كلاب وولف الـ(جونسايد)..!!
ياي جوزيف
26 February, 2009
26 February, 2009
(التاريخ يعيد نفسه).. هذه المقولة الشهيرة يتأملها (الناس) عندما تتزامن وتتراجع وتتقهقر الأمور الى الوراء، بالأمس تحدثت (الصحف) عن (الانفلات) أو الخلل الامني الكبير من خلال (المنشيتات) التي صدرت على صفحات الصحف بلسان الناطقين باسم المليشيات. السؤال المطروح هو: من أين أتت المليشيات، قيادتها.. ومطالبها ومنطلقاتها.. ومن يقف وراءها؟!
الارجح ان (البلطجي) و(السفاح) المدعو قبريال تنجنيانق، هو الذي يقف حجر عثرة في طريق التعايش السلمي والاستقرار في ملكال، وما جاورها من المناطق التي أغلقت قبل عام كامل نسبة للـ(فلتان الامني) الطامح لتدمير السلام والامن، متخذاً ولاية أعالي النيل بؤرة لانطلاقه، وبدوره اشاع (الفوضى) الشاملة في الجنوب!
هذه المليشيات، هي مهزلة من مهازل الزمن (الاغبر) أو (الأشتر)، واكثر ما يخيفنا من ذلك هو السحب الكثيفة لـ(الفتنة) والتي أمطرت جثثاً وكرهيةً وحقداً وغبناً تحت شمس اتفاقية (نيفاشا)، لعن الله من (أيقظها) ومن (يخطط لها)، هولاء القوم من اصحاب النظام (المقبور) والذين يخططون لقتل وسفك دماء الابرياء دون وجه حق.
نحن نعلم، والكل يعلم من هو الذي يقف خلف هذه (الفتنة) ويغذيها، إنها مهزلة من مهازل (الجماعة)، تجدونهم في كل ما هو مدمر ومخرب، في كل الامكنة، مهازلهم قائمة على قدم وساق، والقاتل دائما مجهول!!
مهازل كثيرة، وما نراه الآن هو جزء من قمة جبل الثلج الذي يطفو فوق بحر (الدم)، والاعظم مازال يختبئ في أروقة دولة (الجماعة) المنهارة. لم يستفيدوا من الابتلاءات التي دامت لـ(عشرين عاما) من التجريب والتخريب.. وهم يحصدون (الارواح) البريئة، وهم الآن يبحثون لهم عن مخرجٍ من (الحرج) السياسي والعسكري بعد ان اكتفى (مروجو) الفتنة من المليشيات ماديا ومعنويا، وتآمروا على (الكل) في الجنوب، ولماذا يدفع المواطنون الابرياء فاتورة كل هذا؟! ومقابل ماذا تُحصد الارواح؟! ما الذي تريده المليشيات عندما تقتل وتشرِّد النساء والكهول والاطفال، ولصالح من تفعل ما تفعله في ملكال وأبيي وبانتيو وغيرها؟! نطرح هذه التسؤلات لكن ليس من مجيب!
المهزلة الكبرى ان أمثال (تنجنيانق) اصبحوا يهددون لأمن الجنوب، ويتطاولون على الجيش الشعبي وقيادته.. يا للدهشة في الزمن الاغبر، بعد ان كان (تنجنيانق) مختبئاً في بورتسودان خلف ستائر (الجماعة) لاكثر من سنتين يهبط في مطار ملكال ويحرك اركانه معلنا عن مجزرة جديدة راح ضحيتها اكثر من (100) مواطنٍ، يضافون لقائمة (أحداث نوفمبر 2007م) بمدينة ملكال، عودة المرتزق (تنجنيانق) الى مسرح الاحداث وفي هذا التوقيت بالذات هي دلالة لوجهي (المؤامرة)، الاول عودة لممارسة القتل والتدمير ونسف اتفاقية السلام، والتحدي والسخرية من حكومة الجنوب وسيادتها من الناحية الثانية، فنجد أن (المليشيات) تستهدف المواطنين الابراياء كـ(لقمة) سهلة تنهشها وتمزقها وولف (wolf) كلاب الـ(جونسايد) الارهابية القتلة والحالمون بقتل المزيد والمزيد من الابرياء!!
خلاصة القول مصائب (الجماعة) لا تعد ولا تحصى والتي أودت (بالثمين والغالي) منا وخساراتنا جسيمة، ولا تحسب (الهمجية) المفروضة علينا، ونتساءل الى متى تبقى الحكومة مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث من الفوضى المليشية هنا وهناك؟!.. وهل تكفي التصريحات الإعلامية والصحفية للمسؤولين المنددة بأفعال المليشيات الإجرامية؟!.. وماذا قدمتم من حل ومحاربة لمليشيات التخريب والسلب؟!
لا أتحدث عن التركة الثقيلة التي تركتها (أحداث) القتل بملكال وغيرها، لانها معروفة للجميع، ولا نحتاج الى تكرارها في كل مرة.. لكن مازال الحال على حاله، الأمن المفقود، والنهب متواصل، والفساد منتشر والفوضى عارمة، أربع سنوات مضت ومازال الكل يعاني من عدم توفير أبسط مقومات الحياة، ومازالت المدارس منهارة، والشوارع مخربة والساحات مهملة والمستنقعات والنفايات تزاحمنا حتى في جوبا، وانتشار ظاهرة التشرد والتسول بين الأطفال، والبطالة في ازدياد.. و... و....!. ويبقى السؤال الكبير والمدوي، متى يحترم المواطن هنا؟!.. لكن رغم همجية (الجهلة) وافعال المليشيات المتوحشة، فهي لا تستطيع (لي يد) الجيش الشعبي أمل وضامن وحامي اتفاقية السلام.