المؤتمر والحركة.. الخائن الله يخونه
30 June, 2009
جمال عنقرة
من تقاليد وأعراف أهل السودان أنهم إذا حدث اتفاق شراكة بين طرفين فيقولان عند مباركة الإتفاق (الخائن الله يخونه) وهذا تجسيد للحديث القدسي الذي يقول فيه المولي عز وجل (أنا مع الشريكين ما لم يتخاونا) ولا أدري هل قال ممثلو المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عند توقيع إتفاق السلام في التاسع من يناير عام 2005م بالعاصمة الكينية نيروبي (الخائن الله يخونه) ولكن لا يفرق شيئ قالاها أو تجاوزاها فإن الأمر ثابت (الخائن الله يخونه)
وبرغم أن الشريكين قد وفقا لدرجة كبيرة جداً في العبور بإتفاق السلام مطبات عديدة تعرض لها خلال مسيرته التي تجاوزت الأربع سنوات، إلا أن تحديات المرحلة القادمة تفوق ما سبق كثيراً. وهي تحديات لا تقبل المخاونة. وليست المخاونة في أن يأخذ طرف أكثر من حقه خلسة، ولا أن يطفف في الميزان، ولكن المخاونة تكون بالعمل لغير صالح الشراكة. ولقد سعدت جداً ببعض حديث اثنين من أطراف الشراكة النافذين هما البروفيسور إبراهيم غندور أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني والسيد أتيم قرنق القيادي بالحركة الشعبية ونائب رئيس المجلس الوطني. ولقد سعدت تحديداً بجانب حديثهما الذي أكدا فيه علي ضرورة تقوية ودعم الشراكة لأنها العاصم الوحيد لاتفاق السلام لاستكمال مسيرته.
وما دعاني للحديث حول هذا الموضوع ما أراه يرشح من بعض أقوال وأفعال لبعض منسوبي الشريكين تعتبر خيانة للشراكة. وأعني تحديداً بعض الاتجاهات التي برزت خلال الإعداد للإنتخابات القادمة. ولأنني أتفق مع البروف غندور والسيد قرنق علي أن متانة الشراكة هي العاصم، فإن هذه الشراكة تنتقض لو أن الشريكين دخلا الإنتخابات بغير توافق وإتفاق. فأن تقدم الحركة مرشحاً لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس البشير أو تدعم غيره في الإنتخابات يكون ذلك خيانة. وبالمقابل إذا قدم المؤتمر الوطني مرشحاً لرئاسة حكومة الجنوب ضد الفريق سلفاكير أو دعم غيره، يكون أيضاً قد خان الشراكة.
وما يحسب لزعيم الحركة الشعبية الفريق أول سلفاكير ميارديت أنه قال قولاً فصلاً أخرس به ألسن عديدة كانت تدعو لمناهضة البشير ومنازلته في الإنتخابات القادمة، فقطع سلفاكير ذلك حين قال في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أنهم يدعمون الرئيس البشير في الإنتخابات الرئاسية وليس لهم مرشح آخر. وكنت أتمني أن أسمع قولاً مماثلاً من قبل المؤتمر الوطني بذات القوة والوضوح ومن ذات المستوي. ولا أحسب أن مثل هذا الحديث يكون له وزن لو خرج من غير الرئيس البشير، ذلك لأن الذين يفعلون غيره من أهل المؤتمر الوطني لا ينفي فعلهم غير الرئيس البشير. فمثلما قطع سلفاكير الطريق أمام الذين يريدون خيانة الشراكة، فليفعلها البشير لنقطع دابر الخائنين.