لا تزيدوا النار إشتعالا بالحكومة الموازية

 


 

 

==========
د. فراج الشيخ الفزاري
========
بعد الانتصارات العديدةالتي حققتها القوات المسلحة السودانية في عدة محاور قتالية..كان أبرزها في ولاية الجزيرة بما في ذلك عاصمة الولاية ، ود مدني، تزداد المخاوف بأن تجنح القوي المعارضة بما فيها قوات الدعم السريع،إلي تنفيذ مشروعها الانفصالي بتكوين الحكومة الموازية في المناطق التي لا زالت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في الولات الغربية..فهو امر في غاية الخطورة ويجب التفكير فيه بميزان العقل والتفكير الشجاع في مساعي السلم والصلح وليس إشعال المزيد من بؤر الاشتعال.
وكما هو معروف دوليا، في تعريف الحكومة الموازية، أو حكومة المنفي، انها حكومة جماعةتزعم بأنها الحكومة الشرعية للبلد،ولكنها غير قادرة علي ممارسة سلطاتها القانونية ، ولكنها مستعدة للتعامل مع العالم الخارجي...وكلمة العالم الخارجي ، تعني بأن الاعتراف بها رهين بالقبول الدولي...وهو امر صعب التحقق في ضؤ المخاوف التي تعيشها معظم دول المنطقة خاصة العربية والافريقية..لأن نجاح التجربة قد يشجع الحركات المسلحة في تلك الدول أن تحذوا حذو التجربة السودانية...وليست تلك هي المشكلة الوحيدة..
فرغم ويلات الحرب المريرة التي قاسي تبعاتها كل أهل السودان تقريبا في الداخل والخارج،.. وما عاشوه من التشرد داخل مناطقهم من الذل والهوان وفي بعض بلاد المهجر...وقساوة فقد الأحبة والأمن والأمان ، والمأوي والدواء والطعام...إلا أن داخل كل سوداني يوجد حب الوطن الواحد..والأمل لا زال متقدا بأن تنتهي الحرب ويعم السلام ربوع البلاد شمالا وجنوبا..شرقا وغربا..ولازالت الإفئدة تحن وتتطلع الي وجود وطن حدادي مدادي تسكنه القبائل..وتشمله البشائر وتجمعه المحنة والحوش الكبير.
صعب علي الذائقة الوطنية ،والذاكرة الجمعية ، لأهل السودان،تشتت ولاءاتهم بين المناطق ولو صدقت النوايا..فقد جربنا مرارة الانقسامات في حياتنا السياسية والاجتماعية حتي الثقافية والرياصية...فأحزابنا السياسية ظلت تمارس هذه الانقسامات داخل الكيان الواحد..فأصبح للحرب الواحد فرع فروع...وانديتنا الرياضية، تمارس ذات الهواية علي مستوي الادارات وحتي علي مستوي الاتحاد العام..وكذلك الحال في مؤسساتنا الاجتماعية حتي الجمعيات الخيرية علي مستوي المدينة والقرية والفريق.... كل ذلك ، ورغم سلبياته، يمكن قبوله، باعتباره شأنا محليا ومحدودا.. ولكن بأن يكون ذلك الانقسام علي مستوي الوطن...فتلك كارثة وطنية بكل ما تحمل من مخاطر بحق الوطن وأهله ومكانته بين الدول.
أضف الي ذلك، فإن معظم تجارب حكومات المنفي علي مستوي العالم قد فشلت..ظلت حكومات بلا هوية أو سلطة قانونية حتي تلاشت ما عدا قلة منها ، منها التجربة السورية، وليس ذلك بمقياس يؤخذ به، لاختلاف طبيعة الصراع في السودان بالوضع السياسي والعقائدي، مقارنة بالوضع السوري المعقد.
إن قيام الحكومة ألموازية ، في السودان أو خارجه، لن يزيد النار الا اشتعالا..وليس من الحكمة اتخاذ هذه الخطوة بإنشاء سلطة سياسية أو إدارية علي جدار الوهم والكل يدرك تماما أن نجاح الفكرة مرتبط بنجاح فائدتها للدول التي ترعاها..كما تذهب الفلسفة البرجماتية. ،فأي فائدة سيجنيها المجتمع الدولي من وجود هذه الحكومة ألموازية؟
لا تفكروا في الحكومة الموازية أو حكومة المنفي..بل فكروا في السلام...وفي وحدة السودان...لم تستطيعوا تجنيبه ويلات الحرب..ولكنكم تستطيعون الان تجنيبه شبح التقسيم العنصري الذي واقع لا محالة في حال قيام تلك الحكومة الموازية ...لأن الحاضن سيكون قبليا وجهويا لا محالة ...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء