جلسة ما منظور مثيلها … بقلم: جمال عنقرة
2 September, 2009
لو أن هذه الجلسة كانت في غير هذا الزمان لكانت أمراً طبيعياً لا يستوقف أحداً. ولكن بعد أن تغيرت كل الأشياء صارت العادات من الخوارق. وهي جلسة احتضنها مكتب صديقنا السوداني الذي ما زال يعيش علي ألحان الوطن القديم السيد جعفر محمد حسين. وهو رجل ظل رغم كل شيء يحافظ علي ما اندثر من معان. تلك المعاني والقيم التي كانت تميز السودانيين علي غيرهم من البشر، علي أيام السودان القديم ـ سودان السر قدور ـ الذي يجدد أيامه وألحانه هذه الأيام في برنامجه الرائع (أغاني وأغاني).
روعة الجلسة كانت في من جمعت من الناس وهم مزيج من ذاك النسيج المنظوم الذي يكون هذا الوطن الرائع الذي يسمي السودان. وكانت للأنس الجميل فقط حول مائدة شعبية أجمل ما فيها (لمتها). ولتقريب الصورة أذكر أركان الجلسة.. هم كمال حسن علي رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة وخاله بكري النعيم عمدة المعارضة السودانية في مصر، والمايوي المعتق هاشم الرشيد المكاوي. ونجم نجوم الزمالك في عهد مدرسة الفن والهندسة الكابتن عمر النور. ونجم وسط الأهلي في السبعينات الكابتن عبد المنعم مصطفي (شطة) وابن خالتنا عضو مجلس إدارة نادي الترسانة الكابتن مصطفي كيلاني. والكابتن بن الكابتن كابتن إبراهيم عبد الله المرضي. وضمت الجلسة المستشار الثقافي للسفارة السودانية بالقاهرةالدكتور إبراهيم محمد آدم، وكبير الصحفيين السودانيين في مصر صديقنا الأستاذ زين العابدين أحمد محمد، والمدير الإقليمي لمكتب الخطوط الجوية السودانية بالقاهرة الأستاذ الممتاز ياسر تيمو كندة، ومساعد رئيس مكتب المؤتمر بالقاهرة وليد سيد وصديقنا الدكتور محمد عوض البارودي الذي كان من أشهر رؤساء إتحاد طلاب جامعة القاهرة بالخرطوم بداية الثمانينات الذي جاء لمتابعة مسكنه في منتجع السلمانية. ورغم تباين الحاضرين البائن لكنهم كانوا علي انسجام وتوافق لا يوجد بين أكثر المتوافقين والمتفقين، ذلك لأنهم استدعوا ما يجمعهم وتركوا ما دون ذلك جانباً. وأي جامع أكبر من السودان القاسم المشترك الأعظم.
ومن روائع تلك الجلسة أن المستشار الثقافي الدكتور إبراهيم، والذي كانت تلك أول مرة يلتقي فيها بهذه المجموعة بهذا الفهم كان هو صاحب مقترح تكريم ابن الخالة الكابتن مصطفي كيلاني بمناسبة فوزه الساحق والمستحق في انتخابات نادي الترسانة. فوافق الجميع علي الفكرة وزادوا عليها تكريم نادي الترسانة ملتقي الرياضيين السودانيين الأول في مصر، واخترنا ابن النادي ومفخرته السيد سيد جوهر ليكون رمزاً لهذا التكريم. واقترح العمدة بكري النعيم أن نكرم سفير السودان الجديد السفير عبد الرحمن سرالختم لما يجسد من معان قومية ووطنية. ولقد تبني الجميع الفكرة التي خرجت من رجل لا يجمعه بالمكرم شيء سوي السودان الوطن الشامل. فيا لها من روعة. ويا له من جمال .. إنها بالفعل جلسة ما منظور مثيلها.
gamal mohamed [gamalangara1@yahoo.com]