ثورة القواعد.. تعيد الحجر المرفوض!! (1)
ياي جوزيف
16 April, 2009
16 April, 2009
أسـس جديدة
تعيين القائد عبد العزيز آدم الحلو نائباً لوالي جنوب كردفان خلفاً لـ(دانيال كودي) والذي سحبت الثقة عنه من قبل مجلس التحرير الوطني بالولاية في فبراير2009م، وهذا القرار جاء تلبية لرغبة (ثورة القواعد) بالحركة.. ولكن هذا القرار في تقديري غير موفق وسنتناول ذلك غداً. إلا أنني استفتح هذه المساحة بعبارات المسيح لجموع من بني أسرائيل قائلاً: (الحجر الذي رفضه البناؤون، هو قد صار رأس الزاوية...) ـ سفر المزامير 22:118،23 ـ حيث يروى عند بناء هيكل سليمان أنّ البنائين وجدوا حجراً ضخماً فظنوا أنّه لا يصلح لشيء فاحتقروه، ولكن إذ إحتاجوا إلى حجر في رأس الزاوية (ليجمع حائطين كبيرين) لم يجدوا حجراً يصلح إلاّ الحجر الذي سبق واحتقروه.. (الحجر المرفوض) والذي صار الآن رأس الزاوية هو (عبد العزيز الحلو)، وكل من يسقط عليه يترضَّض، ومن يسقط هو عليه، يسحقه!..بينما نحن منشغلين هذه الأيام بمواضيع معقدة وكثيرة لكن (نبأ) تعيين القائد (الحلو) لجنوب كردفان هو سجل بتفاصيل أخرى يدخل في عمق التاريخ، وفي الزمن الذي تهدر فيه دماء الأبرياء بـ(جبال النوبة) وتستباح فيه كرامة إنسان الولاية ويدفع به إلى مهاوي الذل والانكسار ولم يفطن أحد لذلك غير قواعد الحركة الشعبية (مبروك!!)، وراحت قيادة الحركة بالولاية تنغمس شيئاً فشيئاً في غفلتها بما يحدث من حولها من أمور مصيرية؟!، واين، وكيف، وماذا يعني ذلك..؟!، وهل كان هذا على صواب ام ذاك على خطأ؟!..طبعاً، (الحلو) هو أحد الرموز لنضال أبناء الهامش منذ أن كان طالباً بالجامعة مروراً بمنظومات الطلاب والشباب وختاماً داخل صفوف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، فكان (الحلو) هناك. بالرغم من هذه التضحيات المبكرة والحصيلة الثورية إلا أنه مؤخراً وبعد الاتفاقية ظهرت أصوات لـ (ولوج) تحاول جادة محاصرة أنشطة (الحلو) أو [بأدق الكلمات] محاولات لأبعاده من خارطة وشؤون العمل السياسي بالجبال.. وكيف يفكر هؤلاء؟!، وعمّن يعبر هذا التفكير؟!..ما يحدث اليوم في جبال النوبة لا يقتصر على بشاعة معاناة مواطنيه فقط.. بل هو صراع إرادات مكشوف يدور بين إرادتين؛ الإرادة المتحررة وتتجسدها رموز أمثال (الحلو) بصمودهم الأسطوري ومقاومتهم العنيدة لتهميش وانحيازهم لقضايا المهمشين وفي وقت تخلى عنها (من سبقوه) من الذين استبدلوا التزاماتهم القومية بالتزامات تفوح منها روائح الارتباط بـ (الانتهازيين) ومشاريعهم التمكينية الفردية، وإرادة (التمكينين) من أيتام الانقاذ و الذين مازالت تراودهم أحلام استعادة مجد التمكين الغابر.ومن هنا يمكن أن نربط بين الإخلال و حملات التحريض التي انخرط فيها بعض أبناء النوبة (الانتهازيين) في وسائل الإعلام المنقلبة والذي من شأنه أن يجعل الإقليم مرتعاً تنشط في ساحاته رموز القوى (الحاقدة) على قواعد الحركة الشعبية و (الموتورة) منها. فالأمثلة أكثر من أن تحصى على هذه الأدوار والممارسات الجبانة. فحسبنا أن نذكر منها دأب رموز التحريض المشلولة.خلاصة القول إن قيادة الحركة الشعبية قد استعجلت قرار تعيين (الحلو) في منصب نائب والي جنوب كردفان حتي ولو في اطار التزام الحركة الشعبية أولاً وقبل كل شيء بنبض وتطلعات القواعد وعهدها الأبدي المطلق لـ(الحلو) كرمزها وحكيمها، وجنوب كردفان في أشد حاجة لقائد مثل القائد (الحلو)، فيه النقاء والصفاء ليكون منارة تبدد أمامهم ظلمات الطرق وتقيهم من الزلل والتهافت والضلال، ليقودهم إلى بر الأمان. إنّه المعبر الحقيقي عن حقيقة كوامن (جبال النوبة) وآمالها ورغباتها وطموحاتها المشروعة .. فهنيئاً لهم وهنيئاً للقائد (الحلو) صاحب النظرة الثاقبة التي تعبّر عن إرادة الجماهير وعن ضمير الجماهير في خيار مرحلة السلام والتحول الديمقراطي الذي تبناه للصمود في مواجهة كافة أشكال التحديات فأصبح هو رمزاً لنضال الهامش وبذلك هو أنموذج يحتذى به للحاضر المزهر والمتجدد.. وللمستقبل الواعد.حين ينسرقُ القلبُ منك، ويتوقف العقل أمام مشهد فرح، تشتعلُ نجوم السماء في ليلك قناديلاً، تضيئ لك الدّرب، بنبض مرح لذيذ.. وتغدو الحياة أكثر ألقاً.و نواصل،،،