الجنوب هم هؤلاء أو حنين الي الناصر (1) … بقلم: عزيزة عبد الفتاح محمود

 


 

 

 

لا أعلم إن تغيرت هذه المدينة الآن ، كانت بالنسبة لي الرحلة الأولي الي الناصر والثانية الي الجنوب، في العام 2004 ، إتجهت قافلتنا الإرشادية صوب مدينة الناصر براً ، زمن الرحلة تعمداً أ ُختير له شهر مارس قبل بداية الخريف ، كما أتت توصيات الخبير الذي وضع برنامج الرحلة،تخوف بعض زملائي من الرحلة فأوصوني أن أتراجع كوني المرأة الوحيدة مع عدد من الأطباء ولكن كان ما يدفعني أقوي من توصيات الزملاء فتوكلت علي الله وأخترت الذهاب .و كل ما نملكه من معلومات عن الطريق خريطة رُسمت باليد وعلينا تتبع الطريق البري بحرص شديد،  وقضاء الليل  في مدن محددة لأن زمن الطريق سيمتد الي يومين وليلة . تم الإتصال بالمسئولين المعنيين فيها قبل أيام من بدء الرحلة.وحتي وصولنا الي مدينة الرنك تشابهت كل الأماكن ونقاط الوقوف والمحطات، ذات السحنات وذات التحايا الطيبة البشوش. أما ما وراء مدينة (الجبلين) إختلف الطريق قليلاً ،وبدأ يتسلقنا خيط رفيع من الرهبة والخوف ما بدا غريباً في أول طريق (الردمية) الي (جلهاك) كان الرعاة يسوقون خليط من بقر (المجوك) والفلاتة  ،لا تتجاوز أعمارهم العشرين ممسكين ببنادق جزمنا أنها تفوقهم وزناً ولكن كان من المنطقي إحتراسهم وإحترازهم خوفاً من قطاع الطرق والنهب الليلي.أما مرورنا بـ(عدارييل) فكان سريعاً ، لفت نظري فتيات ال(قرعان) ، وشعرهن الممشط الناعم ،كن جادات جداً وهن يشترين إحتياجاتهن من الشاي والسكر لدرجة لم يثر إنتباههن إطلاقنا أفراد القافلة ولا السيارات المتراصة بجوار دكاكين السوق الوحيد في المنطقة .دخولنا الي الناصر كان في وقت تجاوز منتصف الليل حيث إستقبلنا قائد الحامية هناك ، بالنسبة لي أولوية النوم  كانت هي الأهم . سأختصر كثيرمن المواقف والمشاهد التي بهرتني بقوة منها طموح أبناء المدرسة الوحيدة بالناصر ثلاث فتيات في الصف الرابع أو الخامس لا أذكر رغم تجاوزهن الخامسة عشر وعدد من الشباب ،جميعهم في فصل واحد .      

 

آراء