السادس من أكتوبر عيدنا جميعاً … بقلم: جمال عنقرة
6 October, 2009
Gamal Angara [gamalangara@hotmail.com]
ذكري السادس من أكتوبر ذكري حبيبة لنا في السودان مثلما هي حبيبة لأشقائنا المصريين تماماً، وهي بالقطع حبيبة لكل العرب من المحيط إلي الخليج، وهي كذلك بالنسبة للمسلمين من طنجا إلي جاكرتا. فالنصر الذي حققه الجيش المصري في السادس من أكتوبر عام 1973م علي عدونا جميعاً، العدو الإسرائيلي هو نصرنا جميعاً. فمكانة مصر بين أمتها العربية مكانة عالية، ولذلك يقولون أنها كنانة العرب، وأقول باللغة التي يفهمها كل الناس أن مصر في وطنها العربي مثل أبوتريكة في الأهلي وشيكابلا في الزمالك وهيثم مصطفي في الهلال وفيصل العجب في المريخ، فعندما يكون هؤلاء النجوم في حالة فنية وبدنية عالية، تكون فرقهم علي ذات الحالة العالية وتحسن الأداء والنتيجة معاً، أما إذا انخفض أداؤهم ساء حال الفريق كله. وكذلك مصر عندما تكون في حالتها العالية ترتفع وترفع معها كل أمتها العربية. وإذا أصابها سوء عم السوء علينا جميعاً. لذلك نفرح لفرحها ونحزن لحزنها.
ونحن في السودان، نقول بلا رئاء ولامزايدة نحن الأقرب لمصر ومصر الأقرب لنا، وفرح مصر فرحنا قبل الآخرين جميعاً وعيدها عيدنا قبل كل الناس في الأرض. والموقف السوداني تجاه مصر وأشيائها موقف شعبي عام لاعلاقة له بالحكومات ومواقفها. فما زلت أذكر علي أيام حرب أكتوبر 1973م فعلي الرغم من أن الساحة السياسية السودانية كانت منقسمة علي نفسها لكنها توحدت مشاعرها وهي تتابع حرب أكتوبر حتي تحقق النصر المجيد وفرحنا جميعاً حاكمون ومعارضون.
الحكومة السودانية علي ذاك العهد علي أيام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري كانت علاقتها وطيدة مع مصر علي أيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات. والقوي الوطنية السودانية كانت علي خلاف كبير مع حكومة مايو التي يقودها الرئيس نميري. ولم يكن قد مر شهر علي الثورة الطلابية التي فجرتها الجبهة الوطنية المعارضة لنظام نميري، تلك الجبهة التي كانت تضم أحزاب الأمة والإتحادي الديمقراطي وجبهة الميثاق الإسلامي. وكان الطلاب الإسلاميون هم وقود الثورة الشعبية في شعبان الذي سبق رمضان ذاك العام الذي قابل العاشر منه السادس من أكتوبر 1973م. فعلي الرغم من هذا التوتر الحاد الذي كانت تشهده الساحة السودانية بين فرقاء السياسة الحاكمين والمعارضين، إلا أن أحداً من أهل السودان لم يتخلف عن مؤازرة الجيش المصري الذي كان يقود معركة الكرامة العربية، وكان للسودان أيضاً مشاركة عسكرية تؤكد التضامن العملي بين الأشقاء.
وفي ذكري نصر السادس من أكتوبر نتطلع لنصر عربي جديد تقوده أيضاً أمنا مصر المؤمنة بأهل الله. ولئن كان نصر أكتوبر 1973م قد أعاد لنا هيبتنا ومهابتنا، فنريد أن يعيد نصر أكتوبر 2009م ذات الهيبة والمهابة، والنصر الذي نرومه هذا الشهر ونرجو أن تحققه لنا كنانتنا هو نصر الوحدة. وهذا الشهر يشهد حوارين مهمين للم أهم شملين عربيين داخليين، هما الشمل الفلسطيني والآخر السوداني. ولئن كانت رعاية مصر مباشرة للحوار الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس، فإن دورها أيضاً مباشر في توحيد الحركات الدارفورية، فلونجحت مصر في هذا التوحيد ــ ونحسبها سوف تنجح بإذن الله الكريم ــ تكون قد مهدت الطريق لنجاح جولة الدوحة للمفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات الدترفورية. ونكون قد حققنا نصرين جديدين لأمتنا العربية في شهر أكتوبر المجيد. ونكون بذلك قد أحسنا الإحتفال والإحتفاء.