو مع أولادك في الغداء...
فشكرتها بحرارة وانا اهم بالمغادرة.
وقد زرتها هناك أربع مرات خلال مدة العشرة ايام التي قضتها في السودان... والمرة الخامسة كانت عزومة مني لها في مقهى (اوزون) ذلك المقهى الشهير جنوب سوق الخرطوم اثنين.
وهكذا كسرنا كل الحواجز الممكنة، وصرنا عشيقين معتقين وانكسرت (كل) القيود بيننا، ولان الحرامي في رأسه ريشة فقد قررنا الا اتواجد في وداعها في المطار يوم المغادرة وان نكتفي ببرنامجنا الصباحي المثير في بيت كوثر.
عادل سيد احمد
amsidahmed@outlook.com