قمة الدوحة تطوي ملفاتها!!

 


 

عادل الباز
31 March, 2009

 

عادل الباز - الدوحة
الأجواء هنا أكثر سخونة مما يجري في الفضائيات. هنا خلف الكواليس السياسية ووراء دهاليز الصحفيين يدور همس كثير, حول الأقاويل التي تتسرب من غرف القمم الى أسماع الصحفيين المهجسين دائما بما وراء الخطب.
بالأمس في دهاليز فندق الشيراتون حيث تُعقد القمة لم تكن بنا طاقة للاستماع لعشر خطب متتالية، محصورين في قاعة رغم بهائها، قررنا أنا وصديقي الدكتور خالد التجاني أن (نزوغ) ونعود الى حيث جموع الصحفيين فى قاعتهم الصاخبة حيث الشاي والقهوة والقطيعة. جلسنا نتابع القمة ولم يمضِ وقت طويل حتى تعالى الهمس أن القذافي رفض دخول قاعة المؤتمر، وأن الأمير يمضي باتجاه خيمته، ولكن سرعان ما ظهر القذافي على الشاشة. وشُدت أسماع القاعة لمداخلة القذافي التي خرجت على الهواء دون سابق ترتيب مما جعل المنظمين داخل القاعة وعلى رأسهم الامير فى حيرة من أمرهم محاولين اللقاء. لم يكن أحد بقادر أن يسمع ما يقوله القذافي، ولأول وهلة بدا كأن القذافي يشنّ هجوما جديدا على الملك عبد الله. تلاحقت الأنفاس وصمتت القاعة ترهف السمع لما يدور.
الطريقة الدرامية التي دخل بها القذافي لإلقاء كلمته كانت “صاقعة” ولكن منذ متى كان الرئيس معمر القذافي عميد القادة العرب وإمام المسلمين وملك ملوك أفريقيا، متى كان منضبطا ببروتوكول في الكلام أو المقام؟..
القذافي يسكن فى خيمته داخل فندق الشيراتون، ويتحدث على كيفه داخل القاعات. يأتى متى مايشاء ويغادر في أي وقت شاء كما فعل. بالأمس أفرغ القذافي على أسماعنا حديثا حار القوم فى تفسيره، هل هو حديث مصالحة أم أنه هجوم جديد لولا اللقاء الثلاثي الذي جرى بعد الجلسة بين القذافي الملك عبد الله وأمير قطر، لذهبت التفسيرات والمصالحة العربية أدراج الرياح.
دعوة الرئيس السوري للدول العربية باتخاذ موقف حازم رافض لقرار المحكمة الجنائية رفع بالضرورة سقف المطالب السودانية. شبّه الرئيس السوري مايجري في السودان من استهداف واضح بالذي جرى في فلسطين أوائل القرن الماضي. ضاعت فلسطين منذ ذلك التاريخ، والخوف الآن أن يلحق السودان بها.
الرئيس البشير الذي احتفظ ببريقه في أروقة القمة، طالب بموقف واضح لالبس فيه، كما طالب بعون عربي فى مجال الإغاثة تقوده جمعيات الهلال الأحمر العربية.
الوفد السوداني كان منتشيا بحضور الرئيس البشير، ومستمتعا بالدعم العربي لموقفه، ولديه إحساس بأنه أكبر الكاسبين من مؤتمر الدوحة. ارتفعت أصوات هنا داخل الجالية مطالبة بلقاء مع البشير، وغالبا ماتتم الاستجابة في ظل الحماس والمعنويات العالية التي تسود هنا.
ركزت مصر في كلمتها على الدور السلبي للإعلام في تخريب العلاقات العربية. الهجوم المصري على دور الإعلام كان يغمز لقناة الجزيرة التي تُتهم بأنها تسببت في القطيعة بين قطر ومصر، تأسيسا على الحملة التي قادتها القناة في دعم غزة وفتح معبر رفح، فضلا عن ترويجها لقمة غزة في الدوحة.
أي خلاف مع الجزيرة كقناة يؤدي الى خلاف مع الدولة القطرية، إذ يُنظر للجزيرة باعتبارها أحد أذرع السياسة الخارجية القطرية!! ولمَ لا.
الأزمة المالية العالمية التي عصفت ببعض اقتصاديات دول المنطقة، والحبل على الجرار، لم تولِها القمة العناية الكافية، فإذا استثنينا الكلمات القوية لأمير قطر وبعض الكلمات لم نجد أثر سيل للازمة في سيل الكلام الكثير الذي أُريق بالأمس. العرب الباحثون عن المصالحات وإلغاء أوامر التوقيف فى وادٍ والعالم في وادٍ آخر.
الحصاد المنتظر اليوم في البيان الختامي للقمة لن يخرج عن بيان وزراء الخارجية إلا قليلا.. انتهت قمة العرب و”شفنا آخرتا” وها نحن في انتظار قمة العجم غدا!!

 

آراء