كلما أوقدوا ناراً للفتنة
27 October, 2009
zizetfatah@yahoo.com
(حسين يألعني القميص وإنت تألعني البنطلون..!)،عبارة وردت في المسرحية الشهيرة: (شاهد ما شافش حاجة).والآن يتكرر مشهد ما، (بما أن الحياة مسرح كبير) ، فإمام الأزهر (يألعنا النقاب والنظام العام يألعنا البنطلون ..!).. أما ما يجمع بين النظام العام وإمام الأزهر فهو إشتراك السلطة في كل ٍ.ولما يجف البنطال الشهير من (منقوع غسيله) بعد والذي طاف علي كل الفضائيات والصحف محليتها وعالميتها ،حتي طالعتنا الصحف بخبر، فحواه أن النظام العام قام بإلقاء القبض علي (مهندستين)- هذه المرة- لإرتدائهما البنطلون وحكم عليهما بالجلد 20 جلدة والغرامة 200 جنيه ، ما ورد في الخبرأن الجلد عشرون جلدة لأن البنطلون يعتبر زياً فاضحاً، يعني يمكنكنّ لبس (بنطلون) غير فاضح بعدد (جلدات) أقل.! أما مقياس (فاضح) فهي تخص (ثرموميتر ) قانون النظام العام .أقترح صدقاً أن تقوم إدارة النظام العام - مع إحترامي حقيقة لكل الجهد الذي تقوم به في حفظ النظام – فلا بأس أن تضيف مجهوداً آخر بعمل معرض زي (بناطلين وسراويل ) وملحقاتهما ، ووضع نماذج للبنطال الذي ستُعاقب من ترتديه بالجلد وتحديد عدد (الجلدات) مثلاً عشرون جلدة إذاكان (البنطلون) فاضحاً بنسبة 100% - ولا ندري ما سيتبقي منه- لا أفهم كيف نستطيع أن نفصل القانون عن الظرف المحيط بمن يقع عليهم أو عليهنّ تنفيذ القانون ومن ينفذ القانون؟ مثلاً هل يحق لنا أن نتحدث علي تنفيذ قانون (الجلد) وما يجره هذا التنفيذ علي (مهندستين) من مهانة حسية وذهنية فتتحور الصورة من (نظام) و(قانون) الي (فوضي) و(فتنة) ، هل هاتين المهندستين لانر فيهما إلا لبسهما لسروالين ؟ أين قيمة دراسة الهندسة ؟ خمس سنوات مرهقة وصعبة من السباق بين المكتبة وقاعات الدراسة والمباني؟ أين القيمة في إحترام أن تبدأ بالنصح ؟ ومهما كان مقياس ال(فاضح) في الزيّ ففي النهاية هاتان فتاتان مسلمتان سودانيتان متعلمتان ،نرجوكم ألا تنسفوا الجمال من حياتنا ،نرجوكم أن تستبدلوا مقياس اللبس ومقاييس السياط بمقاييس نحاول حلها معاً ، مارأيكم أن نبدأ بتحديد لمقياس لخط الفقر الذي يحيطنا جميعاً، مارأيكم بأن تحولو سياطكم الي من يحاولون تفكيك السودان ويتعمدون صرفكم الي رصد المقاهي وملاحقة (سراويلهن).