وقطع سلفاكير قول كل خطيب

 


 

جمال عنقرة
24 June, 2009

 

جمال عنقرة

 

 

       عندما قلت في مقال سابق أن السيد سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية لن يترشح في الإنتخابات القادمة لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس السوداني عمر البشير، لم يرض قولي هذا كثيرين، وكانت أخبار قد تواردت تقول بأن سبعة عشر حزباً سياسياً سودانياً قد اتفقوا علي تقديم مرشح واحد ضد الرئيس البشير لإسقاطه في الإنتخابات الرئاسية. وقالت ذات الأخبار أن الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية هو المرشح الراجح لهذه الأحزاب، ممثلاً لحزبه الحركة الشعبية التي قالوا أنها مع هذه المجموعة الحزبية المناهضة للرئيس البشير.

 

ومما استندت عليه في استنتاجي هذا أن الحركة الشعبية تعرف أن مصلحتها تكمن في محافظتها علي الشراكة مع المؤتمر الوطني لتستكمل معه ما بدآه من انجازات، أدناها السلام الذي تحقق بعد سنوات الحرب العجاف. وقلته استناداً علي وعي الحركة الشعبية وزعيمها سلفاكير الذي يشهد معارضوه قبل مناصريه علي حكمته ووطنيته، وبعد نظره.

 

وهاهو الفريق سلفاكير يثبت صحة ما ادعينا في تصريحه المسئول الذي أدلي به للصحفيين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا عند لقئه الجالية السودانية هناك. ومما نقل عن رئيس الحركة الشعبية: (أكد الفريق سلفاكير ميارديت أن الحركة تقف بجانب الرئيس المشير عمر البشير في مواجهة ادعاءات المحكمة الجنائية، وقال سلفاكير خلال مخاطبته حشدا من الجالية السودانية والبعثة الدبلوماسية أمس بمنزل رئيس البعثة الدبلوماسية إن الحركة تساند الرئيس البشير باعتباره رئيسا للبلاد، وذكر سيادته بان الحركة الشعبية لن يكون لها مرشحا منافسا للبشير في الانتخابات القادمة ولن تكون ضد انتخابه للرئاسة القادمة، مشيرا إلى هذه الخطوة تريد منها قيادة الحركة ترسيخ دعائم السلام وبلوغ مراحله النهائية، وطالب النائب الأول من الجميع العمل على تعزيز قيم السلام والاستقرار. كما تطرق الفريق سلفاكير إلى اتفاقية السلام وتحدث عن نتائجها منوها على ضرورة تنفيذ بقية البنود بصورة يمكن أن تدفع بمزيد من التنمية والسلام للبلاد.)


     وحول الخلافات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني قال الفريق سلفاكير (هناك من يروج لهذه الشائعات ويريد العودة بنا إلى مربع الحرب والتي وصفها بالمغرضة، نافيا أن يكون هناك خلافات بين شريكين صنعا السلام في السودان، وأكد على أن لا عودة إلى الحرب وأن الحركة ماضية في طريق السلام وتعزيزه في البلاد، وطالب النائب الأول بعدم الانصياع لمثل هذه الأصوات الهدامة والخارجة عن إطار عملية السلام، كما جدد سيادته بضرورة العمل وفق إستراتجية السلام في ربوع البلاد.


كما أوضح سيادته بأن على الشباب العمل على دفع التنمية والسلام وليس الخوض في تجربة الحرب المريرة. ووصف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بأنهما أبناء بيت واحد، في إشارة إلى حتمية التنسيق والعمل المشترك من أجل مواجهة التحديات الوطنية.إن هذا التصريح المسئول للرجل الأول في الحركة الشعبية قطع به الطريق أمام الواهمين الذين ظلوا يراهنون علي الخلافات التي تقوم بين الشريكين للنفاذ من خلالها إلي مراميهم مهما كان الثمن، ولو أدي ذلك إلي ضيع الوطن، إذ أن أية انتكاسة للشراكة لا معني لها غير الضياع.

 

آراء