اقتناص الفرصة الأخيرة..!! … بقلم: ياي جوزيف

 


 

ياي جوزيف
8 February, 2009

 

ydedut@yahoo.com
أسس جديدة
هو تعبير دقيق عن جوهرة (مبادرة المجتمع المدني السوداني) والتي اطلقت بتاريخ (4 فبراير 2009م) هنا في الخرطوم ـ حيث قامت مجموعة من المجتمع المدني وتحديداً (الصحفيين والكتّاب) بمبادرة لإنعقاد مؤتمر جامع ومفتوح للتفاكر حول قضايا الوطن المصيرية وإمكانية الوصول إلى حلول ممكنة لإخماد الفتنة وإزاحة المهددات الأمنية والفوضى الشاملة والتي أصبحت على وشك أن تحدث.
يبدو أن طبيعة الجهات (المعلومة) والظلامية ذات التوجهات (الآحادية) لا تتعظ من تجارب الماضي السابقة ودائماً تعود إلى ممارسة ذات نفس (الأخطاء) من موقع افتراضات وهمية، وضعيفة في الأساس حيث لا تقوى على المواجهة لأنها صنيعة ذلك (التُوّهم!). ولكنّ (المبادرة) هذه هي فرصة تاريخية، من مجموعة الفرص تتاح للـ(جماعة) اليوم، وتفتح الأبواب على مصراعيها للتداول والاستماع لـ(صوت العقل)، وهو بكل تأكيد صوت الحق والحقيقة والعدل والإنصاف.
"إقتناص الفرصة الاخيرة" أو (الفرص)، قد لا ينظر إليها البعض بالأهمية المطلوبة! رغم الحاجة المآسة والملحة للآخرين (إليها) واعني القوى السياسية وعلى رأسها (المؤتمر الوطني) لتفكيك عجزهم عن الإتيان بحل لمشاكل وأزمات البلاد، لاسيما بعد إقصاء (المعارضة) غير المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية من جانب والمجتمع المدني من جانب آخر.. وأخشى ما أخشاه أن تضيع هذه الفرصة الأخيرة في (مهب) الريح منثوراً لتنضم إلى عشرات، بل (حزمة) الفرص المهدرة آنفاً، والتي أضاعوها (الجماعة) عبر التاريخ القريب إلا أن ما يتاح اليوم من (مبادرة) المجتمع المدني يختلف ومختلف تماماً عن (مجمل) ما أتيح بالأمس القريب والبعيد من (المبادرات) حيث جُمعت كل ألوان الطيف المجتمعي والسياسي والثقافي والأهلي السوداني.. طبعاً، هناك فرق في الأساليب المقترحة والشكل والجوهر والعوامل والظروف، فالفرصة الجديدة تتجمع فيها أوراق قوى (متعددة) وعوامل مهمة لا بد من أن تؤثر في فرض استراتيجيات ومواقف وقرارات تخاطب جذور (الأزمات) السودانية منذ (54) سنة من خروج الأنجليز.
عموماً، يجب أن نأخذ العبر ونعمل على وقف مسيرة التدهور والاستياء الناجم عن (الإربكات) الفظيعة بحق الوطن والمواطنين، و وحدتنا وأمننا واستقرارنا الذي تغفل عنه (الأفكار!) الملوثة بالديكتاتورية وتفرد وطغيان (مهووس!) في حق الآخرين أن يكونوا آخرين، ونهب وفساد وهدر لموارد الشعب، وصراعات وحروب وفتن (مصطنعة!) وعنف وترهيب وتطرف، وسجون وظلم واعتقالات تعسفية وأحكام ظالمة، وتشريد مقصود وتخويف، وقتل وتدمير واغتيالات أدبية ومعنوية للشخوص، والرمي بالتهم على كل (من له رأي) مُخالف!.
خلاصة القول هنالك تساؤلات لابد منها، رغم ضيق الظرف الزمني والمكاني الذي لا يسمح لنا بالتفاصيل والإفصاح بالاستفهامات:
ما هو الغرض من المبادرة؟!!، الهدف؟! ومن المستفيد؟! ولماذ أُطلقت المبادرة الآن؟؟..
حقيقة هذه الوثيقة (المجتمعية) تتمتع بالاستقامة التامة عن الأطماع والتطلعات ذات الـ (الصبغة) السلطوية والتسلط في السلطة التنفيذية والتشريعية، وهي تكشف لكل من يطلع عليها من أصحاب العقول الراجحة والسليمة أهمية (المبادرة) لفتح الحوار و التداول الأوسع ليشمل كل الشرائح من مجتمعنا، وكسر القيود التي (كممت) أفواه البعض منا، لا لسبب آخر غير الحل، والحل لا يمكن أن يحدث إلا بالوحدة الوطنية والديمقراطية والحرية (الرأي والتعبير)، والعدالة التي هي أساس أي نجاح ومنطلق أي تقدم وإصلاح سياسي وتطوير، وأيضا لا حل إلا بالمشاركة ووقف التفرد واحترام حقوق الآخرين، فالعنف يولد العنف، والدم يستجلب الدم، وأي منطق يعتمد على القهر وفرض الأمر الواقع بالقوة مصيره الفشل مهما طال الزمن، والتاريخ شاهد حي على ذلك ولو كان هذا الوضع يسعف ذاك لما سقطت (بلغراد، بغداد، كابول، سيراليون، وغيرها...) أمام الضغط الدولي من أجل تلبية مطالب المواطنين.. إنّنا ندعو جميع القوى السياسية الأساسية إلى تدارس المبادرة والإسراع في الرد عليها و (اقتناص الفرصة)، لأنّ الزمن بدون مبالغة أصبح كالسيف القاطع.

 

 

آراء