مشروع زراعي رائد لوصل أهل الوادي وتواصلهم
4 November, 2009
وصلتني دعوة من الأخ الأستاذ بشير الجيلي المستشار الإقتصادي لسفارة السودان بالقاهرة لحضور حفل تدشين مشروع (مزرعتي) بولاية سنار، الذي يرعاه الأخ السفير المدهش عبدالرحمن سرالختم رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية في القاهرة ومندوب السودان الدائم لدي جامعة الدول العربية. ومشروع (مزرعتي) الذي أعرف كثيراً من تفاصيله أبدع فكرته الرائعه ومهد لها الطريق صديقنا المهندس الرائع أحمد عباس والي ولاية سنار، ويشرف علي تنفيذه الأخ المهندس أمين عثمان آدم مفوض الإستثمار بالولاية.
ومشروع (مزرعتي) مشروع عبقري بكل المعايير ومن كل الجوانب. وهو قد صمم خصيصاً لجذب المستثمرين المصريين للزراعة في السودان، مع الإهتمام بصغار ومتوسطي الحال في هذا المجال. وهذه أولي محاور العبقرية في مشروع مزرعتي. فصغار المزارعين، ومتوسطي الحال هم الذين يمارسون الزراعة بأنفسهم وأهليهم. وهم الذين يتنزلون إلي القري وما دونها، وهم الذين يختلطون بأشقائهم السودانيين. فهم بذلك ينقلون تجربة مصر الزراعية الرائدة نقلاً مباشراً للمزارعين السودانيين الذين يختلطون معهم، وهذا ما نحتاجه لتطوير الزراعة في جنوب الوادي بتطوير معارف المزارع السوداني وتنشيطه علي العمل. ومثل هؤلاء المزارعين المصريين الذين يجذبهم مشروع (مزرعتي) ويستهويهم هم الذين يحققون التواصل الإجتماعي المنشود بين شعب وادي النيل في الشمال والجنوب، وهو تواصل مطلوب من أجل تحقيق غاية الوحدة الشاملة بين مصر والسودان، وهي وحدة نريد لها أن تكون وحدة مجتمعية رائدها الشعب في جنوب وشمال الوادي.
ومن أجل التواصل مع المستثمرين المصريين في مجال الزراعة، وصغار المزارعين ومتوسطي الحال، دخلت ولاية سنار في شراكة عبقرية مع شركة سودانية مصرية ملكتها حيازة الأرض وفوضتها لنقل الحيازة إلي من يرغبون في الإستثمار الزراعي في المشروع. ولقد فطن الأخ أحمد عباس لمسألة مهمة جداً دائماً ما تواجه المستثمرين في الأراضي الزراعية في السودان، وهي الإصطدام بالمواطنين الذين يقيمون في الأرض ويعتبرونها ملكاً تاريخياً لهم. فآخي أحمد عباس بين الشركة والمواطنين، كما آخي الرسول صلي الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار. فجعل الوالي مهر حيازة الشركة للأرض إعداد 20% من مساحتها للمواطنين إعداداً كاملاً، وتسليمها لهم جاهزة للزراعة. فأول ما فعلته الشركة هو إعداد نصيب المواطنين من المساحة التي استلمتها في المرحلة الأولي وأوصلت لها المياه وأقامت عليها نظاماً حديثاً للري فزرع المواطنون قبل أن تزرع الشركة، وجنوا حصاد الشراكة العبقرية في عامها الأول، وصاروا أحرص علي تطور المشروع وازدهاره لأن كل فدان تستصلحه الشركة يكون لهم 20% منه، فأصبحوا يتمنون تمدد الشركة وتوسعها في الأراضي التي كانت لهم بلافائدة ولا قيمة.
ومن عبقريات مشروع (مزرعتي) أنه يفتح المجال لجميع الراغبين في الإستثمار الزراعي من الأشقاء المصريين، بصرف النظر عن إمكاناتهم، وإمكانية تواجدهم في السودان. فمساحاته متاحة من عشرات الأفدنة إلي آلافها. ويستطيع المستثمر المصري أن يستكمل كل إجراءات حيازة الأرض واستلام أوراقها كاملة غير منقوصة دون أن يغادر مدينة القاهرة شبراً. ويمكن لمن يحوز الأرض أن يفلحها بنفسه، ويمكنه كذلك أن يشارك الشركة في ذلك، ويمكنه كذلك أن يعهد لها بكل هذا. وما دون ذلك تفاصيل عديدة وخيارات متعددة أبدعتها ولاية سنار لتجعل من هذا المشروع جاذباً للمستثمرين المصريين لأرض هي الأفضل بين أفضل أراضي السودان الصالحة للزراعة والبالغة مساحتها 200مليون فدان.