امر مؤسف يحتاج الى حوار جاد وعميق بين النخب الفكريه والثقافيه السودانيه المصريه!
17 November, 2009
العلاقه بين السودان ومصر لا يمكن تجاهلها أو شطبها فى لمحة بصر أو الأستغناء عنها فى اى وقت من الأوقات وغير عاقل من يظن ذلك الأمر هين وممكن، وهو امر لا يدركه كثير من المندفعين والسطحيين ومن لا من يعرفون حقيقة تلك العلاقه الأزليه ومتى بدأت والى اين تذهب.
والتعاطى مع الأمور على طريقة النعام بادخال الروؤس تحت الرمال لا يفيد بل يسبب كثير من الضر فى نهاية المطاف!
فاذا صح خبر رشق قلة محسوبة على الجماهير السودانيه بالحجاره حافلة كانت تحمل لاعبى المنتخب المصرى وهم عائدين الى مكان اقامتهم بعد انتهاء تمرين اعدادى لمباراتهم أمام الجزائر، فانه دون شك امر مؤسف ومحزن للغاية ولا يشبه اخلاقيات أصلاء السودان ولا يشبه السودان الذى ولدت فيه وترعرت فى ارضه وشربت من مياه نيله، وأحببت الناس كلهم فى اى مكان من خلال قيمه التى ورثناها ممن سبقونا.
ولا يمكن أن يقبل ما حدث رغم صغر حجمه مهما كانت الظروف والجراحات والدوافع .. حيث لا يعقل ان يقابل وفاء مصر بأختيارها للسودان ارضا لأداء تلك المباراة الهامه بمثل هذا السلوك المستهجن، فأدنى واجب يستحقه المنتخب المصرى منا كسودانيين فى هذا الوقت بالذات هو الحياد الأيجابى المائل قليلا نحو مصر لأنها اختارت أرض السودان وفضلتها على كثير من البقاع.
والنفى لما حدث والتشبث والتمترس باراء معلبه ومحفوظه مثلما يفعل بعض الأعلاميين، الذين اشعلوا تلك النيران وجعلوها ثقافة سائدة لن يفيد الأمر شيئا ولن يحل مشكله فالأعتراف بالخطأ والأعتذار عنه والعمل على تجاوزه وعدم تكراره فى المستقبل هو نهج العقلاء والحكماء والقامات السامقه.
وهذا التصرف مهما كان حجمه وقلة الذين قاموا به وعدم وعيهم لكنه يدفعنى بصورة اشد كوحدوى حادب على علاقات سودانيه مصريه – حقيقيه - و مميزه، لكى أجدد تلك الدعوه التى طرحتها فى أكثر من مرة على اصدقائى المثقفين المصريين مستشعرا الخطر ولم تجد اهتماما أو اذنا صاغيه لضرورة فتح حوار جاد ومخلص وبكل الود والحب بين النخب الفكريه والثقافيه السودانيه والمصريه، يتناول فيه الطرفان على قدر عال من الشفافيه والمصداقيه والوضوح طبيعة وكنه العلاقات السودانيه المصريه وكيفية تطويرها وازالة المعوقات والشوائب من طريقها بما يحقق مصلحة الشعبين.
وضرورة هذا الحوار الجاد وعلى نفس هادئ وجو صحيح معافى تنبع من حساسية وصعوبة تناول كثير من الأمور الموجعه والقاتمه بصورة علنية وصريحة على صفحات الصحف أو أجهزة الأعلام قبل التوصل الى نقاط التقاء وهذا النهج سوف يضر بتلك العلاقه ويفسدها أكثر مما يفيدها ، ولهذا تظل دائما وأبدا من ضمن (المسكوت عنه) الذى مهما اخفاه الناس وتساموا عليه وتناسوه يبقى مؤثرا وعائقا فى العلاقه بين بلدين شقيقين تضمهما كثير من العلائق والوشائج والمصالح المشتركه شاءوا أم ابوا.
فهل تجد هذا الدعوة النابعه من القلب والمتجدده فى كل يوم استجابه مقدره وأذنا صاغية ،على الأقل من أجل ان تحيا وتعيش الأجيال القادمه فى (وداى النيل) متآخين متحابين مع بعضهم البعض لا تحدهم حدود ولا تعيق مسيرة حركتهم وتواصلهم دون عقد أو موروثات ونقاط مظلمه ظلت عالقه داخل الصدور ومكتومه ومكبوته بفعل القمع والتغطيه دون مبرر هنا وهناك أو لضرورة ان تبقى على ذلك الحال برغبة من المثقفين والمفكرين الحادبين على الوحده انفسهم حتى لا يتسع الفتق ويكبر وتتحول النية الصادقة والصافيه للجمع بين الشعبين الى نتيجة معاكسه لتلك الرغبه المخلصه.
آخر كلام:-
ابيات من قصيدة شاعرنا الراحل (حسن ابوالعلا) التى يؤديها الفنان الكبير المرحوم (أحمد المصطفى).
سفري السبب لي اذايا
فرقه وفقدان هنايا
بطرى حبيب املي و منايا
وابكي على هذي النهاية
وببكي على تهديم بنايا
ليت حبيبي علي ناح
فيييك يا مصر اسباب اذايا
وفي السودان همي و عزايا
صابر و لم اعلم جزايا
والتأويه اصبح غذايا
صرت مسلم لي ردايا
زي طاير مكسور جناح
تاج السر حسين - القاهرة
royalprince33@yahoo.com