حول ما نشره د. مصطفي المشردي

 


 

 

         salah osman [prof.salah@yahoo.com]

مثل هذا الكلام هو الهراء بعينه والمراوغة في أبشع صورها ، لتجنب قولة حق مفادها  (حلايب سودانية) فقد واقع حديثه في إطار الباطل الذي يراد به الحق ، وهو واقع مبتلى بالزيف ويريد أن يلغي مقوما من مقومات التكامل بين الشعبين الشقيقين تحدث فيها بلغة النص المقلوب وبعيون سكنها الذهول . هو عندي في حالة إنكار لذاته ورأيه بعيدا عن الصواب ، كسيح المبدأ ضعيف الرؤية المستقبلية

كنا في برلمان وادي النيل مع نخبة مصرية لا يستهان بها في ميدان السياسة . وتعاظمت نشوة التكامل حين حضر الرئيس حسني مبارك والرئيس جعفر نميري رحمه الله  وبجانبهما  د. رفعت المحجوب ومعلم الأجيال عز الدين السيد . كان مشهد الفرح فوق الوصف ، وأنا عشته عن قرب أمتار أمام منصة اللقاء . انه ارتقاء عربي نموذجي من نوع خاص . ما أحلي تلك اللحظات و الوجوه الرضية أمامي والحضور المبارك يسجيني و الرضا الإلهي يحفني. فانا لم احلم بساعة أصفي من هذا الحضور. إنهم الكبار الذين خبروا العلاقة بين مصر والسودان أذكر منهم المرحوم عبد العزيز حجازي ، عزيز صدقي ، المشير أبو غزاله ، كامل ليله ، ومنهم أيضا الذين أفنوا زهرة شبابهم في جامعة القاهرة الخرطوم د. طلبه عويضه ، محمد محي الدين عوض وكمال الدسوقي وأميره حلمي مطر التي أرضعت طلابها معني التكامل و الوحدة والمحبة والوفاء . كنا نسمع النشيد مدويا ، السودان لمصر ومصر للسودان مصير محتوم ومشترك وليس اعتساف أحكام ومقترحات باتت الآن في مزبلة التكامل . نصيحتي ليك أن تحاسب نفسك وتتبصر الأمور ومذاكرة القانون الدولي جيدا فأنت تفتقر إلي أبسط قواعده .

وقديما قيل  ( أجرأهم فتوى أقلهم علما  ) والأكاديمي إذا ترك تخصصه فقد مركزه وأصيبت مقاتله . وأحسب الآن أنك حي كميت – رحمك الله – أنت تجب ملاحقته بلا شفقة لأنك لا تدري أبعاد كلماتك ولا معني الحرب بين الأشقاء وصلات الرحم بينهما . لايمكن للمرء أن يتخيل  محاولة  أكاديمي  بذر الفتنه القاتلة ويبدو أن الهدف المبتغي الآن خدمة أجندة خفية دفعت بسخاء  القوات التي تناديها هى الآن في دارفور تنشر الأمن . فأمن السودان أمن مصر وأمن مصر أمن السودان . القوات المصرية ضحت من أجل فلسطين واليمن والكويت ولا أحسب كما تريد برأيك الهزيل أن  تكون  معتدية  لبلد عربي شقيق له إمكانات لايستهان بها ضحي بمدينة وادي حلفا من أجل سد مصر . عبرت قواته مع جند مصر وقدم من التضحيات علي مذبح سيناء حتي لا تذهب للعدو . ولسنا علي استعداد الآن أن نطرد دم التكامل من شراييننا ، بعد أن أثمرت مشاريعه . الخرطوم عشقت الزعيم جمال عبد الناصر ومن أحشائها خرج الشعار  (  لا- لا- لا- ) ليتك تفهمه .ورفض ناصر وجود قوات مصرية في حلايب

لأنه وحدوي ويعلم أن حدوده مدينة ( نمولي ) في أقصى جنوب السودان وحدود السودان الساحل الشمالي لمصر. هذا منطق التاريخ الحق الذي تفتقر أنت وأمثالك من هؤلاء المتسلقين بألسنتهم ، لن يطول بهم الشوط حتى تظهر الهجنة في ركضهم و الحران في طبعهم و التقصير في خدمة بلدهم ولو تشدقوا أن خير عقولهم يمطر ذهبا  .

أقول لك   : عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذا عوى        وصوت إنسان فكدت أطير  .

نصيحتي ليك :  دع الوشاة وما قالوا وما نقلوا      بيني وبينكم ( شعب مصر ) ما ليس ينفصل .

                  أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا

أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان

 

 

آراء