خرطوم… أقري عافية
14 October, 2009
zizetfatah@yahoo.com
نقلة هامة تلك التي أحدثها معرض الخرطوم الدولي للكتاب هذا العام، فقد أكدت لي زيارتي للمعرض يوم أمس أن عافية القراءة بالخرطوم لا زالت فتية وأنا أراقب عدد الحضور ذاك المساء ومن مختلف الأعمار. كما تعددت دور النشر العارضة من سوريا، مصر وتركيا بالإضافة الي عدد مقدر من دور النشر والتوزيع السودانية. مباراة إفتراضية وتنافس زاهي الأغلفة وتنسيق بديع لأعداد الكتب المعروضة، فمن باحة عرض الكتب الدينية من تفسير وشروح وقصص الي روائع الروايات العالمية والفنون مروراً بيوميات خليل السكاكيني والتي أعجبتني في سردها وتوثيقها بالصور لمرحلة مهمة من تاريخ القدس قبل الإحتلال من فترة 1919 وحتي 1941وقد طفت بهيام آسر مع رحلة حسن نجيلة وذكرياته في البادية :(ولعلي الغريب الوحيد الذي تعذّر عليه أولاً أن يشرب البيضاء من ذلك (الكبروس) وقد أرضيتهم أولاً بجرعات أما فيما بعد فقد صرت أسابقهم كلما مررنا علي إبل ترعي وتصايحنا مع رعاتها ، عوك .. البيضاء فيهرعون الينا باللبن في الكبروس ووجوههم مشرقة سعيدة.) كما أنني لاحظت أن التوثيق للقبائل كان بارزاً بين مجموعات الكتب التي عُر ضت فظهرت كتب عن قبائل المسيرية والدينكا والبقارة والبجا . الحضور المبهج للأطفال بالمعرض أضافة زينة محببة وهم فرحون بهداياهم الصغيرة من كتبهم وألعابهم .أما أطرف مقطع قرأته أثناء تجوالي فكان عن (الهلال) الفكرة والميلاد فقد تفاجأت لأني ظننت أن ميلاد الهلال في الأصل ذو شأن(أم درماني ) خالص أو ذاك ولكن هذا الكتاب وهو من رصد وإعداد علي الفكي فبيّن كيف أن فكرة الهلال أتت من أربع شبان جمعهم اللقاء داخل نادي الخريجين في العام 1930 وهم طلبة من كلية غردون ، وهم حمدنا الله أحمد حمدنا الله ، يوسف مصطفي التني، بابكرمختار، تاتاي المأمون وإنحصرت قائمة إختيار إسم الفريق بين (النيل ، الخريجين، أم درمان ، الأهلي)ولكن في يوم الإجتماع نظر أحد المجتمعين الي السماء فرأي هلال رجب وتم طرح إسم (الهلال) فكان الإجماع والموافقة علي إسم الفريق الوليد منذ ذاك.