الجنجويد: خنجر في خاصرة الوطن وأسطورة حقد لا تعرف السلام
رئيس التحرير: طارق الجزولي
24 November, 2024
24 November, 2024
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة
عندما نتحدث عن الجنجويد، فنحن لا نتحدث عن مجموعة متمردة عابرة أو مليشيا مسلحة تبحث عن السلطة، بل عن أسطورة سوداوية متجذرة في تاريخ حديث ينضح بالدم والدمار ستظل في مخيلة هذا الشعب الطيب الي يوم النفخ ومعزوفة اسرافيل. هؤلاء ليسوا فقط خصومًا سياسيين أو عسكريين، بل تجسيدًا لحقد لا يمكن أن يولد بين أبناء وطنٍ واحد، مهما تكالبت الجهالة على القلوب والأذهان. جرائمهم التي تكشّفت على مدار السنوات الأخيرة ليست سوى وجهٍ آخر لنار أُشعلت في خاصرة السودان، هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي لصالح أطماع لا تعرف الشبع.
الكتلة الحرجة: السودانيون وجيشهم في مواجهة الحقد التتاري
في لحظة تاريخية نادرة، اصطف السودانيون خلف جيشهم الوطني، ليس حبًا في السلاح أو العسكرة، بل قناعةً بأن المؤسسة العسكرية هي آخر خطوط الدفاع عن شرف تراب الوطن ووحدته. السواد الأعظم من الشعب رأى أن هذه الفئة الغاشمة لا تفهم لغة السلم ولا تعترف بقوانين دولية أو أعراف إنسانية. لقد استعانت مليشيا الجنجويد عبر الامارات بكل طامع وحاسد ومرتزق عابر للقارات، وظفت الأحقاد الإقليمية واستغلت مطامع الأجنبي لتستبيح الأرض، وتغتال الطمأنينة في قلوب السودانيين وتحرمهم من ابسط حاجيات الإنسانية.
رقصة السلام الماكرة: محاولة للعودة تحت غطاء السلم
في المقابل، برزت بوادر دعوات للسلم من أطراف تعتقد أنها تستطيع الإفلات من العقاب. الإسلاميون، الذين أطاحت بهم ثورة ديسمبر المجيدة، يرون في الحرب المستعرة فرصة للعودة إلى المشهد السياسي، متخفين تحت عباءة التسويات والسلام الزائف. ما يجري اليوم ليس إلا فصلًا جديدًا من صراع الإسلاميين أنفسهم، الذي بدأ بمفاصلة سياسية في ٢٠١٠ وانتهى بمفاصلة مسلحة في ابريل ٢٠٢٣، حيث تجلت أطماع قلة منهم في السيطرة على الجيش وتوظيفه لخدمة مشاريعهم السلطوية
لكن هذه المحاولات تواجه وعيًا شعبيًا متقدًا، صقلته معاناة النزوح والدماء، وبرودة ليالٍ ينام فيها الأطفال على صوت الخوف. السودانيون لم يعودوا يرون في شعارات السلام المزيفة سوى محاولة لإعادة تدوير الدكتاتورية، إذ يدركون أن أي سلام لا يحاسب الجنجويد ولا يضمن تحييد الإسلاميين عن المؤسسة العسكرية هو محض استراحة قبل فوضى جديدة.
الطريق الثالث: الكتلة الشعبية في مواجهة الفوضى
اليوم، بدأت الكتلة الحرجة تتبلور، تلك الكتلة التي تتجاوز الشعارات الفارغة وتضع أهدافًا واضحة بعيدًا عن العبثية التي رافقت شعارات الثورة الأولى. هذا الطريق الثالث لا ينحاز إلا للمؤسسة العسكرية كجهة مهنية خالصة، تعيد السودان إلى مساره المدني الحقيقي بعد حسم التمرد.
السودانيون تعلموا من أخطاء الماضي، ولن يكرروا تجربة “تسقط بس" التي انتهت بفوضى وضياع. إذا كانت الجنجويد تمثل الحقد الأعمى، فإن الشعب السوداني يمثل الحكمة والبصيرة التي لا تقبل العودة إلى الوراء، ولا تسمح لقلة عابثة أن تسوق البلاد إلى فوضى جديدة
هكذا، يقف السودان عند مفترق طرق، ولكن شعبه لن يخضع لأوهام السلام الزائف، بل سيواصل الصلاة في محراب الوعي الشعبي والتنظيم المحكم، حتى يعود الوطن حُرًا من كل أشكال الحقد والظلام الذي البسه الإسلاميين لباس النور بين قرني الشيطان.
quincysjones@hotmail.com
عندما نتحدث عن الجنجويد، فنحن لا نتحدث عن مجموعة متمردة عابرة أو مليشيا مسلحة تبحث عن السلطة، بل عن أسطورة سوداوية متجذرة في تاريخ حديث ينضح بالدم والدمار ستظل في مخيلة هذا الشعب الطيب الي يوم النفخ ومعزوفة اسرافيل. هؤلاء ليسوا فقط خصومًا سياسيين أو عسكريين، بل تجسيدًا لحقد لا يمكن أن يولد بين أبناء وطنٍ واحد، مهما تكالبت الجهالة على القلوب والأذهان. جرائمهم التي تكشّفت على مدار السنوات الأخيرة ليست سوى وجهٍ آخر لنار أُشعلت في خاصرة السودان، هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي لصالح أطماع لا تعرف الشبع.
الكتلة الحرجة: السودانيون وجيشهم في مواجهة الحقد التتاري
في لحظة تاريخية نادرة، اصطف السودانيون خلف جيشهم الوطني، ليس حبًا في السلاح أو العسكرة، بل قناعةً بأن المؤسسة العسكرية هي آخر خطوط الدفاع عن شرف تراب الوطن ووحدته. السواد الأعظم من الشعب رأى أن هذه الفئة الغاشمة لا تفهم لغة السلم ولا تعترف بقوانين دولية أو أعراف إنسانية. لقد استعانت مليشيا الجنجويد عبر الامارات بكل طامع وحاسد ومرتزق عابر للقارات، وظفت الأحقاد الإقليمية واستغلت مطامع الأجنبي لتستبيح الأرض، وتغتال الطمأنينة في قلوب السودانيين وتحرمهم من ابسط حاجيات الإنسانية.
رقصة السلام الماكرة: محاولة للعودة تحت غطاء السلم
في المقابل، برزت بوادر دعوات للسلم من أطراف تعتقد أنها تستطيع الإفلات من العقاب. الإسلاميون، الذين أطاحت بهم ثورة ديسمبر المجيدة، يرون في الحرب المستعرة فرصة للعودة إلى المشهد السياسي، متخفين تحت عباءة التسويات والسلام الزائف. ما يجري اليوم ليس إلا فصلًا جديدًا من صراع الإسلاميين أنفسهم، الذي بدأ بمفاصلة سياسية في ٢٠١٠ وانتهى بمفاصلة مسلحة في ابريل ٢٠٢٣، حيث تجلت أطماع قلة منهم في السيطرة على الجيش وتوظيفه لخدمة مشاريعهم السلطوية
لكن هذه المحاولات تواجه وعيًا شعبيًا متقدًا، صقلته معاناة النزوح والدماء، وبرودة ليالٍ ينام فيها الأطفال على صوت الخوف. السودانيون لم يعودوا يرون في شعارات السلام المزيفة سوى محاولة لإعادة تدوير الدكتاتورية، إذ يدركون أن أي سلام لا يحاسب الجنجويد ولا يضمن تحييد الإسلاميين عن المؤسسة العسكرية هو محض استراحة قبل فوضى جديدة.
الطريق الثالث: الكتلة الشعبية في مواجهة الفوضى
اليوم، بدأت الكتلة الحرجة تتبلور، تلك الكتلة التي تتجاوز الشعارات الفارغة وتضع أهدافًا واضحة بعيدًا عن العبثية التي رافقت شعارات الثورة الأولى. هذا الطريق الثالث لا ينحاز إلا للمؤسسة العسكرية كجهة مهنية خالصة، تعيد السودان إلى مساره المدني الحقيقي بعد حسم التمرد.
السودانيون تعلموا من أخطاء الماضي، ولن يكرروا تجربة “تسقط بس" التي انتهت بفوضى وضياع. إذا كانت الجنجويد تمثل الحقد الأعمى، فإن الشعب السوداني يمثل الحكمة والبصيرة التي لا تقبل العودة إلى الوراء، ولا تسمح لقلة عابثة أن تسوق البلاد إلى فوضى جديدة
هكذا، يقف السودان عند مفترق طرق، ولكن شعبه لن يخضع لأوهام السلام الزائف، بل سيواصل الصلاة في محراب الوعي الشعبي والتنظيم المحكم، حتى يعود الوطن حُرًا من كل أشكال الحقد والظلام الذي البسه الإسلاميين لباس النور بين قرني الشيطان.
quincysjones@hotmail.com