Suadninexile195@hotmail.com ربما لا يحتاج عبد الواحد أن ينفي هذا التساؤل لأنه يمضي في تأكيده يومياً، فالرجل افتتح مكتباً لحركته في قلب تل أبيب وتحدث مرات عديدة عبر فضائيات كثيرة مدافعاً عن هذه الخطوة ومعدداً مآثرها ومحصياً فوائدها الجمة على إنسان دارفور وعلى أفراد قبيلته الذين (يكسون الكعبة) طمعاً في رضا حاخامي يبوئه مكانة لائقة بجهده بين بني إسرائيل ! عبد الواحد شخصية سياسية جديرة بالدراسة فهو سياسي شعاره (لا لكل الحلول) وخطه الاستراتيجي يقوم على إبقاء أزمة دارفور مشتعلة حتى يوم نفخ الصور، وآلياته لتحقيق ذلك هي الإبقاء على مظاهر الأزمة كافة من بؤس وتوطين للنزوح واستدعاء للكوارث .. سلاحه الرئيسي هو النازحين، وبرنامجه السياسي هو (الرفض) وتكتيكاته المرحلية هي القبول الذي يؤكد أيضاً الرفض !! هو قانوني وعسكري لكنه فهمه للقانون هو أن يتمرد وأن يعارض الجوهر الفقهي للقانون وعلّمته عسكريته أن يحتفظ بلقب (القائد) لكنه لا يقاتل !! لذا فهو قانوني ينشط بقوة ضد القانون وعسكري لكن بلا بندقية 1! إنه مشروع رؤيا سريالية وسيطة لسياسي هلامي تنفتح مساماته لكل أفق المستحيل .. يقبل بكل شئ يضاعف الأزمة ويفاقم البؤس ولكن الذي لا يرضاه أبداً هو حل تلك الأزمة !! من ميزات عبد الواحد السياسية إنه يشجع عضويته للانسلاخ عنه فقد كانت كل الحركات التي تعاني اليوم من أزمة أسماء جزءاً من حركته الأم : حركة مني ـ حركة عبد الشافع ـ حركة أبو القاسم إمام ـ حركة البروفيسور عبد الرحمن موسى ـ حركة سليمان مرجان ـ حركة جار النبي ـ حركة محجوب حسين ، لكنه بارك انقسامها وسعد أيما سعادة (بإفرنقاعها) والانفضاض من حوله لتنفيذ برنامج الرامي إلى استدامة الأزمة تحت شعار (شعب نازح إلى الأبد ومخيمات متعددة الجنسيات) لا أدري ماذا سيسمي صديقاي إبراهيم محمد إبراهيم وعصام الحاج حركتهما بعد أن تخليا عن عبد الواحد وعن مني، وقام بفصلها محمد علي كلاي التابع لعبد الشافع في ظل أزمة الأسماء التي خلقها عبد الواحد، اقترح عليه تسميتها (بياخينا) ! إن من أفضال عبد الواحد على الحركات التي انشقت عنه ومازالت تنشق وبخكم تجويده لفقه التجزئة أنه علمها كيف يكون لكل حركتين (ثلاثة آراء)! يفرح عبد الواحد كثيراً كلما غادره عضو من مكتبه السياسي لكن جنونه يضيء إذا هم نازح بمغادرة المعسكر، فالثابت عند الواحد هو النازح والمتحول هو قضية دارفور ! النازح هو العنصر المؤجج للأزمة والمفاقم للأوضاع والمؤزم للمسارات .. هو المعرض المفتوح طوال العام لسواح المنظمات والصورة المعبّرة عن الأزمة الإنسانية العميقة .. هو الذي يجلب الإعانات والهبات والتبرعات والريع كله هو الضامن الأوحد لتقارير المنظمات وانسياب المعلومات وهو الشريان المغذي للقصص الإخبارية التلفزيونية فهو خيط عبد الواحد وسنده و(سناداته) هو حجر زاويته ورصيده الذي يغذيه بالعصيان ويصب (في حشاه عصارة الكذب المخيف). عبد الواحد يمكن أن يتنازل عن كل شئ إلا عن النازحين لذا فأهم فقرات برنامجه هي العمل الدؤوب مع كل اتجاهات الغرب لاستدامة النازحين والحفاظ على بؤسهم من أجل الإبقاء على قضية دارفور حية ومشتعلة. عبد الواحد لن يدخل في أي مفاوضات مع الحكومة ولن ينسق مع الحركات الساعية للحل لأنها في الأصل منشقة عنه وإذا رغب في وقت لاحق الدخول في مفاوضات فسيكون شرطه أن تدار من مكتب تل أبيب .. أليس هذا هو التكتيك التاريخي لإسرائيل ؟! .. إنه كلما زادت معرفتك بالصهاينة يتضاعف احترامك للكلاب !!