يوم المرأة … بقلم: د. حسن بشير محمد نور

 


 

د. حسن بشير
8 March, 2009

 


     يأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام مقترنا بحلاوة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تلك الذكري العزيزة علي قلوب المسلمين الذين يبتهجون بإحياء ذكري سيد الأنبياء و المرسلين و أكرم خلق الله. لقد تصادف يوم 8 مارس مع وقفة المولد النبوي الشريف مما اعطي الاحتفال بتكريم المراة و الوقوف علي دورها المحوري في بناء المجتمع الصحيح المعافي نكهة خاصة كرسالة تكريم للمرأة التي اعزها الاسلام و النبي الكريم. كما يصادف هذا العام الذكري المئوية للاحتفال بيوم للمرأة عالميا الذي كان السبب فيه ما تعرضت له مظاهرة احتجاجية للنساء تم قمعها في الولايات المتحدة الامريكية و قد تم الاحتفاء بيوم المرأة لاول مرة في 28 فبراير 1909م في امريكا و استمر ذلك الاحتفال في نفس اليوم حتي العام 1913م. في العام 1910 قررت الاشتراكية الدولية الاحتفال بيوم المرأة كل عام في 19 مارس و قد تم تطبيق ذلك القرار في روسيا لاول مرة في العام 1913م. لقد كان لروسيا دورا كبيرا في تاريخ الاحتفال بيوم المرأة العالمي نسبة لما تعرضت له المرأة من اضطهاد علي يد القياصرة  و في عموم التاريخ الروسي قبل الثورة البلشفية. في العام 1917م بعد سقوط نظام القياصرة و قيام دولة ديمقراطية في روسيا و التي استمرت لمدة ثمانية اشهر فقط قبل ان يطيح بها البلاشفة بواسطة ما عرف في التاريخ بثورة اكتوبر العظمي ، تم اعتماد اخر يوم احد ( العطلة الاسبوعية ) من فبراير لتنظيم اضراب من اجل " الخبز و السلام " و كان للمرأة دور كبير فيه. لقد اقترن ذلك الاحتفال بالمطالبة بمنح المرأة الحق في التصويت و الذي جوبه بمعارضة شديدة من قبل نخبة من السياسيين المتنفذين. لكن المرأة نالت ذلك الحق في روسيا مع سقوط نظام القياصرة في 25 فبراير من العام 1917م حسب التقويم اليوليوسي المعمول به في روسيا في ذلك العهد و الذي يوافق يوم 8 مارس من التقويم الغيرغوري المعتمد في الغرب و الساري اليوم وفقا للتقويم الميلادي. ساهم اعتماد الاتحاد السوفيتي لذلك اليوم و جعله عطلة رسمية لاول مرة في العالم علي انتشاره في العالم ابتداء من الدول الاشتراكية الي العديد من الجماعات المكافحة من اجل حقوق المرأة الي ان تم اعتماده رسميا من قبل الامم المتحدة كيوم عالمي للمرأة.
  في يوم المرأة العالمي يتم التنبيه الي الاهتمام بالمرأة و الفتيات في العالم من جميع النواحي و التعامل مع دور المرأة في المجتمع بشكل عقلاني في الحقوق السياسية و الاقتصادية و المهنية و الثقافية. للمرأة الدور الحاسم في بناء المجتمع الصحيح و علي دورها يعتمد بناء الانسان و الأسرة و المجتمع . علي دور المرأة في المجتمع تقوم مؤشرات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تحفيز عوامل التغيير و محاربة الفقر و الرفاهية الاجتماعية. في رأي ان المرأة ليست نصف المجتمع و انما المجتمع باسره فهي روح الاسرة و العامل المحرك للنجاح و التنشئة السليمة التي يعتمد عليها مستقبل الامة. من ناحية ثانية يتم تنبيه العالم في هذا اليوم الي ان المرأة هي اول المتضررين من الكوارث و الحروب و تنعكس معاناتها علي صحة المجتمع بحكم ان المرأة هي حاضنة الانسانية و مفجرة طاقات المجتمع و المجددة لها و بالتالي فان تحسين مستوي حياة البشر يمر عبر صحة المرأة و لا يمكن لها القيام بدورها الاولي الذي لا جدال حوله في انجاب البشر الا من خلال تحسين ظروف حياتها. و لن يتم ذلك الا عبر إعطائها حقوقها كانسان كامل الأهلية. اما في سودان اليوم و مع انشغال الرجال بلقمة العيش التي تستخوذ علي معظم وقتهم فان اهمية دور المرأة قد تضاعفت فبالإضافة لدورها العام فان دورها في المنزل اصبح حاسما لمستقبل الأجيال السودانية المقبلة. و اول ما ننادي به في هذا اليوم هو تحريم ختان الإناث كبادرة لجدية السير في الطريق الصحيح.
mnhassanb@yahoo.com

 

آراء